التعليم عن بُعد يهوي بمبيعاتها

«كورونا» يضرب سوق القرطاسية في الكويت

1 يناير 1970 12:07 م

 30 في المئة انخفاض أسعار الدفاتر والحقائب المدرسية

عروض وخصومات تقدمها المكتبات لتعويض تراجع المبيعات

 

«العام الدراسي في هذه السنة غير»، فنحو 650 ألف طالب في المدارس الحكومية والخاصة، بعضهم بدأ والبعض الآخر سيبدأ، عامهم الدراسي الجديد، معايشين للمرة الأولى في حياتهم التقنيات الرقمية، مع إلزامهم بالتعامل معها من أجل الوصول إلى الحصة الدراسية والتواصل مع مدرّسيهم في مختلف المراحل التعليمية.
هذا الأمر، يضطر المكتبات ومحلات القرطاسية إلى العمل على مواكبة التغيرات الكبيرة المتوقعة في احتياجات الطلاب، في ظل قرار وزارة التربية بالاعتماد على تقنيات التعليم عن بُعد، والتراجع الكبير المترتب عن ذلك في مبيعات القرطاسية والحقائب المدرسية على أنواعها، إذ بدأت الكثير من المكتبات دراسة الخيارات المتاحة أمامها، سواءً لجهة جذب الزبائن بعروض مغرية وبأسعار تقل كثيراً عما اعتاده الزبون خلال السنوات الماضية، أو تقديم الهدايا المجانية للعملاء، في حين تلجأ بعض المكتبات إلى تعويض تراجع مبيعات القرطاسية والحقائب المدرسية بالتحول إلى بيع الأجهزة الإلكترونية والكمبيوترات على أنواعها، سعياً منها للحفاظ على الاستمرارية، خصوصاً وأن عالم ما بعد «كورونا» لن يكون بالتأكيد كما كان قبل انتشار الفيروس، ولن يعود إلى سابق عهده قبل الوصول إلى لقاح يجعل مقاعد الدراسة آمنة.
واتفق مسؤولو مكتبات في السوق المحلي، أن فيروس كورونا أوقعهم في خسارة كبيرة لناحية مبيعات القرطاسية والحقائب المدرسية، منوهين إلى أن الأزمة لم تظهر إلى العيان في الأشهر الماضية، كون انتشار الوباء بدأ منذ شهر مارس الماضي، أي في الشهرين الأخيرين من العام الدراسي السابق، في حين أن الانعكاسات بدأت تظهر أمام الجميع مع بدء العام الدراسي الجديد لبعض المدارس إلكترونياً، واستعداد الأخرى لتوفير التعليم الإلكتروني خلال الفترة المقبلة، ما جعل المكتبات تواجه تراجعاً كبيراً في مبيعاتها.
ارتفاع المصاريف
من ناحيته، قال مسؤول مكتبة «ذات السلاسل» محمد مرتجى، إن «كورونا» أثر على جميع أوجه الحياة، وترك تأثيراً كبيراً على مبيعات المكتبات التي أغلقت أبوابها لفترة طويلة، مبيناً أن انتشار الفيروس زاد المصاريف التشغيلية للمكتبات، من جهة عملها على توصيل المنتجات إلى بيوت العملاء، كما قلّص إيراداتها مع انخفاض مبيعات القرطاسية والحقائب.
ولفت إلى أن مبيعات الحقائب المدرسية كانت تصل إلى نحو نصف مليون حقيبة في كل موسم دراسي خلال السنوات الماضية، الأمر الذي ستفتقده المكتبات بشكل كبير خلال الموسم الدراسي الجديد، مشيراً، في تصريح لـ«الراي»، إلى أن أسعار الدفاتر انخفضت هي الأخرى بنحو 20 إلى 30 في المئة، ما يعد طبيعياً في ظل حرص المكتبات على بيع الكميات المتوافرة في مخازنها، ولو بسعر التكلفة أحياناً.
أما المسؤول في مكتبة «آفاق» محمد عبدالرحمن، فقال «درجت العادة أن تبيع المكتبات نحو 80 إلى 120 حقيبة مدرسية شهرياً في كل فرع، في حين أن الرقم سيتراجع بشكل كبير هذه السنة، ما تعمد المكتبات إلى مواجهته بتقديم عروض وخصومات مجزية للزبائن، تتيح لهم شراء حقيبتين بسعر واحدة تقريباً».
وأضاف أن عدد المكتبات في السوق الكويتي يصل إلى 100 تقريباً، من بينها نحو 8 مكتبات كبيرة لديها أكثر من فرع في كل المناطق، مبيناً أنه في العادة يتراوح سعر الحقيبة بين 8 و15 ديناراً، بينما ستتراجع الأسعار بنحو 30 في المئة على الأقل في ظل سعي المكتبات إلى مواكبة التطورات، والانتقال إلى عالم التعليم عن بُعد.
ورجّح عبدالرحمن أن تبقى مبيعات الدفاتر والأقلام على ما هي عليه، مرجعاً السبب في ذلك إلى استمرار الواجبات المنزلية، ولو عن بعد، كاشفاً أن الأسعار في هذا الصعيد تبدأ من 200 فلس للدفتر الصغير وتصل إلى 2.5 دينار للدفتر الجامعي، مفيداً بأن مبيعات الأقلام بمختلف أنواعها ارتفعت في الفترة الأخيرة، في ظل حرص العديد من الأهالي على استمرار توفير الدروس الخصوصية لأبنائهم بمختلف المراحل الدراسية.

تصفية... وتحوّل تصفية... وتحوّل للأجهزة الإلكترونية

أوضح مسؤول في إحدى المكتبات الكبيرة، أن التأثير الكبير لفيروس كورونا على مبيعات المكتبات الصغيرة، قد يدفع بها إلى تصفية بضائعها وإقفال أبوابها، خصوصاً أن التكلفة العالية عليها لناحية الإيجارات ورواتب الموظفين لن تتيح لها تقديم خصومات كبيرة، وفي الوقت نفسه لن تكون قادرة على تحقيق أهداف مبيعاتها، في ظل الاعتماد على التعليم عن بُعد، وعدم وجود إقبال على شراء مختلف أنواع القرطاسية من قبل الطلبة وأهاليهم في السوق المحلي.ولفت إلى أن بعض المكتبات يلجأ إلى تعويض تراجع مبيعات القرطاسية والحقائب المدرسية بالتحول إلى بيع الأجهزة الإلكترونية والكمبيوترات على أنواعها.