ثلاث سنوات مرت على رحيل «هرم الفن الخليجي» وعملاقها الراحل عبدالحسين عبدالرضا... مرّت مثل لمح البصر، لكنها ثقيلة في الوقت ذاته.
كأنه في الأمس كان بيننا، يضحك ويمازح رفقاء دربه ويقدم لهم النصح ويساعدهم في خطواتهم قدر المستطاع، ومن خلال الشاشة يطلّ على جمهوره بأعمال ذات طابع كوميدي هادف واضعاً يده على الجرح، ومن فوق خشبة المسرح معرياً كل أوجه الفساد من دون خوف... هكذا كان «بوعدنان»، رجل مواقف ولا ينسى من حوله أبداً.
اليوم، وفي الذكرى الثالثة لرحيله، استذكرته «الراي» كما فعل رفقاء الدرب ممن ما زالوا يرثونه ويفتقدونه سواء من خلال كلماتهم أو أحاسيسهم.
في البداية، عجزت الفنانة سعاد عبدالله عن صفّ الكلمات وترتيبها، بمجرد تواصلنا معها. لقد عجزت وهي تحاول التعبير عما في داخلها من مشاعر كأنه فعلاً قد رحل في الأمس، ومع مرور الدقائق خرجت منها كلمات صادقة قالت فيها: «(مادري شقول)، لكن فعلاً فقدناه، وإلى الآن ما زلت أفتقده وأشعر بغيابه، لكن ما يصبرني أن نجله الدكتور بشار ما زال متواصلاً معي بالاتصال والسؤال الدائم عن أحوالي وصحتي».
وأكملت: «فقدنا عبدالحسين عبدالرضا في أمور عديدة كنا نحتاجه فيها في حياتنا وفي أمور عملنا الفني والإعلامي، إذ دائماً كنا نراه حاضراً على أهبة الاستعداد ملبياً النداء (وما يقصر مع أحد أبداً)، هو ما زال موجوداً يعيش في وجداننا (ما راح ينمحي ولا بيروح)، لكن فعلياً فقدناه كجسد وروح في حياتنا (عسى الله يرحمه)».
كذلك الأمر كان بالنسبة للفنانة حياة الفهد، التي كان رثاؤها للراحل منطلقاً من باب إرثه الفني الذي خلفه وراءه، فقالت: «أولاً، أدعو الله أن يرحمه ويغمد روحه الجنة (صج مكانه خالي حيل)، وشخصياً أرى أن هذا وقته الآن لكي يكون بيننا في ظلّ كل الظروف التي تمر بها الكويت، سواء من تفكك أو فساد متغلغل في كل مكان أو ضياع لهيبة المواطن أومخالفين أو مناطق عشوائية وغيرها الكثير، لأن بوعدنان كانت له رؤية مستقبلية كونه تكلم وتطرق لكل هذه القضايا والمواضيع في أعماله ومسرحياته التي أصبحنا نراها اليوم على أرض الواقع أمامنا بأعيننا (لكن ما كان أحد يسمعه). وأنا لا أقول هذا الكلام من باب الشماتة أبداً، لأن الكويت بلدي وأرضي التي أحبها وأعشقها (لكن صج نستاهل اللي صار، لأنه من فعل إيدينا)».
أما نجله الدكتور بشار عبدالحسين، الذي كان قد أعلن عن عن توافر 40 لوحة زيتية للبيع في متجر فنون الخاص بـ«مركز الفنون»، وأيضاً نفاد الطبعة الأولى من الإصدار الخاص لجميع مسرحيات عبدالحسين عبدالرضا والتجهيز للطبعة الثانية منه، فكتب رثاء عبر حسابه الرسمي في تطبيق «إنستغرام»، قال فيه: «في مثل هذا اليوم منذ ثلاث سنوات توقفت دقات قلبك فوق صدري، ولا يزال الألم يسكن بين أضلاعي، إلى جنات الخلد يا أبي. كان المصاب جللاً يا أبي، رجعت أحمل جثمانك للكويت التي لطالما أحببتها حتى أوسدتك ترابها».
إلى جانب ذلك، استذكر العديد من الفنانين ومحبيه الراحل الكبير بنشر الصور، إما له، أو تلك التي تجمعهم به، رافقتها كلمات حب ورثاء في حقه.