بعد توقيف «الصيد الثمين»، القائم بأعمال المرشد العام لجماعة «الإخوان» في مصر محمود عزت، بدأت تتكشف أسرار ومشاهد كثيرة تباعاً، حول «العملية الأمنية»، وما قبلها، وسط توقعات بالتعرف على مخزون «خزينة الأسرار»، إن كان من خلال التحقيقات، أو حتى من فترة «المراقبة الطويلة نسبياً»، لتحركات «ثعلب الجماعة».
وأفادت مصادر معنية، بأن من المرجح، أن تكون «عيون الأمن الوطني»، قد رصدت تواجد القيادي الإخواني منذ فترة، وأنها أبقت عليه «قيد المراقبة»، لكشف الكثير من أسرار الجماعة، وهذا ما تحقق لها وبنجاح.
وأبلغت «الراي»، أنه «كان لا بد من الإبقاء على عزت قيد المراقبة لفترة، لكشف تحركات المتعاملين معه، وإخضاع اتصالاته للمراقبة، بعد التأكد من أنها مشفرة، والتي نجح خبراء الاتصالات في تفكيكها، وهو ما أدى إلى إحباط عمليات أمنية عدة».
ولفتت إلى أن تحركات القائم بأعمال المرشد، كانت «نادرة» وكان هناك من يقومون بخدمته، خصوصاً أن عمره تخطى الـ80 عاماً.
وتوقعت المصادر، أن تشهد الفترة المقبلة مجموعة من تداعيات هذا العمل الأمني على «الإخوان»، من بينها «إشغال الخلافات بين الكبار والشباب، وانهيار الأحوال المالية، وارتباك في إدارة منصات الأخبار والتواصل والمحطات الفضائية، وقلق في علاقة الجماعة مع أجهزة أمنية في دول عدة، تخشى ما قد تظهره التحقيقات».
من جانبهم، قال سكان من المنطقة المحيطة بفيلا عزت في ضاحية التجمع الخامس، شرق القاهرة، لـ«الراي»، إنهم كانوا يشاهدونه أحياناً، «لكن لا نعرفه. فهو هادئ الطباع، ولا يتعامل مع أحد، وتحركاته كانت قليلة، بدليل أنه يقيم من سنوات، ولم يلفت انتباه أحد».
وأجمعوا على أن «هدوء المنطقة، وقلة عدد السكان، واتساع الشوارع، قد يكون ساعد عزت في التخفي»، ولفتوا إلى أنهم لم يعلموا بأمر اعتقاله والتعرف عليه، إلا بعد إعلان بيان وزارة الداخلية، لكنهم لاحظوا انتشار الأمن في الساعات الأولى من صباح الجمعة، ولم يسمعوا أي طلقة رصاص.
وتعليقاً على توقيف عزت، قال وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق اللواء عبدالحميد خيرت: «اعتدنا على أن يقر أي قيادي في الإخوان بما لديه من معلومات فور القبض عليها، كونه لا يرغب في الإهانة، أو إرهاق التحقيقات، ولهذا أتوقع أن عزت سيعترف بمعلومات كثيرة عن تنظيم الداخل، والتنظيم الدولي وعلاقته بأجهزة مخابرات خارجية، وأتوقع أن تتضمن اعترافاته ما يشير إلى تورط دول خارجية».
وأضاف في تصريحات متلفزة أن «الأمن في الغالب رصد الكثير، وربما تركه يتحرك بحرية أحياناً، ليتوصل إلى معلومات أكثر، إضافة إلى أن الأمن، كان يعي تماماً أن هناك من يعمل على تأمين عزت حياً، في مخبئه».
من جانبه، توقع النائب محمد إسماعيل، في تصريحات لـ«الراي»، «هزة عنيفة قد تكون الأصعب في تاريخ الإخوان بعد تساقط الغالبية العظمى من قيادات التنظيم الإرهابية والتنظيمية، والتي كانت تخطط وتحرك شبابها المغيّب، في القيام بالعديد من العمليات الإرهابية القذرة ضد المؤسسات المصرية والشعب المصري».
ويرى النائب مصطفى الجندي، أن «توقيف عزت أصاب الإخوان، في الداخل والخارج، بخيبة أمل، بعد فقد الرأس المدبرة للعمليات الإرهابية ضد مصر ومؤسساتها».
وصرح النائب طلعت السويدي لـ«الراي» بأن «العدالة ممثلة في القضاء، ستقتص لشهداء مصر».
وثمّنت النائبة أنيسة حسونة «الضربة الناجحة ضد الخطط الإرهابية». وأكدت أن «مثول عزت أمام القضاء العادل سيثلج صدور أهالي الشهداء».
في سياق آخر، أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، قراراً بتكليف اللواء حسن عبدالشافي أحمد بتولي أعمال رئيس هيئة الرقابة الإدارية اعتباراً من أمس، فيما أصدر رئيس الحكومة مصطفى مدبولي، قراراً بتعيين الرئيس السابق للرقابة الإدارية اللواء أركان حرب شريف سيف الدين، مستشاراً لرئيس الوزراء لمكافحة الفساد، بدرجة وزير.
وأعلن حزب «مستقبل وطن»، وفاة عصام بركات، مرشح انتخابات مجلس الشيوخ، الذي كان سيخوض جولة الإعادة، في أسيوط، أثناء مؤتمر انتخابي، مساء السبت، في مركز البداري، بعد وعكة صحية.
وفي أزمة صحافية ـ إعلامية، قالت مصادر قضائية لـ«الراي»، إن النيابة العامة ستحقق خلال ساعات، في بلاغ وزير الإعلام أسامة هيكل، ضد رئيس تحرير جريدة «البلاغ» الصحافي عبده مغربي، والذي يتهم فيه الوزير رئيس التحرير بالسب والقذف، بعد نشر الجريدة تحقيقات حول ما أطلقت عليه «فساد وزير الإعلام»، كونه يجمع بين منصبه وزيراً للإعلام ورئاسته مدينة الإنتاج الإعلامي، فيما أبدت نقابة الصحافيين اعتراضها، على عدم استئذان الوزير، النقابة، في الخصومة مع الصحافي، كون الوزير ينتمي لها.