سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / أجمل المفاتيح

1 يناير 1970 04:35 ص
المفاتيح تتعدد وتتلون وتختلف، وقد يفتح المفتاح «كيلوناً» خارجياً، أو يكون الإغلاق من الداخل فيستخدم «المزلاي» أو «المقحام» في غلق الباب، والمفاتيح كثيرة منها مادية وأخرى معنوية، ومن أطيب المفاتيح المعنوية الصبر مفتاح الفرج، فإذا ما أصابت الإنسان ضائقة مهما كان نوعها أو سببها فإذا ما استخدم هذا المفتاح مع العمل فإن هذا الإنسان يعيش في بحبوبة من الفرج والطمأنينة.
وصدق الإمام الشافعي:
ضاقت ولما استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت أظنها لا تفرج
هكذا استخدمت «المقاحيم» لتغلق قطاع غزة، وتحصر في وسطه مليوني إنسان، هواؤهم البارود، وموسيقاهم أصوات البنادق وأزيز الطائرات، ومشاهدهم أنين الثكلى، وضجيج الأطفال، وصراخ الجياع، وماؤهم الذي يرونه خليط من دماء الأطفال، والشباب، والكهول، والشيوخ... شهداء وجرحى.
لمن في السجون ومن في القيود
ومن في منافي الشقى البالية
لمن كان في عاتيات الشتاء
يكابد في خيمة بالية
ينام على الأرض أطفاله
وقسوتهم الفاقة البالية
لكل هذه الصنوف التي تئن ولا صوت للمنظمات الدولية إلا في قرارات غير ملزمة، ولا رأي للهيئات الراعية للطفولة، والمرأة، والشيخوخة. أين هذه الأصوات، ومتى تسمع، وكيف تؤدي أعمالها إذا لم تفزع في هذه الفترة؟
ألم يحن الأوان لأن تستنهض لإحقاق الحق، أصبحت هذه الأرض مدينة أشباح، ودمر العدو الغاشم كل ما بقي، وعاث تدميراً بما دمره في السابق.
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري
سأصبر حتى ينظر الله في أمري
سأصبر حتى يعلم الصبر
أني صبرت على شيء أمر من الصبر
النصر والعزة للمناضلين في أرض النضال، والله تعالى مع الحق. وإن نصر الله لقريب.

سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي