تقرير / تزايد الاستغناء عن الموظفين يبعث اليأس في أميركا
1 يناير 1970
04:34 ص
أوفرلاند بارك (كانساس) - رويترز - مر نحو عام منذ ان حصل تود ويلسون أجرا عن عمل. لكن مندوب مبيعات أجهزة الكمبيوتر لم يكن يشعر بالقلق لان تاريخه المهني قوي ومدخراته معقولة ولديه زوجة تعمل.
لكن الان مع تزايد البطالة من حوله مثل اعلان شركة سبرينت نكستل عن الاستغناء عن ثمانية آلاف عامل أصبح التنافس أكثر شراسة على وظائف أقل وتغلغل اليأس في نفوس الناس.
وقال ويلسون (48 عاما) الذي استنفد مدخرات الاسرة وأصبح الان يقضي أغلب أيامه في البحث عن عمل في مركز توظيف بالمنطقة التي يسكنها «كل من يبحث عن عمل الان يواجه أزمة اقتصادية جارفة». وأضاف «تشعر وكأن كل شيء انهار فجأة».
وبعيدا عن واشنطن العاصمة لا يوفر الحديث عن خطة التحفيز الاقتصادي وانقاذ البنوك أملا يذكر في تقديم مساعدة ملموسة. ويقول العديد من العاملين ان تزايد البطالة ينذر بصعوبات كبيرة مقبلة.
وفي هذا الاسبوع وحده أعلنت شركات أميركية منها سبرينت وهوم ديبوت وكاتربيلر وتكساس اينسترمنتس الاستغناء عن أكثر من 60 الف وظيفة.
ويوم الثلاثاء أعلن عن خفض عشرة آلاف وظيفة أخرى. وحتى الان هذا الشهر أعلن عن الاستغناء عن أكثر من 210 آلاف وظيفة. وفي تقرير من مطالبين اعانات البطالة الصادر أمس الخميس ارتفعت المطالبات الجديدة في الاسبوع الماضي بمقدار ثلاثة آلاف في حين بلغت المطالبات المستمرة أعلى مستوياتها على الاطلاق. وبلغت المطالبات في الاسبوع المنتهي يوم 24 يناير 588 الف مطالبة وكان محللون استطلعت «رويترز» أراءهم قد توقعوا ان تبلغ 580 ألف.
وبشكل عام هناك أكثر من 11 مليون عاطل في الولايات المتحدة بارتفاع 48 في المئة عن عددهم قبل عام.
ويعني ذلك ان هناك اربعة يبحثون عن عمل مقابل كل فرصة عمل في الولايات المتحدة حسب تقديرات هيدي شيرهولز الاقتصادي في معهد السياسة الاقتصادية وهو مركز دراسات في واشنطن. وقالت ان قتامة أوضاع سوق الوظائف تمتد الى كل القطاعات تقريبا.
وأضافت شيرهولز «هناك فعليا ملايين العاطلين الذين ليس لديهم أمل في الحصول على فرصة عمل».
وقالت المجموعة البحثية كونفرانس بورد في نيويورك الثلاثاء ان فقد الوظائف أسهم في انخفاض قياسي في ثقة المستهلكين هذا الشهر.
وأظهر استطلاع اجرته جمعية ادارة الموارد البشرية ان نحو 75 في المئة من موظفي الموارد البشرية في الشركات الأميركية يتوقعون خفض المزيد من الوظائف في الاشهر القليلة المقبلة.
ويقول الاقتصاديون العاملون على حد سواء ان جهود الرئيس باراك أوباما لدعم الاقتصاد تحتاج لعام على الاقل قبل ان تنجح في اتاحة فرص عمل جديدة.
وقالت شيرهولز «اذا طبقت الخطة الصحيحة سيبدأ الاقتصاد في النمو في عام 2010 وسيبدأ سوق العمل في الانتعاش بعد ذلك».
ولا يطمئن ذلك بدرجة تذكر العاملين وأصحاب الاعمال الصغيرة الذين يرون موارد رزقهم تتآكل بسرعة.
وقالت انا تشونغ (30 عاما) التي تعمل في شركة تورد قطع غيار السيارات في ديترويت حيث بلغ معدل البطالة في الولاية 10.6 في المئة في ديسمبر «حصلت على هذه الوظيفة منذ أقل من أربعة اشهر وبدأت بالفعل أشعر بالقلق بشأن امكانية الاحتفاظ بها». وأضافت «اخشى ان أكون ضمن الدفعة التالية التي قد يتم الاستغناء عنها».
وفي اوفرلاند بارك حيث يهيمن مقر سبرينت على المكان يؤدي الاستغناء على الوظائف الى تداعيات كثيرة. وتقول تريسي اوسبورن رئيسة غرفة التجارة المحلية «وراء كل رقم شخص وأسرة».
ويعني فقد الوظائف تراجع مبيعات نطاق واسع من الخدمات. فإيرادات الضرائب تنخفض والاموال التي توجه للمدارس والخدمات الاجتماعية تتقلص.
وفي المجلس الاقليمي لوسط أميركا في كانساس سيتي قال فرانك لينك كبير الاقتصاديين انه أمام كل موظف بشركة يسرح من عمله ستفقد وظيفتان اخريان على الاقل في المتوسط.
وقال لينك «هذه أوقات صعبة... الناس في حالة قلق بشأن أمنهم المالي».