د. وائل الحساوي / نسمات / لن نخسر شيئا إذا تفاءلنا

1 يناير 1970 01:32 ص
سألت صديقا: ما رأيك بانتخاب (باراك أوباما) رئيسا للولايات المتحدة الأميركية، هل تعتقد بأن أوضاع المسلمين ستتحسن في عهده؟! قال لي: هل تصدق تلك الخرابيط؟! «هذه سيارة مكينتها فلكس واجن» والبودي (الهيكل) مرسيدس!! أي أن كونه من أصل إسلامي وأسود لا يغير من واقعه شيئا فهو محكوم بسياسات لا يستطيع الفرار منها.
في تصوري بأن كلام صديقي لا يمكن أخذه على الاطلاق، فصحيح أن الولايات المتحدة هي دولة مؤسسات وليست دولة أفراد، وان المؤسسات التي تصنع القرار مرتبطة بقوى الضغط التي يهيمن عليها أشخاص لهم أجندتهم وأفكارهم ومصالحهم التي قد تتصادم كثيرا مع واقع العالم الاسلامي ومصالحه.
لكن كل ذلك يجب ألا يمنعنا من التفاؤل بتغيير في السياسات الاميركية تجاه العالم الاسلامي وان لم يكن كبيرا والأسباب كثيرة منها:
أولا: قبول الشعب الاميركي باختيار رجل أسود له خلفية إسلامية مهما كانت ضعيفة يدل على تغيير يجري في تلك الامة الكبيرة قد لا نلاحظه بوضوح.
ثانيا: السخط الكبير من الشعب الاميركي على الرئيس السابق جورج بوش والمحافظين الجدد الذين قادوا البلاد الى مغامرات غير محسوبة وتسببوا في كره العالم كله للولايات المتحدة، بالرغم من أن بوش لم يفعل أكثر من تشريع قوانين صارمة والتحرك من أجل اعادة العزة لأميركا وحرب الارهاب - كما يتصورون - هذا السخط يدل على تغير في عقلية المواطنين الاميركيين ومزاجهم وشعورهم بالخطأ الفادح بمعاداة العالم لا سيما العالم الاسلامي.
ثالثا: اصرار أوبـــاما عـــلى ذكــر اسم حسين ضمن اسمه في حفل التنصيب وإفراد عبارات واضحة حول احترام العالم الاسلامي والتعاون معه، وكذلك الحديث عن الانسحاب من العراق وتسوية أوضاع أفغانستان والحوار مع طهران، هذه الكلمات لم يقلها أوباما من عند نفسه ودون موافقة من الحزب الديموقراطي عليها.
رابعا: خطاب التنصيب كان مركزا حول الجانب الإنساني واحترام حقوق الانسان الذي فقدته الولايات المتحدة - كما ذكر - والوعد بإعادة اللحمة ورص الصفوف يدل على رغبة من أوباما ومن الغالبية التي انتخبته لتحقيق هذا المثال الاميركي الذي افتقدته الولايات المتحدة، وتذكرهم لابراهام لينكون الذي سعى لتحقيق العدل في الولايات المتحدة.
بالطبع فنحن لا نحلم بالكثير من أوباما أو من ادارته لا سيما ما يتعلق برد عدوان الكيان الصهيوني على فلسطين فهذا خط أحمر لا يستطيع أحد تجاوزه ولكن حسبنا ان نأمل بأن نستفيد من فترة حكم أوباما بأن نلتقط أنفاسنا قليلا ونتفرغ لبناء بلداننا بدلا من الحروب الطاحنة التي أشغلنا بها بوش.


د. وائل الحساوي
[email protected]