من خلال الإنفاق الأكبر على الاستكشافات الدولية

نواف الصباح: «كوفبيك» تتهيّأ لمرحلة تعافي الطلب على النفط

1 يناير 1970 04:51 م

المستقبل في آسيا... سيبقى محرّكاً رئيسياً للطلب على الخام الكويتي

نأمل بتعافٍ اقتصادي سريع مع عودة رحلات الطيران والتنقل

 

كشف الرئيس التنفيذي لشركة البترول العالمية الرئيس التنفيذي بالوكالة في الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية «كوفبيك»، الشيخ نواف سعود الصباح، أن «كوفبيك» تهيئ نفسها لمرحلة ستشهد فيها الصناعة تعافياً في الطلب على النفط بنحو 100 مليون برميل يومياً، وتحديداً من خلال الإنفاق الأكبر على الاستكشافات الدولية، في الوقت الذي بدأ فيه المنافسون الآخرون بالانسحاب من هذا القطاع.
وفي كلمة له خلال مؤتمر نظمته مؤسسة «ONS» النرويجية المتخصصة بالنقاشات المتعلقة بمجال الطاقة، أعرب الصباح عن أمله بحدوث تعافٍ اقتصادي سريع نسبياً بعد تداعيات فيروس كورونا مع عودة رحلات الطيران والتنقل، لافتاً إلى أن «كوفبيك» حققت أداءً مالياً جيداً نسبياً خلال الأزمة، وتعمل على توسيع نشاطها في عمليات الاستكشاف، ومشيراً إلى الاكتشافات الأخيرة التي عملت عليها الشركة في مصر وماليزيا.
من ناحية أخرى، أشار الصباح إلى أن منطقة آسيا ستبقى محركاً رئيسياً للطلب على الخام الكويتي، مبيناً أن المنطقة تتعافى بشكل أسرع من الآثار الاقتصادية الناتجة عن الوباء مقارنة بأجزاء أخرى من العالم.
وتطرّق لمشروع التكرير المشترك البالغ 200 ألف برميل يومياً في فيتنام «مصفاة فيتنام»، والذي يعتمد بالكامل على الخام الكويتي، ويلبي 40 في المئة من احتياجات المنتجات المكرّرة في تلك الدولة، مضيفاً «نرى المستقبل حقاً في آسيا، حيث نوسع علاقاتنا هناك، إنه مكان نضع فيه أنفسنا في عدد من المشاريع ونعتقد أنه المكان المناسب للمستقبل».
وكانت «كوفبيك» أعلنت خلال الـ18 شهراً الماضية عن اكتشاف في امتياز الجيسوم المصري المقدر بـ260 مليون برميل من النفط، واكتشاف غاز قبالة سواحل بماليزيا. وفي هذا السياق، أوضح الصباح أن عدداً من شركات النفط مثل «BP» يخطط لتقليص أو تأجيل عمليات التنقيب، عازياً ذلك إلى انخفاض الأسعار واحتمال بلوغ الذروة في طلب النفط، في حين توقعت شركة «وود مكنزي» للاستشارات أن ينخفض الإنفاق على عمليات الاستكشاف في قطاع النفط عبر أنحاء العالم بمقدار الثلث خلال العام الحالي لتصل إلى ما بين 15 و20 مليار دولار، مقارنة بذروة بلغت 100 مليار دولار في 2014، لافتة إلى أنها تعيد تقييم ما إذا كان سيكون ذلك محورياً لنموذج الأعمال في المستقبل.
ومع ذلك، بين الصباح أن «كوفبيك» تسعى لأن تزيد تركيزها قليلاً على عمليات الاستكشاف، مبيناً أن هناك شركات أخرى تتراجع عن عمليات التنقيب مع تعليق مشاريع جديدة، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى أزمة في العرض.
وأضاف الصباح «في حال لم يكن هناك معروض، فالأمور ستتجه نحو تقلب أكبر في أسعار النفط مع ارتفاعه»، منوهاً إلى أن «كوفبيك» ترغب بأن تكون في موضع تتمكن من خلاله، وعبر أنشطة الاستكشاف، من توفير تلك البراميل الجديدة، وتزويد السوق الذي يتوقع أن يكون أكثر تشدداً في غضون بضع سنوات.
من جانب آخر، «استبعد الصباح أن تحل السيارات الكهربائية محل السيارات التي تعمل وفقاً للاحتراق الداخلي للمحرك»، موضحاً أن«محرك الاحتراق الداخلي سيكون أكثر كفاءة، وسنحتاج إلى أن يكون أكثر كفاءة بسبب النمو السكاني والاقتصادي».
من ناحية أخرى، شدّد الصباح على أهمية الاستثمار الكويتي على الصعيد الدولي، مشيداً في هذا السياق بالنظام الضريبي والتنظيمي في النرويج، ومبيناً أنه رغم اختلاف الظروف البحرية في الكويت، فإن مشاريع تنمية المياه الضحلة في البلاد يمكن أن تستفيد من الخبرة المكتسبة في حقل «جينا كروج» النرويجي في جلب الطاقة الكهربائية من الشاطئ إلى المرافق البحرية، وبالتالي تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأفاد بأن «كوفبيك» تمتلك 30 في المئة في «جينا كروج»، إلى جانب حصص في منشآت نفطية نرويجية أصغر، وحصص في حقلي ألما وغاليا في المملكة المتحدة، اللذين يتجهان إلى إيقاف التشغيل.
من ناحية أخرى، أشار الصباح إلى أن استثمارات «كوفبيك» الكندية في مجال النفط الصخري، إلى جانب «شيفرون»، من المرجح أن تكون مفيدة، كما أن استثمارها في مشروع «ويتستون» للغاز الطبيعي المسال في أستراليا، مع «شيفرون» أيضاً، سيساعد الكويت باستيراد المزيد من الغاز.

الطلب المستقبلي للبرميل الأقل كلفة اقتصادياً وبيئياً

أوضح الصباح أن الكويت تهدف إلى المنافسة، من حيث التكلفة الاقتصادية والبيئية لإنتاجها، من خلال التقاط وإعادة حقن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن عملية إنتاج النفط ، مضيفاً أن برميل النفط الذي سيكون على رادار الطلب في المستقبل لن يكون فقط الأقل كلفة اقتصادية، بل سيكون أيضاً الأقل كلفة بيئية.
وأشار إلى أن ذلك بات يميز الكويت الآن، وكذلك دول الخليج، عن دول أخرى منتجة حول العالم.