محمد مشالي سخّر حياته لعلاج الفقراء بـ 5 جنيهات

«الغلابة»... فقدوا طبيبهم

1 يناير 1970 12:16 ص

لم يعد لـ «الغلابة» في مصر طبيب يداوي آلامهم!
فوسط حالة حزن واهتمام واضحين بين المصريين، شيّع الأهالي في جنازة مهيبة، أمس، جثمان استشاري الباطنة والأمراض المتوطنة الدكتور محمد مشالي، الشهير بـ«طيب الغلابة» الذي وافته المنية، في ساعة متقدمة من مساء أول من أمس، عن عمر يناهز 82 عاماً، داخل منزله في مدينة طنطا، وسط دلتا مصر، جراء تعرضه لأزمة قلبية. ونُقل الجثمان، أمس، لدفنه في مسقط رأسه بمدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، وسط حضور كبير من أهالي المدينة والقرى المجاورة، وعدد من المسؤولين المحليين.
وأعلنت أسرة مشالي أن الفقيد في الأيام الأخيرة كان يردد، بأنه يتمنى أن يلقى ربه وهو واقف على قدميه، ويخدم الغلابة المترددين على عيادته، وبالفعل ظل يعمل، حتى قبل وفاته بساعات.
والدكتور مشالي، سخّر وقته وعمره لخدمة الفقراء، وكان ينفذ وصية والده بأن يكون عوناً وسنداً للفقراء طوال عمره حيث كان يعالج كل محتاج من دون أجر، وأحياناً يوفر العلاج.
والراحل، من مواليد محافظة البحيرة، في العام 1944، ووالده كان يعمل مدرساً، وانتقل برفقته إلى محافظة الغربية، وسط دلتا مصر، واستقر هناك، وتخرج في كلية الطب قصر العيني في 5 يونيو 1967 وتخصص في الأمراض الباطنة والأطفال والحميات. وقال أهالي مدينة طنطا لـ«الراي»، إن هذا يوم حزين لديهم، وهم يودعون «طبيب الغلابة»، الذي كان كشفه لا يزيد على 5 جنيهات فقط، وبالمجان لمن لا يستطيع أن يدفع.