تقرير / تكتيكات إسرائيل و«حماس»

1 يناير 1970 02:39 ص
غزة - رويترز - في ما يأتي نظرة عن التكتيكات والاسلحة التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي وحركة «حماس»:
• ما الاستراتيجيات؟
- هدف اسرائيل وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة على بلداتها الجنوبية، وحتى يتحقق ذلك بدأت في ضرب «حماس» من الجو والبر للدرجة، التي اما لا ترغب فيها الحركة أو تعجز عن السعي لمواجهة أخرى مع الدولة العبرية. الا أنها لم تلتزم بعد القضاء على سيطرة «حماس» على الجيب الساحلي.
وتنوي اسرائيل أيضا ضمان عدم تسليح «حماس» نفسها ثانية، ولهذا تريد تدمير أنفاق التهريب بين جنوب غزة ومصر ومنع النشطاء من اعادة شقها. ولكي تحقق ذلك تدرس السيطرة على المساحة الضيقة من الارض المعروفة باسم ممر فيلادلفيا، وهو تصاعد ينطوي في شكل كبير على مجازفة.
و«حماس»، وهدفها في نهاية الامر، اقامة دولة اسلامية على كل الاراضي التي كانت فلسطين عام 1948، تبدو عازمة على المضي قدما في اطلاق أكبر عدد ممكن من الصواريخ يوميا، في اشارة الى التحدي ولتوضيح أنها لم تنحن. وتأمل أن تعلن النصر فقط عن طريق قدرتها على الاستمرار في القتال ليوم اخر.
ويواجه الهجوم الاسرائيلي ضغوطا من الديبلوماسية الدولية والانتخابات البرلمانية الاسرائيلية المقررة في العاشر من فبراير المقبل. ولن تكون أي خسائر كبيرة في صفوف القوات الاسرائيلية محل ترحيب من الناخبين.
• ما ميزان التسلح؟
- الجيش الاسرائيلي أحد أكثر جيوش العالم تقدما من الناحية التكنولوجية. قوامه 150 ألف جندي. ودخلت بالفعل عدة الاف من القوات النظامية وقوات الاحتياط المدربة في شكل جيد غزة أو تقف على أهبة الاستعداد. وتنتفع هذه القوات من معدات المراقبة والاتصالات عالية التقنية ويمكنها استدعاء قوة ضاربة هائلة من الدبابات والطائرات وزوارق البحرية.
ولـ «حماس» ما يقدر بنحو 25 ألف مقاتل، مسلحين بأسلحة صغيرة وقذائف صاروخية. وتقول اسرائيل ان الحركة لديها أيضا صواريخ أكثر تقدما مضادة للدبابات وقد يكون لديها صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف قادرة على اصابة المروحيات أو الطائرات التي تحلق على مستوى منخفض، رغم أنه لم يتضح أن مثل هذه الاسلحة استخدمت. ويقول مسلحون انهم أعدوا مزيدا من العقبات البرية من ألغام الى خنادق الى شراك خداعية.
وشنت «حماس» عشرات من الهجمات الانتحارية في اسرائيل، وتقول ان رجالها ونساءها يمكن أن يستأنفوا مثل هذا التكتيك الان.
• ما مزايا تكتيكات اسرائيل؟
- رغم انسحاب القوات الاسرائيلية من غزة عام 2005 بعد 38 عاما من الحكم العسكري الا أن وكالات استخباراتها درست المنطقة في شكل واسع تحسبا لمواجهة مع «حماس».
وحتى لا تتكرر انتكاسات حرب اسرائيل ضد «حزب الله» عام 2006 التي أسفرت عن مقتل 157 اسرائيليا، تدرب الجيش في شكل موسع وحسن سبل الاتصالات. وساعد الغضب العام بين الاسرائيليين من جراء نحو ثمانية الاف صاروخ وقذيفة هاون أطلقت على اسرائيل من غزة وأسفرت عن سقوط 18 قتيلا من عام 2000 حتى بدء الهجوم، على تحفيز القوات.
