أكد الباحث الفلكي فهد المشحني ان نجم سهيل من أكثر النجوم التي اهتم بها الناس منذ قديم الزمن في الجزيرة العربية، حيث إن شروقه بالأفق الشرقي الجنوبي فجراً يشير إلى بداية العد التنازلي لفصل الصيف بالمنطقة.
وقال إن رصد هذا النجم بالعين المجردة او المنظار من جنوب الجزيرة العربية وحتى منتصفها في 24 أغسطس من كل عام، ولكن يشاهد في الكويت بتاريخ 5 سبتمبر من كل عام، ومن علامات ظهور نجم سهيل تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس ويبدأ النهار يقصر تدريجياً ويبرد آخر الليل بشكل ملموس، وتبدأ الشمس تميل نحو الجنوب بعد أن كانت عمودية بداية فصل الصيف لذلك كان العرب يستبشرون بطلوع هذا النجم.
واضاف المشحني أن نجم سهيل يبعد عن الكرة الأرضية مسافة 313 سنة ضوئية، وهو ألمع نجم ضمن مجموعة نجوم (كارينا) القاعدة الجنوبية وثاني ألمع نجم في الليل بعد الشعرى اليمانية سهيل ولا يوجد له تأثير على أحوال الطقس لا من قريب ولا من بعيد مثل غيره من النجوم، وإنما هذا النجم مجرد علامة فقط يتزامن ظهوره مع بداية التغير الفصلي والانتقال نحو الاعتدال الخريفي.
وقال إن نجم سهيل ينقسم إلى أربعة منازل تبدأ بـ "الطرفة" ومدتها 13يوماً، وهي آخر نجوم الصيف ويصبح معها الطقس لطيفاً ليلاً مع بقاء الحرارة في ساعات النهار، ثم "الجبهة" وتمتد لمدة 13 يوماً، وهي أول نجوم فصل الخريف ويبرد الليل فيها ويتحسن الطقس نهاراً، ثم "الزبرة" وتستمر لمدة 13 يوماً وفيها تزداد برودة الليل، وأخيرا "الصرفة" وهي آخر نجوم سهيل، وتمتد لمدة 13 يوماً وسميت بذلك لانصراف الحر.
وأوضح أن وجود نجم سهيل يستمر فوق الأفق بالنسبة لمناطق وسط شبه الجزيرة العربية لفترة تقارب ثمانية أشهر ونصف تقريبا لمدة تقارب 7 ساعات يوميا، وقد تكون هذه الساعات خلال النهار فلا يرى أبدا من شهر أبريل إلى منتصف شهر أغسطس، وقد تكون هذه الساعات أو جزءا منها خلال الليل، ففي سبتمبر وأكتوبر يشاهد آخر الليل، وفي ديسمبر ويناير يشاهد طوال الليل، وفي مارس وأبريل يشاهد أول الليل، حيث يتقدم طلوعه وغروبه حوالي ساعتين كل شهر.