واصلت الحسينيات لليلة الرابعة إحياء ليالي ذكرى عاشوراء، وسط إجراءات أمنية مكثفة، ولمراقبة تطبيق أصحاب الحسينيات للاشتراطات الاحترازية التي أوصت بها وزارة الصحة.
ففي الحسينية الجعفرية، تحدّث خطيب المنبر الحسيني الشيخ هاني شعبان، عن قداسة بعض بقاع الأرض دون غيرها، لما خصّها الله سبحانه وتعالى ببعض الميزات من باب تشريف المكان بالمكين أو العكس، مثل مكة المكرمة التي شرّفها الله بجعل بيته في هذا المكان، وكذلك هناك بيت المقدس الذي عرج منه الرسول الأكرم إلى السماء ووادي طوى.
وأوضح شعبان أن هناك أماكن تشرّفت بمَن عاش فيها أو زارها أو استشهد فيها، مثل المدينة المنورة التي تشرّفت بقدوم النبي الأكرم، وأرض كربلاء التي شهدت استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ومدينة الكوفة التي سكنها بعض الأنبياء مثل سيدنا نوح وسيدنا إدريس، مبيناً أن الله يختار لعباده بقاعاً يقدسها ويجعل لها كرامة وميزة دون غيرها، وهذه الميزات بعضها ظهر ومنها ما لم يظهر لنا حقائق قدسيتها.
وسرد شعبان العديد من الرويات التي تؤكد قدسية أرض كربلاء، واستعلام الأنبياء عنها في ثقافتهم، داعياً إلى استلهام الدروس والعِبر من الثورة الحسينية وكيفية الحفاظ على المبادئ التي أرستها هذه الثورة الإصلاحية، كما يراها الكثير من المؤرخين.
وقال: «الله خصّص أرض كربلاء لكي يستشهد فيها الإمام الحسين، لكي تكون انطلاقة التضحية الكاملة لله، وإعلاء المبادئ التي كان ينادي بها الإمام وهي الإصلاح في أمة جده»، لافتاً إلى أن أرض كربلاء أصبحت بعد مقتل الإمام مكاناً للمزارات يقصدها الملايين من محبي الإمام وآل بيت رسول الله عليه السلام.