حروف نيرة

الجمع بين العقل والنَّص

1 يناير 1970 06:49 ص

العقل هو الأداة التي يرسم بها الإنسان طريقه في الحياة، والتفكير الناضج هو الموجه إلى المنهج الصحيح، ومَنْ تعلّم منهج الإسلام عَلِم أنه يدعو إلى التدقيق في النصوص مع استحضار العقل قبل صدور الأحكام للوصول إلى الرأي الصائب؛ فهذه حقيقة مطلوبة، وقد أعطى ديننا العقل حقه وأعلى منزلته، ودعا إلى تحريك العقل في مواضع عديدة من القرآن الكريم لا يمكن حصرها، يقول الأستاذ عباس محمود العقاد: «والقرآن لا يَذكر العقل إلّا في مقام التعظيم، وتتكرر الإشارة إليه في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله، أو يُلام فيها على إهمال عقله وقبول الحجر عليه» انتهى قوله.
وهذا ما كان عليه كبار المفكرين وعلماء الدين الذين جمعوا بين تدبر النص وتحكيم العقل... نحن اليوم بحاجة إلى الموازنة العقلية تجاه كل مسألة طارئة لتجديد وتطوير حياتنا وعلاج واقعنا الذي جعل الدين قراءة وحفظاً للنصوص بلا تفكُّر، وهَدَم مدارس قدماء الأئمة والعلماء؛ فلا تقدُّم إلّا بالسير على ما سار عليه عباقرة القدماء الذين أنشأوا مدارس تتفكر في كل توجيهات شريعتنا؛ فإنهم علماء أخذوا الدين بعقول متفتحة، لا بما نحن فيه مِن أَخْذِ أقوال متناقضة مِمَنْ لم يتعلموا الدين بالصورة الصحيحة، حتى صار البعض يتهم الإسلام بأنه يهمش العقل في كثير من أمور حياتنا، وأن توجيهاته غالباً تصطدم بالعلم والعقل... فليس الدين بأخذ نَص من دون تفكُّر، ولا أفكار تعارض النص، وإنما هو جمع بين الاثنين، فالعقل يوسّع نطاق التفكير، ولا يتحقق ذلك إلّا بالتوعية والاهتمام بالعلم والتعلم من أصحاب العلم الواسع والخبرة في مجال الدعوة والتعليم للوصول إلى الطريق السليم.

aalsenan@hotmail.com
aaalsenan @