حروف باسمة

«لبيده»...

1 يناير 1970 03:34 م

«لبيده»... لعبة شيقة من الألعاب التي كان يمارسها أطفال هذه الديرة الطيبة، حيث يلبد أحدهم أي يختفي ويبحث عنه الآخرون، إلى أن يمسكوا به.
لعبة فيها كثير من البهجة والمرح، نتيجة لاختفاء أحدهم وبحث الآخرين عنه، على عكس ما نشاهده من مرارة واسى في قضية الذين يختفون قسرياً في هذا الزمن.
الأمم المتحدة تخصص يوماً كل عام في محاولة لتسليط الضوء على قضية الاختفاء القسري، ومعاناة الضحايا الذين يقعون تحت ظروف هذه القضية، أو حتى أهليهم وكيفية المساعدة في هذه الحالة.
قضية مؤلمة لأفراد وأسر وأقارب يعانون في بعض البلدان، من اختفاء أقاربهم قسرياً. ولأهمية هذا الموضوع وتأثيره على الأفراد والمجتمعات... فقد أعلنت الأمم المتحدة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، وذلك في 30 أغسطس من كل عام، وفقاً للإعلان المتعلق بحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، الذي اعتمدته الجمعية العامة في قرارها 47/133، بوصفه مجموعة مبادئ واجبة التطبيق على جميع الدول.
فإن الاختفاء القسري يحدث عند: القبض على الأشخاص واحتجازهم أو اختطافهم رغماً عنهم، أو حرمانهم من حريتهم على أي نحو آخر، على أيدي مجموعة منظمة أو أفراد يعملون باسم الحكومات، أو بدعم منها بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
إنها لقضية مؤلمة تلك التي تصيب الأفراد والمجتمعات في بلدان كثيرة، تؤدي إلى اختفاء المعيل الوحيد للأسرة، بالإضافة إلى تأثرها من تدهور الوضع المالي للأسر وتهميشها اجتماعياً.
وكثيراً ما استخدم الاختفاء القسري كاستراتيجية لبث الرعب داخل المجتمع، فالشعور بانعدام الأمن الذي يتولد عن هذه الممارسة لا يقتصر على أقارب المختفي، بل يصيب أيضاً مجموعاتهم السكانية المحلية ومجتعهم ككل.
إنها قضية مؤلمة تعذب الفكر وترعب الوجدان، عندما يستقرأها القلب ولا نملك إلا أن نقول:
نسأل الله أن يحمي هذه الديرة الطيبة من أتون هذه القضية المريرة، وأن يعود جميع المختفين قسرياً في جميع أصقاع الدنيا إلى أهليهم وذويهم، وتقر أعينهم بهم، حتى يسعد الكون ومن فيه باطمئنان القلوب وإقرار العيون.
هذي سعادة دنيانا فكن رجلاً
إن شئتها أبد الآباد تبتسمُ