زبائنها توافدوا من الساعات الأولى وأصحابها تنفّسوا الصعداء

الحركة دبّت مجدداً في أروقة المطاعم

1 يناير 1970 04:51 م

بعض المطاعم عمدت إلى رفع أسعارها لتعويض خسائرها

عدد الطاولات أقل بنحو النصف لتحقيق التباعد الجسدي

توفير المعقمات والتنظيف على مدار الساعة في المطاعم

استمرار الطلب الخارجي خوفاً من الإصابة بـ «كورونا» من البعض

 

مع ساعات الصباح الأولى، كانت المطاعم ومقاهي المشروبات، على موعد مع استقبال زبائنها، الذين اشتاقت لأصواتهم وضجيج أحاديثهم وأكوابهم وصحونهم، بعد غيابهم عنها منذ النصف الثاني من شهر مارس الماضي، بسبب الإجراءات الحكومية لمواجهة ومنع انتشار فيروس «كورونا» المستجد.
وتنفّس أصحاب المطاعم الصعداء، مع العودة الحذِرة إلى العمل بشكل كامل، بعد نحو شهر من حظرها باستقبال الطلبات الخارجية، وذلك مع شمولها ضمن المرحلة الرابعة لخطة العودة التدريجية إلى الحياة.
عدد قليل من الرواد، اختار التوجه إلى المطاعم المنتشرة في المجمعات التجارية والمناطق، مع الساعات الأولى من يوم أمس، في باكورة عودتها لاستقبال الزبائن، بعد أكثر من 4 أشهر من انقطاعهم عن الجلوس على كراسيها وتناول الوجبات المفضّلة لديهم بداخلها.
ومع تقدم ساعات النهار، بدأت أعداد الرواد تتزايد، لا سيما بعد انتهاء دوامات العمل، وحلول ساعات الراحة في العمل، أو ساعات الغداء، وسط التزام المسؤولين في المطاعم بجميع الاشتراطات الصحية، من توفير المعقمات والتعقيم والتنظيف على مدار الساعة، واستخدام التقنيات الرقمية في الدفع بأعلى قدر ممكن.
وخلال جولة لـ«الراي» في سوق المباركية، لوحظ إقبال الزبائن على المطاعم والمقاهي الشعبية أكثر من غيرها، وإن كان هناك البعض ممن لا يزال يفضل خيار الطلب الخارجي، حرصاً منه على عدم زيادة كثافة الحضور داخل المطاعم، وتجنباً لأي احتمالية للإصابة بالفيروس، وإن كانت المطاعم قد تقيدت بالتدابير الصحية اللازمة.
وحرصت المطاعم على توفير المعقمات، قبيل دخول الزبائن، بالإضافة إلى توفير مسافة كافية بين كل طاولة وأخرى، ما اضطر بعض المطاعم إلى تقليص عدد الطاولات بنحو 50 في المئة، لتتمكن من استيعاب القدر المعقول من الزبائن بما يتناسب مع الاشتراطات الصحية.
وفي حديثه لـ«الراي»، أوضح سعد حمايل، مشرف أحد المطاعم، أن المطعم الذي يشرف عليه، التزم بتوفير المعقمات للزبائن ووضعها على الطاولات، علاوة على توفير الكمامات، وتطبيق التباعد بين الطاولات لتحقيق الراحة والطمأنينة للزبائن، لافتاً إلى أن التقيّد بالإرشادات الصحية يجعل الحركة آمنة وسلسة ومطمئنة للمستهلكين.
وأشار المواطن علي مهدي إلى أن العودة الحذرة إلى المطعم، تستوجب ضرورة التشديد على الالتزام بالإجراءات الوقائية وهو ما حصل أمس، وإن كان هناك بعض الملاحظات التي يتوجب الأخذ بها، كضرورة الحرص على لبس الكمامات من قبل الزبائن، دون الاستهتار بالأوضاع والظروف الحالية، بسبب استمرار عدد الإصابات الكبير بفيروس «كورونا».
من جهته، أشاد ممثل تجمع أصحاب المطاعم حامد بن حمد في تصريح لـ «الراي»، بالسماح للمطاعم باستقبال الزبائن انطلاقاً من أمس، الأمر الذي سيؤدي إلى تقليص الخسائر الكبيرة التي تكبدوها بسبب الإقفال طويل الأمد الذي شهدته الكويت، والذي يعد الأطول في العالم.
وأكد التزام المطاعم بجميع الاشتراطات الصحية المطلوبة من قبل الجهات المعنية في الدولة، خصوصاً وأن سلامة الزبائن والموظفين تعد أولوية لديها، مطالباً الجميع بالتعاون في سبيل الخروج من الأزمة الحالية بأقل قدر ممكن من الخسائر على الصعد كافة.

استغراب رفع الأسعار

استغرب علي مهدي، تعمد بعض المطاعم رفع أسعارها مع عودتها، مبيناً أنه في الوقت الذي يقدّر فيه ما مرت به هذه المطاعم من أزمة، خلال الفترة الماضية، فإنه يتوجب عليها التعامل بالمعقول بتسعير وجباتها، ومعتبراً أنه بإمكانها أن تعوّض خسائرها حال استمرارها، وفقاً للأسعار السابقة نفسها.

انفراجة لقطاع المطاعم

اعتبر سعد حمايل أن عودة السماح للمطاعم باستقبال الزبائن مرة أخرى، جاءت بمثابة انفراجة لهذا القطاع، الذي تأثر بشكل ملحوظ خلال فترة الاغلاق الماضية، مبيناً أن إقبال الناس كان جيداً مع الساعات الأولى لعملية العودة الجديدة، متوقعاً ارتفاع حركة الزبائن خلال الأيام المقبلة.