حروف نيرة

الحجاب حرية شخصية!

1 يناير 1970 05:18 ص

يثير البعض شبهات حول قضية وجوب الحجاب، وإنه من عادات المجتمع، ولا صلة له بالدين، ولم يأمرها الشرع بارتدائه، ما جعل كثيراً من الفتيات يعرضن عن الحجاب، وحتى المحجبة المتردّدة قد فتح لها الباب وجعلها تخلعه بثقة لأنها لا تريده أصلاً، وقد وجدت الفرصة، فاتجهت لخلعه بحجة أنه لم يرد نص قطعي بوجوبه، ومنهم من قال إن النصوص التي أثبت بها المفسرون وجوب الحجاب تحمل معاني مبهمة.
وهو قول في غير محله لأنها نصوص صريحة وعديدة، والوقوف عند آية واحدة يثبت ذلك ويمحي كل الشبهات، قال تعالى في سورة النور/31: (وليضربن بخُمرهن على جيوبهن) فقد كانت المرأة في الجاهلية تضع الغطاء على رأسها وتتركه هكذا للهواء فأمرها الله تعالى بشد غطاء رأسها حتى لا يظل الغطاء مفتوحاً لا يستر الرقبة ومنطقة الصدر، فكلمة «يضربن» تعني إحكام ربط الخمار حتى لا يرتخي فتظهر الزينة المحرمة كالشعر وكل ما على الصدر والأذن من زينة وحلي، لأن الجيب - فتحة الصدر - غير مغطى بالخمار أو ما نطلق عليه اليوم: الملفع أو الطرحة وكل قماش يلف ويبقى ثابتاً.
فقد كان للغطاء صورة في زمن الجاهلية، ثم أوجبت نصوص القرآن لبسه بالصورة الشرعية؛ فحجاب الشرع لا يقاس على حجاب الجاهلية المعتاد في زمنهم، ولا شك ان الحجاب لا يحجب زينة الرأس والعنق فقط، بل يشمل حجب زينة الجسد بالثوب الواسع.
وهو جانب قد تظنه بعض الفتيات غير مرتبط بالحجاب، فصار الثوب ضيقاً يصف الجسد ويبين حركة الأعضاء؛ فينبه الغافل ويلفت الأنظار، وهي صورة قد ذكرها رسولنا الكريم ونهى عنها قبل أن يراها، وقال في وصفه: (نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة...)، وقوله: (كاسيات عاريات) لأن لباسهن لم يسترهن لشدة ضيقه أو قصره، وقال (مائلات مميلات) لأن المرأة بهذا الشكل مائلة منحرفة عن طريق الحق والصواب ومميلة لغيرها بفتنتها، ولفظ: (رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) أي رؤوس النساء من الخلف عندما ينفخن شعرهن عند لفه ووضع ما يظهره كثيفاً بارزاً فيبدو كسنام البعير المائل.. وصرنا نرى اليوم من تجمع شعرها كله إلى الأعلى فوق رأسها وتكثره وتلف عليه الغطاء، ومن تضع قطعة كالقبعة تلف بها شعرها وتظهر الرقبة والأذن والزينة.
وكأن حجاب اليوم يُلبس من باب الموضة أو العُرف لا من الدين... حتى زاد التشكيك في توجيهات الإسلام عندما انتشر بتلك الصورة، ولكن هل المعاصي والأخطاء البشرية تعني ان الإسلام لم يأمر به! أو انه يأمر بشيء لا حاجة له!

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @