المجالس الحسينية سردت جهاد «علي الأكبر» في «تاسعة» عاشوراء

الحداد: الثورة الحسينية جاءت تأكيداً للرسالة المحمدية

1 يناير 1970 10:39 م

«دار الزهراء» أقامت حسينية الأشبال بالتعاون مع مسجد العترة الطاهرة عبر تطبيق زووم 

استعراض الدروس والعبر من سيرة الإمام الحسين «سيد الشهداء» وأهل بيته وأصحابه 

 

أحيت المجالس الحسينية مساء أول من أمس الليلة التاسعة من ليالي ذكرى عاشوراء، وسط احترازات أمنية مشددة، وقد خصصها خطباء المنابر الحسينية لسرد مواقف علي الأكبر، ابن الإمام الحسين.
وعدّد خطيب المنبر الحسيني في حسينية باب الحوائج جعفر الحداد، العِبَر التي يمكن استلهامها من ثورة الإمام الحسين، بدءاً من المسؤولية الدينية والاجتماعية وإقامة الحجة، لافتاً إلى ان الثورة الحسينية تعد تأكيداً للرسالة المحمدية وثباتاً عليها حتى انتفض الدم أمام ظلم الظالمين.
وتحدث الحداد عن صاحب الليلة، وقال «إن علي الأكبر كان معتدل القامة عريض المنكبين، أبيض اللون مشروبا بحمرة، أسود العينين كث الحاجبين، إذا مشى كأنه ينحدر من الأرض، يلتفت بتمام بدنه، نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء، وتفوح منه رائحة المسك والعنبر».
وأوضح الحداد، أنه في معركة الطف تقدّم علي الأكبر نحو القوم فقاتل قتالاً شديداً وقتل جمعاً كبيراً بلغ المئة وعشرين، ثم رجع إلى أبيه وقال: «يا أبت العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة ماءٍ من سبيل؟»، فقال له الحسين: «قاتل قليلاً فما أسرع ما تلقى جدّك محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها»، فلمّا بلغَت روحه التّراقي قال رافعاً صوتَهُ: «يا أبتاهُ هذا جَدّي رسول الله قد سَقاني بكأسه الأوفى شرْبةً لا أظمأ بعدها أبداً»، ثم فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.
من جهة أخرى، أقامت حسينية دار الزهراء عليها السلام بالتعاون مع مسجد العترة الطاهرة عليهم السلام هذه السنة حسينية الأشبال والفتيان، حيث اقامت الحسينية نشاطها عبر تطبيق «زوم» عن بعد، حفاظا على صحة وسلامة المشاركين. وشمل البرنامج دروساً من سيرة سيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، بالإضافة لعرض فيلم يحكي واقعة كربلاء ومشاركات مختلفة للأشبال والفتيان مع مسابقة ثقافية يومية.
وقال عبدالمحسن كاظم «إن البرنامج شهد إقبالاً رائعاً ومشاركات مختلفة ومتميزة من قبل الأشبال والفتيان الحسينيين فلهم ولذويهم الشكر»، معتبراً أن إقامة هذه الفعالية عبر تطبيق زووم فرصة لكافة الحسينيات، للاستفادة مستقبلا من المنصات الإلكترونية، لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام، حتى مع عودة الحياة لطبيعتها. من جانبه، قال المعلم حسين التحو «إن إحياء ذكرى عاشوراء يستمر حتى في أحلك الظروف وأصعبها، وهنا أتحدث عن فئة مهمة جداً وهي فئة الفتيان والأشبال، وبما أنهم حُرموا من حضور المجالس الحسينية في مثل هذه الظروف الصحية الصعبة، لهذا كان من الواجب والمهم توفير وسيلة ولو كانت عبر الفضاء الالكتروني لنشر معاني وقيم ثورة عاشوراء». وأضاف التحو «أن حسينية دار الزهراء ارتأت بالاشتراك مع مسجد العترة الطاهرة بأنه أصبح لزاماً توفير تلك الوسيلة البديلة عن الحضور المباشر بما فيه من مواكبة للظروف والمستجدات، فكانت تجربة مشجعة ومحفزة بأن تستمر المؤسسات في نشر الثقافة والعلوم حتى في اصعب الظروف وأحلكها، حتى السلبيات يمكن تفاديها مع الوقت والتجربة باستخدام أساليب تفاعلية مع الحاضرين من الفتيان أو الأشبال في البث المباشر».