حروف باسمة

تأمل في عبق العيد

1 يناير 1970 04:12 ص

يحتفل العالم الاسلامي بعيد الأضحى المبارك، عيد يتضرع فيه ضيوف الرحمن إلى العلي القدير بآمال وغايات وأمنيات متعددة، كلٌ يطلب الخير والتوفيق والسداد.
ولعيد الاضحى تراث في أوساط هذه الديرة الطيبة، فإذا ما صار الزوال من يوم الوقفة، تشير الأمهات إلى أبنائهن أن يسكنوا في هذا الوقت وكل شيء يهدأ، حتى يشارك الناس الحجاج في تضرعهم وابتهالهم ودعائهم، حتى إذا ما جاء يوم العيد فإن الأم تهم بإعداد ريوق العيد، والأبناء يقومون بارتداء ملابسهم الجديدة، وإذا ما جاء الأب من صلاة العيد فإنه يجتمع مع أفراد أسرته ويأخذ الأطفال العيدية، فيذهب الأب إلى الديوانية لاستقبال الجيران والأصدقاء والأقارب، أما الأطفال فيجوبون البرايح والفرجان التي تنتشر بها الألعاب المختلفة، التي يمارسها الأطفال في يوم العيد وقبل أن ينتهي وقت اللعبة يقول المشرف عليها للذين فيها: اللعبة هذي زيادة للود فيزيد الفترة المقررة هدية منه.
ما أجملها من أيام، وما أحسنه من عبق أيام يزداد فيه التواصل، والناس يزور بعضهم البعض مشياً على الأقدام والآن على كثرة الرفاهية ووجود وسائل الاتصال المختلفة، إلا أن البعض لا يذكر البعض، حتى في أيام العيد وترى بعضهم لا يأتي لزيارة والديه إلا في نهاية يوم العيد لأنه منشغل بالنوم.
لم تزل الرحمة في قلوب أبناء هذه الديرة، لأنها تراث توارثوه عن الآباء والأجداد، فتراهم في يوم العيد يواصل بعضهم البعض، وترى دواوينهم عامرة ولو أننا في هذه الأيام قد لا نخرج في يوم العيد ونظل في مساكننا ساكنين، حتى نتجنب خطر هذا الوباء الفتاك. نسأل الله العلي القدير أن يبعده عن أرجاء هذا الكون وأنحاء هذه الديرة الطيبة.
عزيزي القارئ: ماذا عسانا أن ندعو حجاج بيوت الله الحرام، أن يطلبوا لنا وهم يؤدون مناسكهم ونحن ندعو معهم ونرجو منهم أن يدعوا لأهل هذه الديرة الطيبة بالخير والأمن والأمان، وإذا ما وقفوا على صعيد عرفات الطاهر، أن يدعوا لجميع المسلمين بالنصر، وأن يبدد الله الغيوم الحالكة ويزيح الظلم والظالمين والمفسدين والسراق والمعتدين على أموال الغير، والمنهمكين في غسل الأموال، وأصحاب الشهادات المزورة عن آفاق هذه الدنيا.
وإذا ما نحروا أضحياتهم أن يطلبوا لنا بأن ننحر الطغيان والفساد والكذب والدجل والنفاق.
وإذا ما طافوا حول البيت الحرام، نسألهم أن يبتهلوا ونبتهل معهم بأن يشافي الله جميع المرضى، ويشافي ويعافي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، ويرجعه إلى وطنه وإبنائه سالماً غانماً، وهو يرفل بأثواب الصحة والعافية وأن ربي هو ولي ذلك والقادر عليه.
وصدق القائل:
أمير البلاد وأب الجميع
سلمت معافى طوال السنين
حفظك الله من كل عين
وأبقاك ذخراً لنا أجمعين
عيدكم مبارك وعساكم من عواده