رواق

عمال الشحاتة

1 يناير 1970 05:01 م

أولاً لنتفق ان عدد عمال النظافة في الشوارع لا يتناسب على الاطلاق مع مستوى نظافة الشوارع!
ماذا يفعل العمال اذاً؟ يلقون السلام على المارة ويكنسون الأرض تحت اقدامهم طمعاً في بضع دنانير، ثم يبقون القمامة في مكانها كي يكنسوها من تحت قدم قادم جديد، يلقون عليه السلام وهكذا يمضي يومهم: الق سلاماً تحصل على دينار!
ليس ذنب العمال، الذين جاء معظمهم من بيئة غير نظيفة، وأقاموا في بيئة غير نظيفة، أن تكون الشوارع غير نظيفة، الذنب على المتسببين، الذين يلقون مخلفاتهم في الشوارع، وفي البحر، وهذه قصة ثانية، فسنوياً نشاهد الجهود الفردية لجهات تطوعية تعمل على تنظيفها، في حين يستمر عمال النظافة في حصد الدنانير لانهاض رواتبهم، ومن ثم لمّ القمامة في أكياس اول النهار كي يفرغوها في آخره، خوفاً من الاستغناء عنهم في الغد، إذا نظفت الشوارع!
الذنب ذنب الجهات المعنية التي لم تضع خطة واضحة لتنظيف شوارع بدت مهجورة من شدة اتساخها من دون نسق أو تنسيق بين بيت يرمي مخلفاته في الشارع لإلقاء مهمة التنظيف على عمال النظافة، وبيت ينظف الشارع أمام بيته كي يخفف العبء على عمال النظافة، الذين اذا رأوا أصحاب بعض البيوت يلقون قمامتهم في الشارع، فشيمة عمال النظافة الإهمال، فصاحب الحلال لا يراعي حلاله، والبلد متسخ والريحة طالعة ولا حول ولا قوة الا بالله!
مطلوب إشراف وحسن ادارة لعمال الشحاتة، مع تحسين ظروفهم المعيشية، كي لا تتحول وظيفتهم إلى تسول في ملابس رسمية بغطاء قانوني.
النظافة من ضرورات المرحلة، في ظل انتشار الأوبئة، فكورونا لم ينته، في ظل قرار فتح المحلات التجارية اقتصادياً لا صحياً، وإن انتهى كورونا فسيأتي غيره فالقاذورات تلد أمراضاً، والنظافة أولى مراحل الوقاية والعلاج.