انتهينا حين يئس علاء الدين من المنحة المالية وتمنى لو دعي الى قمة اقتصادية، أو الى صندوق التنمية، بدلا من حصوله على هذا القمقم وجنيه الغبي، الذي يبدو عليه الفقر أكثر من بني البشر، الا انه لم ييأس واستمر في أمانيه، «فنيل المطالب بالتمني»، وليخسأ المتنبي، ولهذا اتجه للمارد قائلا: أيها الجني العظيم، أمنية أخرى اذا وافقت!
- نعم تفضل، هل تتمنى أن أسمعك مقطوعة لـ«موزارت» لم يسمعها احد من قبل؟ أو تريد أن أكشف لك سر الأهرامات!
• يا حبيبي لا أريد موزات عندنا موز «شكيتا»، أريد تعديل وضع!
- تعديل وضع، تقصد عملية تحويل جنس؟
• لا طبعا، أريد تعديل الوضع الاقتصادي والسياسي في بلادي!
صمت الجني برهة، وبرهة الجني بسنة، ونظر اليه نصف نظرة، وقال له: من أي البلاد أنت؟
• كويتي!
- كويتي وتريد تعديل وضع؟!
• نعم، وأين الغرابة، في تعديل الوضع؟
- وفقا لخبرتي يا صاحبي أقول، لا تحتاجون الى تعديل وضع، فلو اعتدل لاختل!
• يا أخي الجني، حقق أمنيتي ودع البقية علي!
- يا حبيبي الكويتي، انتم ناس طيبون، ما عندكم مشاكل، بالعكس مشاكلكم طريفة، الحكومة تتأخر في إسكانكم وأين المشكلة، انتم لا تسكنون في الشارع، تأخذ بدل ايجار وتسكن عند اهلك ببلاش! اذا كنت لا تريد العمل، عندكم دعم العمالة، تروح تقص عليهم، يعطونك معاشا وهم يعلمون انك تكذب عليهم، أصعب مشكلة يحلها أردى نائب!
• نعاني من التطرف، نريد ان نعيش دون مشاكل؟
- المتطرف يركب شاحنة يفجر فيها الناس، ولا يركب سيارة فخمة، ويصيف في جنيف، صدقني نوابكم حلوين، حركاتهم حلوة، اللي يصور مع قندرته، واللي يراقب الحفلات واللي يحارب «تي شيرت» ليفربول، نوابكم دمهم خفيف، لماذا تريد التغيير!
• غير، أي شي؟
- شنو أغير، شيوخكم! انا حاضر بس حرام، شوفهم ناس طيبين، اللي ترسمونه كاريكاتير، واللي تستجوبونه، واللي تقيلونه من منصبه، واللي تحاكمونه، واللي تنتقدونه في التلفزيون... ومع ذلك يضحكون معاكم، ويسلمون عليكم... لا احد فيهم يسبكم، ولا يهزئكم...
• ماذا تعني أيها المارد السخيف؟
- يعني «انته واشكالك» تبون تصلحون وتخططون، بس قاعد و«تبربر»!
• أعصابك يا ماردي الحبيب، أنا آسف!
- لا تتأسف روح اشتغل، دبر نفسك، في ديرتكم اذا حفرت عند بيتك يطلع لك نفط... صج «مو متربي، واذا ما تربيتم نربيكم...»!
من شدة خوفه تجمدت عينا علاء الدين، ورد بصوت مرتعش: ولكن طال عمرك أيها المارد أتمنى منك...
- طووووووووط... ترك الجني علاء الدين فجأة، واختفى في القمقم!
اخذ علاء الدين القمقم وقال له: شكرا المارد، عندي أمنية أخيرة لو سمحت!
وخرج المارد مرة أخرى... وغدا نكمل!
جعفر رجب
[email protected]