حمد عبدالرحمن الكوس / لجنة الرؤية الشرعية والشهور العربية؟

1 يناير 1970 07:13 ص
قال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ»، سورة البقرة آية 189.
لا شك أن الأهلة لها منزلة عظيمة جداً في الإسلام وتنبني عليها أحكام كبيرة، كما ذكر الله في القرآن الكريم. فالزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام من شروطها مرور الحول - أي عام هجري - كامل، وهو مرتبط بدخول الهلال وخروجه، والصيام كذلك وهو الركن الرابع مرتبط به، والحج وغير ذلك من أمور العبادات.
وما حصل بين عامة الناس في الأيام التي سبقت عاشوراء من لغط وتضارب في الأقوال في دخول شهر محرم، وكادت أن تفوتهم عبادة عظيمة، وهي «عبادة صوم يوم عاشوراء» الذي أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بصيامه، وهذا بسبب وجود تقويم يُقال إنه التقويم الرسمي الوحيد، مع عدم اعتماد اللجنة الشرعية لدخول شهر رمضان على التقويم الرسمي واعتمادهم على الرؤية الشرعية، خصوصاً على الرؤية في المملكة العربية السعودية لاتساع مناطقها وصفاء الجو في الأماكن المفتوحة.
وهذا يجري كل عام، ولكن أخف منه في شهر رمضان مع أن لجنة الرؤية كانت تعلن دخول وخروج شهر رمضان، وفي الغالب تبعاً للمملكة العربية السعودية، كما ذكرنا، التي أنشأت «لجنة تحري رؤية هلال أوائل الشهور القمرية»، كما ذكرت إحدى الصحف أن اللائحة النظامية التي تنظم عملية الرؤية تحمل مسمى «لائحة تحري رؤية هلال أول الشهور الهجرية»، وقد تضمنت هذه اللائحة 12 مادة جاء فيها: «أن المعتمد في دخول الشهر وخروجه الرؤية الشرعية، حسب ما قرره مجلس هيئة كبار العلماء، وأن تقوم وزارة الداخلية بتكوين لجنة أو أكثر في المناطق التي تكون مظنة لرؤية الهلال تسمى (لجنة تحري رؤية هلال أوائل الشهور القمرية)، تتكون هذه من مندوبين من الإمارة ومن أحد طلبة العلم من غير القضاة ترشحه المحكمة ومن مندوب من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وعلى اللجنة أن تستعين بمن تراه من المعروفين بحدة البصر».
فلماذا لا نحتذي بالمملكة العربية السعودية بالاهتمام الكبير في دخول بقية الأشهر العربية؟ إن هذا أمر عظيم جلل مرتبط بعبادات الناس. إنها مناشدة لمعالي الوزير حسين الحريتي الذي يكن له الجميع كل تقدير من أجل المسارعة بتأسيس لجنة مشابهة لتلك في السعودية أو تفعيل لجنة تحري رؤية هلال شهر رمضان ويكون من مهامها متابعة بقية الشهور... اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

حمد عبدالرحمن الكوس
كاتب كويتي
[email protected]