الخلاصة... لنستغل النصر العسكري
1 يناير 1970
09:02 م
يمكننا أن نكون ممتنين في أننا هذه المرة، مع ضباط جدد على رأس الجيش الإسرائيلي فإنه تعلم من الاخفاقات، ومن التشويشات التي كانت له في حرب لبنان الثانية. غارات سلاح الجو في بداية حملة «رصاص مصهور» والتي في غضون اربع دقائق نجحت في أن تخرج قيادة «حماس» عن التوازن، ودمرت أهدافاً استراتيجية في أكثر من أربعين مكاناً، أظهرت قدرة عملياتية استثنائية، واستخداماً دقيقاً للمعلومات الاستخبارية. الهجوم البري استغل حتى الحد الأقصى منظومات السلاح النوعية لدى إسرائيل وذلك لتقليص الاصابات قدر الامكان في أوساط جنود الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين من غير المشاركين في القتال. تجنيد قوة الاحتياط وتدريبها والخطط الحربية الواضحة كانت خلافاً للفوضى التي سادت في أثناء حرب لبنان. لقد حقق الجيش الإسرائيلي الغرض منه وصورته كحامٍ للأمة، وأكد مرة أخرى أنه لا يزال أحد الجيوش الناجعة في العالم.
كما أن الناطقين بلسان الجيش الإسرائيلي كانوا ناجعين أكثر بكثير مما في حرب لبنان الثانية. فقد امتنعوا عن إطلاق التصريحات وبيانات النصر قبل الأوان. ورغم قرار المحكمة العليا الغريب الذي سمح لوسائل الإعلام بالدخول إلى مناطق القتال، فقد حظر الدخول على الصحافيين. ولهذا فإن الفوضى التي سادت في أثناء حرب لبنان منعت، ووفرنا على أنفسنا الاهانة التي تنطوي على تبليغ الصحافيين عن حركات الجنود، ومعرفة العائلات عن إصابات لاعزائها من خلال وسائل الإعلام.
وبدلاً من الاعتذار، شدد الناطقون الإسرائيليون على المساعي غير المسبوقة لتقليص الإصابات لأولئك الذين لا يقاتلون. وكشفوا عن حقيقة أن «حماس» استخدمت الدروع البشرية في المساجد، في المدارس، في المستشفيات، وفي البيوت الخاصة، وشددوا المرة تلو الاخرى على أن إسرائيل فعلت كل ما في وسعها كي تحصر عدد الإصابات للمدنيين. فقط مظاهر الخصومة بين رئيس الوزراء، وزير الدفاع ووزيرة الخارجية في أثناء الحرب كانت خروجاً عن المصلحة الوطنية. وللمفارقة، اولمرت، الذي ليس له أي مصلحة في الانتخابات، تصرف بشكل رائع، حتى تبجحه الهدام على الضغط الذي مارسه على الرئيس بوش.
الان، في اللحظة التي تبدأ فيها المرحلة الديبلوماسية النهائية وحين يكون الرئيس أوباما يوشك على تسلم مهام منصبه، فإننا نوجد في مفترق طرق. إذا كان بوسعنا أن نخلق تسويات بعيدة المدى حقيقية لضمان وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، تكون الحكومة قد أنهت بحكمة الخطوة الآن كي تمتنع عن مزيد من الإصابات. في إطار وقف النار نحن ملزمون بأن نطالب بأنه إذا ما اطلق صاروخ واحد عن عمد لإصابة مواطنينا، فسنرد دون رحمة بحيث يكون واضحاً بشكل أليم لأعدائنا بأن الأيام التي كانوا يصيبون فيها المواطنين الإسرائيليين دون ثمن مرير، قد انقضت. ولكن في كل الأحوال، إذا لم تستخدم الوسائل الكافية لمنع «محور فيلادلفيا» من أن يواصل كونه انبوب التسليح المتجدد لـ «حماس»، فإن المواجهة المستقبلية مع «حماس»، وهذه المرة أخطر وأقوى، هي محتمة.
للامتناع عن مثل هذا السيناريو، لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بتكرار أخطاء الماضي، ونقل السيطرة إلى مصر، السلطة الفلسطينية أو لقوة أخرى من الأمم المتحدة عديمة القدرات. وإلا، فإن الأداء الرائع للجيش الإسرائيلي والأسف على الضحايا في الأسابيع الأخيرة سيكونا بقدر كبير عبثاً.
إضافة إلى ذلك، محظور ترك عقدة جلعاد شليت إلى «مفاوضات مستقبلية». علينا أن نطالب بتحريره الآن. وإذا لم يحصل الأمر، فإن كل سجناء «حماس» سيبقون في السجن، وسيمنع اتصالهم بعائلاتهم، أو الصليب الأحمر.
ايزي ليبرل
«إسرائيل اليوم»