إسرائيل تركز على الأهداف من حربها على «حماس»
1 يناير 1970
05:56 م
القدس - رويترز - ربما يكون العالم مصدوما من مشاهد الدمار في قطاع غزة، لكن هذا لا يؤثر على الاسرائيليين الذين يصبون كل تركيزهم على تحقيق أهدافهم من الحرب.
ويقول محللون ومسؤولون اسرائيليون، ان بعض هذه الاهداف قد تحقق مثل استعادة قوة الردع للجيش وإلحاق أضرار هائلة بالقدرة التسلحية لحركة «حماس».
لكن أهدافا أخرى مثل وقف الصواريخ التي تطلقها «حماس» على اسرائيل، ومنع الحركة من اعادة التسلح عبر الانفاق أسفل الحدود بين غزة ومصر، لم تكتمل بعد.
ويرى محللون أن الكثير سيتوقف على الشروط المحددة لاتفاق لوقف النار تلعب مصر دور الوسيط للتوصل اليه وعلى الترتيبات التي يتوقع أن تشارك فيها مصر والولايات المتحدة ودول اوروبية أبرزها المانيا لاعتراض شحنات الاسلحة لـ«حماس».
وقال الرئيس السابق لجهاز «الموساد» داني ياتوم: «أعدنا تأهيل قدرتنا على الردع على الاقل مقابل حماس والمنظمات المماثلة... ضربنا الذراع العسكرية لحماس بقوة شديدة».
ويقصف الجيش الاسرائيلي قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع. كما قصف الاسرائيليون الشريط الحدودي البالغ طوله 15 كيلومترا بين مصر وغزة، المسمى ممر فيلادلفيا في شكل متكرر لتدمير الانفاق التي تستخدم لتهريب الاسلحة والسلع التجارية. ويريدون ضمانات دولية حتى يضمنوا الا تعيد «حماس» تسليح نفسها بعد انتهاء الحرب. وأضاف ياتوم: «لا نعلم بعد ان كان المصريون سيأخذون على عاتقهم اغلاق ممر فيلادلفيا او ما اذا كانت حماس تريد أن تقدم التزاما للمصريين بوقف اطلاق النار لسنوات عدة».
ويقول محللون اسرائيليون، ان من السابق لاوانه تحديد الاثر الذي ستحدثه حرب غزة على الصراع الفلسطيني على السلطة بين «حماس» وحركة «فتح» التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وسيطرت «حماس» في يونيو عام 2007 على قطاع غزة الساحلي في أعقاب اقتتال داخلي مع قوات «فتح» بعد 18 شهرا من فوزها بانتخابات المجلس التشريعي. ومن الاهداف الرئيسية لـ «حماس» رفع الحصار الاقتصادي الاسرائيلي الذي جرى تشديده بعد سيطرتها على القطاع.
وقال مارك هيلر، الباحث البارز في معهد دراسات الامن القومي في جامعة تل ابيب: «الجميع أضعفوا. حماس وخصمها ابو مازن (عباس)».
وتكهن بعض المسؤولين الاسرائيليين، بأن تخسر الحركة كما هائلا من الدعم الذي تتمتع به ما يمهد الطريق في نهاية المطاف للسلطة لاعادة فرض سيطرتها على القطاع.
ويقول مارك ريغيف، مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت: «معلوماتنا أن حماس بالغت في استخدام سلطتها وأنها أبعدت قطاعات كبيرة من الشارع الفلسطيني». وأضاف: «في اليوم التالي لانتهاء هذه الازمة حين تهدأ الامور ستواجه حماس مشكلة كبيرة للغاية مع الشعب الفلسطيني خصوصا سكان غزة».
و«حماس» التي تدير شبكة من المؤسسات الخيرية والمدارس والعيادات الى جانب الميليشيا مغروسة بعمق في المجتمع الفلسطيني، ما يجعل اختفاءها من غزة في اي وقت قريب أمرا غير مرجح.
كما من المستبعد أن يرحب سكان غزة البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة، بأي محاولة لعودة مسؤولي السلطة الذين سينظرون اليهم على أنهم عائدون على ظهور الدبابات الاسرائيلية.
ولم يتضح بعد النطاق الكامل للدمار الذي حل بغزة ويرجع هذا جزئيا الى أن اسرائيل تمنع المراسلين الاجانب من الدخول ويتكهن محللون اسرائيليون بموجة غضب دولية أشد.
وتابع ياتوم: «حين تتسنى رؤية الصورة كاملة من انقاض وأضرار وجثث وجثامين أطفال ونساء قد تكون هناك موجة من الانتقاد ضد اسرائيل». لكنه عبر عن وجهة نظر اسرائيلية شائعة، اذ قال ان اسرائيل لم يكن لديها خيار سوى التحرك ضد «حماس». وأضاف: «ما كان بوسعنا أن نجلس مكتوفي الايدي اكثر من هذا بينما تسقط تلك الصواريخ على مواطنينا».
وصعدت «حماس» من اطلاق الصواريخ الشهر الماضي بعد ما قررت عدم تجديد التهدئة التي دامت ستة اشهر مع اسرائيل، قائلة ان الحصار الاسرائيلي المتواصل والغارات على النشطاء جعلت التهدئة غير ذات قيمة.
وأثارت الحملة الاسرائيلية انتقادات واحتجاجات في أنحاء العالم، لكن استطلاعات للرأي تظهر أن الرأي العام الداخلي يؤيد في شدة قرار الحكومة اطلاق العنان للجيش.
وقال شموئيل ساندلر، الاستاذ في مركز بيغن - السادات للدراسات الاستراتيجية: «المذهل هو وحدة الرأي العام. حتى وسائل الاعلام تقف وراء هذه العملية». وأضاف: «المذهل اكثر من هذا هو أن دولا عربية تريد ضرب حماس في الاساس لانها ترى في أفكار حماس تهديدا لانظمتها».
ويرى هيلر ان الاسرائيليين مستعدون تماما لقبول العداء الدولي الذي يواجهونه حتى الان. ويضيف: «الانطباع الظاهري، أن الناس الاكثر انتقادا هم المسلمون وهذا متوقع او المشتبه فيهم المعتادون في وسائل الاعلام الليبرالية في الغرب». وتابع: «حتى الان ورغم تلك الصور (في غزة) هناك الكثير من التفهم من جانب الحكومات الغربية».