جعفر رجب / تحت الحزام / علاء الدين والقمقم (2)

1 يناير 1970 04:35 م
بعد ان انتهى المارد الجبار من محاضرته، والحديث عن همومه، استعد علاء الدين لامنياته وهو يفرك يديه كمراب يهودي في المسلسلات التاريخية، قائلا: أيها المارد العظيم، يا محقق الأمنيات، هل لي الآن أن أطلب بما يطالب به كل من يحصل على القمقم؟
• نعم يا سيد القمقم هات ما عندك واسمعني أمنياتك!
> أريد أموالا بحجم هذا الجبل، دولارات، ودنانير، يورو، وأسترليني... بسرعة يا مارد!
• المارد وضع يده على خده، بانتظار أن ينتهي من وصف أمنيته، وأجابه: هل خلصت؟
> نعم هذه أمنيتي الأولى!
• ما أسخفك، وسطحيتك، أنت إنسان قشري!
> يا حبيبي قشري، صدفي، لافقاري قل ما تريد المهم حقق أمنيتي!
تنهد المارد تنهيدة سمعها أهل البلاد التي تبعد عشرة آلاف فرسخ، تحدث والألم يعتصره: والله تعبت معكم انتم بني البشر من آل يعرب، لا فائدة فيكم ولا أمل يرجى منكم، آلاف المردة الذين يعيشون في القماقم، والمصابيح، والخواتم السحرية... وكلما خرجوا لكم كانت مطالبكم لا تتعدى الأكل، والأموال، والقصور!
> وأين المشكلة؟
• لقد تعبت من هذه المسؤولية!
> هل يتعبك حمل الأموال ؟!
• لا يا باشا، يا افندم • الجني كان يعرف لغات • أريد أمنيات أخرى، أشياء جديدة، راقية، لماذا لم يطلب مني احد مثلا مكتبة مليئة بالكتب القيمة، أو يطلب مني لوحة لدافنشي أو فان كوخ أو رامبراند... لماذا لا يطلب مني أن احضر أواني فخارية رائعة صنعت قبل ألفين عام في الصين كان يشرب منها كونفشيوس، أو سجادة فارسية مفروشة في قصر كسرى، أو آثارا من مدينة اتلانتس المفقودة، او مثلا أسرار سلسلة الجينة الوراثية...
يستغرب علاء الدين ويسأل: لماذا اطلب منك هذه الأشياء؟
• لانها الحياة، ألم تسمع حسين فهمي يقول لميرفت أمين «الفلوس مش كل حاجة»!
> يا حبيبي ذبحتني حقق امنيتي
نكس الجني رأسه، وقال له: يا سيدي الوضع ليس كالسابق، والأوضاع الاقتصادية تحولت وتغيرت!
• ماذا تقصد؟
> اقصد لا توجد عندنا أموال، ولا كنوز، لقد قلت لك، كلما خرجنا لبني آدم قال يريد كنوزا وأموالا... الخزينة فاضية بسبب أمنياتكم، ونحن مردة ولسنا تجار نفط، ولكن قريبا سنشكل صندوق تبرعات لدعم جهودنا!
• ماذا تعني؟
> اعني انه بإمكاننا أن نكتب لك شيكا وتصرفه بعد عشر سنوات، أو نعطيك شهادة توفير تدخل فيها على السحب لعلك تحصل على الملايين، حاليا انا هارب في القمقم لأني علي ديون !
علاء الدين وبعد أن شاهد حالة الانكسار في الجني الجبار...اطرق رأسه، واخرج من جيبه ربع دينار ووضعه في يد الجني...وغدا نكمل أمنياته!


جعفر رجب
[email protected]