سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / أبو أمين... ورّث الأمانة
1 يناير 1970
04:35 ص
الحياة سفر كبير تدون فيه حالات الأمم والأشخاص والأفراد، وهم يختلفون في أعمالهم وجهودهم، كل يكدح من أجل الوصول إلى غاياته في تحقيق الحياة الكريمة، وفريج المطبة من الفرجان التي تشتهر بسككها ودهاليزها. وهنا نفتح دفتراً من دفاتر بلدنا المضيئة، إذ كلما تُطوى صفحة تشرق آخرى، لأن الرسالة لم تنتهِ والأشخاص الذين نفتقدهم مازالوا أحياء فينا وفي الأجيال التي زرعوا فيها حصاد الخير لتبقى الكويت المعطاء.
اليوم رحل عنا عزيز، ألا وهو المربي محمد السماك، الذي افتتح المربي عام 1946 مدرسته الخاصة، تلك المدرسة التي هي من المدارس المتواضعة في بنائها، وبيئتها، ومستلزماتها التعليمية لكن العطاء فيها كان ممتلئاً بالمعرفة.
استمر أستاذنا محمد السماك رحمه الله، والذي رحل عن عالمنا في الأسبوع الماضي، في تعليم القرآن الكريم، ومبادئ القراءة، والحساب في هذه المدرسة حتى افتتحت مدرسة «النجاح» عام 1949 حيث التحق التلاميذ في المدارس الحكومية وانصرفوا عن الالتحاق بالمطوع. بعد ذلك واصل أبو أمين في الجد والاجتهاد حيث تعلم شيئاً في مجال التمديدات الكهربائية فعمل في هذا الحقل، وواصل مشواره في أعمال متعددة للحصول على خبرات متنوعة نظراً إلى تمتعه رحمه الله بقدرات كثيرة فعمل أيضاً معلماً بالكلية الصناعية، ثم عمل في إدارة الإسكان والتأثيث بوزارة التربية.
كان أستاذنا محمد السماك كثير الخبرات، عمل على الإصلاح بين المتخاصمين في الفريج إبان عمله في المطوع، فهو متعدد المواهب، وكثير المجالات.
رحمك الله يا أبا أمين رحمة واسعة، وصدق الأديب:
شربنا شراباً واحداً
غير أنهم ثملوا به من قبلنا بقليل
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي