الحسينيات أحيت ذكرى موقعة الطف في كربلاء

ثورة الحسين... لجميع المسلمين والمستضعفين في الأرض

1 يناير 1970 10:37 م

هاني شعبان: الإمام ضحى بنفسه وآل بيته وأصحابه من أجل انتصار قيم ومبادئ ثورته

أمين النصار: ضرورة التمسك بالقرآن الكريم والرسول الأكرم وآل بيته الطاهرين


أحيت الحسينيات أمس ذكرى كربلاء، وما أحاط بيوم معركة الطف من مصاب حاق بسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي وآل بيته (عليهم السلام)، في ثورته لإصلاح حال أمة جده رسول الله (ص)، فكانت ثورة لكل المستضعفين في الأرض.
وضاقت مقار الحسينيات بروادها، للاستماع إلى خطباء المنابر الحسينية، حول مآثر حفيد النبي الأكرم (ص)، وتمسكه بمبادئه، التي انتصرت على سيوف الظالمين.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، استمع رواد حسينية آل بوحمد في منطقة الدعية، إلى سرد خطيب المنبر الحسيني الشيخ علي الغروي، لتفاصيل مشهد استشهاد الإمام الحسين، وما تبعه من مشاهد القتل والتنكيل بجثمان الإمام بعد استشهاده.
وفي الحسينية الجعفرية، قرأ خطيب المنبر الحسيني هاني شعبان «المصيبة»، حيث دعا الحضور إلى تصوّر المشاهد التي تقرأ عليهم حتى تخشع قلوبهم، وكيف ضحى الإمام بنفسه وآل بيته وأصحابه، من أجل انتصار قيم ومبادئ ثورته على الدم.
كما أقامت حسينية الإمام الرضا عليه السلام في القيروان، مجلس العاشر من محرم، وتحدث الشيخ أمين النصار حول أهمية التمسك في القرآن الكريم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين.
وأوضح النصار أن الرسول الأكرم، أوصى بهم خيراً في حياته وقبل رحيله من الدنيا ومنهم سبطه الشهيد الذي وصفه صلّى الله عليه وآله وسلم أنه منه، حيث قال صلّى الله عليه وآله وسلم (حسين مني وأنا من حسين)، مؤكداً أن الإمام الحسين عليه السلام هو لجميع المسلمين، وخصوصاً المستضعفين في العالم.
وشكر النصار جميع الجهات التي ساهمت في إنجاح إقامة مراسم عاشوراء في ظل جائحة «كورونا»، كما وجّه شكره لكل مَنْ التزم بالاشتراطات الصحية من أصحاب ورواد المجالس الحسينية، داعياً المولى أن يرفع الوباء عن الكويت والعالم بأسره.
وفي حسينية الحسن المجتبى، تحدث خطيب المنبر الحسيني السيد عبدالوهاب الموسوي، عن تفاصيل المعركة، وكيف بات الحسين وحيداً بعدما رأى جميع صحبه مجزّرين على الأرض، ولم يبق غيره وغير النساء ونادى: «هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟».
ثم التفت إلى أصحابه منادياً: «يا حبيب بن مظاهر، ويا زهير بن القين، ويا مسلم بن عوسجة، يا أبطال الصفا، ويا فرسان الهيجاء، مالي أناديكم فلا تجيبوني، وأدعوكم فلا تسمعوني؟! أنتم نيام أرجوكم تنتبهون؟ أم حالت مودتكم عن إمامكم فلا تنصرونه؟ فهذه نساء الرسول لفقدكم قد علاهن النحول، فقوموا من نومتكم، أيها الكرام، وادفعوا عن حرم الرسول الطغاة اللئام...».
فخرج علي بن الحسين زين العابدين، وكان مريضاً لا يقدر أن يقل سيفه، وأم كلثوم تنادي خلفه: «يا بني ارجع»، فقال: «يا عمتاه ذريني أقاتل بين يدي ابن رسول الله». فقال الحسين: «يا أم كلثوم خذيه لئلا تبقى الأرض خالية من نسل آل محمد».
وتابع: بعد أن بقي الإمام الحسين وحيداً، صمم على منازلة القوم، إلّا أنهم أحجموا عن مواجهته، رغم ما به من جراح، لكنهم حالوا بينه وبين الوصول إلى المشرعة، فأصابه سهم في حَنَكه، ورغم الجراح والآلام التي أصيب بها، إلّا أنّه قاتل القوم ببسالة، وصفها حُمَيد بن مسلم بقوله: «فوالله ما رأيت مكسوراً قط، قد قُتل ولده وأهل بيته وأصحابه، أربط جأشاً ولا أمضى جناناً منه، إذ كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه، فينكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب».

الشفاء العاجل لسمو الأمير

توجّه خطباء المنابر إلى المولى عز وجل بأن يمنّ بالشفاء العاجل على سمو أمير البلاد، وأن يحفظ الكويت من كل سوء، ويجنّب أهلها الفتن ما ظهر منها وما بطن.

امتلاء الساحات

افترش رواد الحسينيات الساحات الخارجية نظراً لعدم استيعاب حرم الحسينيات إلّا أعداداً قليلة، حفاظاً على الإجراءات الاحترازية التي أوصت بها وزارة الصحة.


احترازات أمنية

أبدى رجال الشرطة تعاوناً كاملاً مع رواد الحسينيات، بالتنسيق مع متطوعي الحسينيات، حفاظاً على إقامة مجالس العزاء بكل طمأنينة.

عاشوراء البهرة في البيوت

أحيا أبناء جالية البهرة المقيمون في الكويت يوم عاشوراء في بيوتهم «أونلاين»، حيث سمعوا خطبة سلطان البهرة الدكتور مفضل سيف الدين، الذي ذكّرهم بتضحيات آل بيت رسول الله صلوات الله عليهم، في يوم عاشوراء.