حركة إخلاءات نشطة بالعمارات الاستثمارية تشمل شركات وعائلات

هجرة عكسية من شقق المهبولة خشية موجة ثانية لـ «كورونا»

1 يناير 1970 08:41 م

الإيجارات تراجعت بنحو 20 في المئة وملاك يغازلون الزبائن الجدد بشهر مجاني

شركات نقلت عمالتها لمناطق أخرى تفادياً لسيناريو حظرهم مجدداً

أغلب عمارات المهبولة مرهونة وأصحابها معرّضون لصدمة مالية 

 

 

 

«شقق للإيجار»، عبارة باتت مألوفة كثيراً خلال الأيام الماضية في منطقة المهبولة التي شهدت أخيراً حركة إخلاءات نشطة، وتحديداً عقب فك الحظر الشامل، للدرجة التي يمكن القول إن هذا الإعلان بات معلقاً على غالبية عمارات المنطقة، وفي مراكز تجمع المستهكلين.
فالمهبولة التي عُزلت بالكامل ضمن قرارات مواجهة كورونا لمدة تزيد على 3 أشهر، أصبحت تشهد أخيراً ما يشبه الهجرة العكسية لمستأجري العديد من عماراتها الاستثمارية، وهو ما تعكسه حركة الإخلاءات الكبيرة التي نُفّذت بمجرد رفع الحظر.
وفي مواجهة ذلك، سعى بعض الملاك إلى مغازلة المستأجرين بشهر مجاني للسكان الجدد، ومنهم من خفّض إيجاراته لمستويات قاربت 20 في المئة.
وفي هذا الخصوص، قال عدد من سكان المنطقة لـ«الراي» إن سيارات نقل «العفش» المنتشرة أمام العمارات تحولت إلى مشهد معتاد منذ رفع الحظر، حيث لجأت العديد من الشركات إلى إخلاء عمالتها من هذه المنطقة ونقلهم إلى أخرى، تفادياً للتعرض إلى حظر جديد يضيّق على عمالتها، في حال التعرض إلى موجة ثانية من تفشي كورونا، ومن ثم تأثر أعمال هذه الشركات أو تدني مقدرتها على تنفيذ أعمالها.
ويبدو أن المشهد لم يكن مختلفاً كثيراً أمام عمارات سكن العائلات، حيث لفتوا إلى أن مجموعة من الأسر قررت مغادرة الكويت نهائياً لخسارة عائلها لعمله.
وأضافوا أن جزءاً آخر قرر سفر عائلته لتخفيض مصاريفه انسجاماً مع المتغيرات السلبية التي طرأت على راتبه خلال الأزمة والتي تقلصت معها بنسب مؤثرة، موضحين أن شريحة ثالثة فضلت الانتقال إلى مناطق لم تصنف ضمن المناطق الموبوءة خوفاً من موجة ثانية لفيروس كورونا يعيد الحظر عليهم من جديد.

عامل نفسي
من ناحيته، قال أحمد الذي يسكن المهبولة منذ أكثر من 3 سنوات، إن العامل النفسي لعب دوراً كبيراً في زيادة الشواغر في المنطقة إذ فضّلت الكثير من العائلات الانتقال إلى المناطق المجاورة مثل الفنطاس، وأبو حليفة، والمنقف. وأضاف أن عدداً غير قليل من الشركات عمل أيضاً على نقل العمالة من تلك المناطق خشية إغلاق المهبولة مرة أخرى والتسبب لهم من جديد بأزمة شح العمالة التي عانوا منه لمدة أكثر من 3 أشهر.
من جانبه، قال عاصم إن كثيراً من العمارات خالية بأكملها حالياً، إذ كانت مؤجرة لشركات قامت بمجرد فك الحظر بنقلهم إلى مناطق أخرى، مؤكداً أن هناك صعوبة بالغة في تأجير تلك العمارات بسبب الإحجام عن السكن في المنطقة بالوقت الحاضر. وأضاف أن الشواغر الكبيرة وصعوبة التأجير دفع ملاك المنطقة إلى مغازلة المستأجرين بتخفيض الإيجارات بما يناهز الـ20 في المئة، مؤكداً أن تلك الخطوة لم تؤتِ أكلها بسبب التخوف الكبير من فرض الحظر مرة أخرى على المنطقة. وأشار إلى أن الغرفتين والصالة التي كانت تؤجر بـ 250 ديناراً باتت تعرض الآن بنحو 200 دينار في حين أن الثلاث غرف والصالة كانت تؤجر في المنطقة ما بين 270 و300 دينار باتت الآن تؤجر بنحو 250 ديناراً، مؤكداً أن بعض ملاك العقارات يمنح شهراً مجانياً لاجتذاب المستأجرين بسرعة لاسيما وأن عماراتهم مرهونة.

مرهونة للبنوك
من ناحيته، قال مصدر عقاري إن أغلب عمارات منطقة المهبولة مرهونة للبنوك ما يعني أن أصحابها قد يتعرضون لصدمة مالية جراء توقف مداخيلهم ودخولهم بنزاعات قضائية مع البنوك، لاسيما وأن الضغوط ستتزايد عليهم بانخفاض الإيجارات بشكل أكبر مع تشغيل مطار الكويت للرحلات التجارية بداية أغسطس المقبل.
وشدد على أن بعض أصحاب العمارات مازالوا يتخوفون من تخفيض القيمة الإيجارية لأن ذلك سيؤدي إلى انخفاض قيمة العقار وبالتالي تسجيل خسائر كبيرة.
ولفت المصدر إلى أن هناك نسبة كبيرة من العمال أبلغوا بالفعل الحراس بمغادرتهم آخر الشهر مع انطلاق رحلات الطيران التجارية، لافتاً إلى أن رحيل العائلات له تأثير أكبر من رحيل العزاب، حيث إن مجموعة كبيرة من العزاب يستأجرون شقة وقد لا تخلو تلك الوحدة برحيل واحد أو اثنين ولكن مغادرة العائلات له وقع كبير على المنطقة.