وفرض القادة الاسرائيليون مستويات جديدة من الرقابة للحيلولة دون تسرب أخبار من أرض المعركة قد تزود الفلسطينيين بمعلومات عن انتشار القوات.
التقدم البطيء نسبيا للقوات الاسرائيلية في غزة حتى الان ومعدل الضحايا البسيط نسبيا، يشيران الى أنها تتقدم ببطء وحرص لتفادي الوقوع في مكامن.
• ما مزايا تكتيكات «حماس»؟
- لا شيء يتغلب على معرفة المدافع المباشرة بأرضه. بامكان «حماس» الاعتماد فقط على الدعم من العديد من المدنيين. ويبدو أن الحركة تحاول جذب القوات الاسرائيلية الى المناطق المأهولة بالسكان حيث الازقة الضيفة التي ستجعل الدبابات والدعم الجوي لا جدوى لهما. ورغم أن القوات الاسرائيلية تضيق الخناق على مدينة غزة من الشمال والجنوب، الا أنها تفادت التوغل في شوارعها.
ووصف قادة «حماس» القتال الحالي بأنه معركة حتى النهاية، ومن ثم فان دافع النشطاء الذي تذكيه الحماسة الدينية كبير. ومفهوم التضحية بالنفس يمكن أن يجعل المقاتلين الاسلاميين أصعب في المواجهة.
ويبدو أن الفلسطينيين عقدوا العزم أيضا على أسر جنود اسرائيليين اضافة الى جلعاد شاليت الجندي الذي أسر عبر الحدود عام 2006.
• ما معوقات التكتيكات الاسرائيلية؟
الحذر الاسرائيلي المبالغ فيه في ما يتعلق بالتقدم في غزة قد يصبح عائقا اذا حول القوات الاسرائيلية الى أهداف ثابتة. ولدرايتها بالضغط الذي تتعرض له من حلفائها الديبلوماسيين، تقول اسرائيل ان قواتها تبذل أقصى جهد ممكن لتفادي سقوط ضحايا من بين غير المقاتلين، رغم أنه يبدو أن كثيرا من القتلى الفلسطينيين الذين أحصاهم مسؤولون في القطاع الطبي في غزة، من المدنيين.
وأي عدد كبير من القتلى المدنيين في حادث واحد فقط أو أي خسائر في صفوف القوات، قد تضعف معنويات الجنود باطلاق تحقيقات واتهامات متبادلة في تسلسل القادة العسكريين.
وحاولت اسرائيل مراوغة الانتقادات بسقوط ضحايا مدنيين بالقاء اللوم على «حماس» بتعمد التحرك من مناطق مأهولة. وبعد ما قال مسعفون ان 42 شخصا قتلوا الاسبوع الماضي عندما سقطت قذائف على مدرسة، صرح الجيش بأنه كان يرد اطلاق النيران على نشطاء.
• ما معوقات تكتيكات «حماس»؟
- رغم فوزها في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 وتغلبها على قوات حركة «فتح» في اقتتال داخلي في قطاع غزة بعد ذلك بعام، لا تتمتع «حماس» بتأييد شعبي بالاجماع. وألحق أثر الحرب الضرر بموقف «حماس» وتكتيك الحركة الاسلامية باطلاق الصواريخ لا يحظى بتأييد عام عالمي. لكن في الوقت ذاته فان الصمود في مواجهة اسرائيل قد يعزز من صورتها.
اعتمدت «حماس» في شكل كبير على الانفاق الحدودية مع مصر في تهريب الاسلحة التي تمولها ايران وسورية، حليفا الحركة، وفي تهريب الامدادات لسكان غزة. وقصفت اسرائيل هذه الانفاق في شكل يهدد ترسانة «حماس»، وأيضا قدرتها على توفير متطلبات المستهلكين المحليين.