بوح صريح

مصير مشترك

1 يناير 1970 01:52 م

هل كنت تتخيل أن يدور حوار في هذا الزمان حول إهمال واحتقار الإنكليزية، باعتبارها لغة مستعمر أو استهلاكاً أو تجارة أو سلطة غنية وقوية على حساب العربية الأقل سلطة وهيمنة!
هل كنت تتخيل أن يقوم نقاش على ترتيب صفوف الأولية، بدفع الإنكليزية للخلف والعربية للأمام.
دار حوار في تويتر منذ أيام حول الهوس بالإنكليزية، وإهمال اللغة العربية وتضاربت الآراء. فالبعض يشجع على الإنكليزية ويذم بالعربية والعكس.
ولأننا نكتب وننشر بالعربية، لذلك فإننا نتحمل مسؤولية مضاعفة اتجاهها. من دون إغفال أهمية الإنكليزية في التعلم والحياة والعمل والواقع والمنافسة.
ومع تأكيد اعتزازي باللغة العربية، إلّا أن ذلك لا يتبعه ضعف وإهانة أي لغة أخرى وخاصة الإنكليزية. التي تخصصت بها شخصياً وأنجزت بها الماجستير والدكتوراه في بريطانيا.
و لولا إتقان اللغة الإنكليزية لما أنجزت أي بحث أو دراسة. سواء بالاطلاع على المراجع وأمهات الكتب والمقارنة والتحليل... إتقان اللغات يعلي من ذكاء وقدر الإنسان لا العكس. لكن بالتأكيد مع إتقان وعدم إهمال اللغة الأم أولاً.
كما أن معظم الوظائف الرئيسية اليوم تشترط إتقان اللغة الإنكليزية؛ الوظائف التي من خلالها نعيد نشر أهمية اللغة العربية وتأكيد حضورها في المحافل الدولية.
ثم في ظل إعلام فاسد مزيف نحن نحتاج يومياً الاطلاع على إعلام متعدد اللغات، حتى لايختطف العقل وتتشوه الذات.
ليست مسألة لغة عربية أو إنكليزية بل ثقافة وسُبل نجاة ومواكبة للتطور والحضارة.

ومضة:
مدرسة اللغة العربية حبّبتني بالرسم. كانت فنانة مدهشة.
معلمة التربية الدينية حبّبتني بالأدب. كانت شاعرة رقيقة.
معلمة التاريخ حبّبتني في الطبيعة. كانت تبرع بالزراعة وصديقة للبيئة.
معلم الرسم حبّبني في الفلسفة والتحليل النفسي. كان ذا عمق عجيب في التفكير.
معلمة الفيزياء حبّبتني في اللغة الإنكليزية. كانت تحفظ مسرحيات شكسبير وأشعار أليوت.
مدرس ومدرب التربية البدنية حببني في اليوغا والتأمل وطرق الصوفية. كان يمتلك روحاً هادئة ونفساً سامية.
معلمة الكيمياء حبّبتني في العطف على الحيوانات والتعامل بمحبة و رفق معها. كانت تُطعم وتعتني بعشرات القطط والكلاب.