بناءً على طلب «مرشحة سابقة» إلغاء انتخابات «الآسيوي» للحصول على مقاعد في «مجلس الفيفا»

«تدخُّل» أحمد الفهد... على طاولة «كاس»

1 يناير 1970 01:58 ص

يبدو أن الملفات المرتبطة بالشيخ أحمد الفهد ما زالت تكشف، وإن في فترات متباعدة، صفحات جديدة من التدخلات في عمق «اللعبة» المرتبطة بالرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص.
صحيح أن الرجل مبتعد «ظاهرياً»، في الوقت الراهن، عن المشهد القاري تحديداً، بيد أن ذلك لا يمنع الملفات من المضي قدماً نحو إسقاط آخر أوراق التوت عن «المآثر» التي خلّفها.
قبل يومين، استمعت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) في لوزان (سويسرا) إلى طلب استئناف لإلغاء انتخابات كرة القدم الآسيوية للحصول على مقاعد في «مجلس الفيفا».
وذكرت المحكمة أن مريم محمد، وهي من جزر المالديف، طلبت إلغاء نتائج الانتخابات التي شهدها مؤتمر الاتحاد الآسيوي، في أبريل 2019.
وتدّعي محمد أن الاتحاد القاري لم يتّبع قواعد الانتخابات الخاصة بها وخرق قانونا يحمي المساواة بين الجنسين.
ويتوقع أن يستغرق صدور حكم محكمة الاستئنافات الأميركية أسابيع عدة.
وكان مندوبو آسيا السبعة في «مجلس الفيفا» المؤلف من 37 عضوا، بمن فيهم
رئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ممثل البحرين، حاضرين في الاجتماع قبل 15 شهراً.
من جهتها، كانت محمد مرشحة لمقعد «فيفا» المخصص للنساء، بيد أن البنغلاديشية محفوظة أختر كيرون هي من فاز به.
وبعد الانتخابات التي أقيمت في كوالالمبور (ماليزيا)، تقدمت محمد بشكوى رسمية إلى الاتحاد الآسيوي تدّعي فيها بأن رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الشيخ أحمد الفهد، مارس تأثيراً غير مبرر في العملية الانتخابية.
وذكرت بأن الفهد دعم خصمتها، كاشفةً أنه استدعاها إلى اجتماع ليقول لها ان لا مستقبل لها في كرة القدم إذا استمرت في الانتخابات.
معلوم أن الفهد كان واحداً من أقوى الشخصيات في الرياضة الأولمبية، وسيطر على كثير من الاتحادات العالمية، والكثير من الأصوات داخل اللجنة الأولمبية الدولية، لكنه يلعب، اليوم، أدواراً غير مباشرة تمهيداً لبناء عودته إلى الساحة، علماً أنه استقال من مناصبه المتعلقة بكرة القدم كافة، منذ فضيحة الفساد التي عصفت بالاتحاد الدولي للعبة رغم نفيه التورط في فضيحة رشوة أدانت فيها محكمة أميركية رئيس اتحاد غوام، ريتشارد لاي، بتلقيه رشوة بمليون دولار.
كما أعلن الفهد تنحّيه من منصبه رئيساً لاتحاد اللجان الوطنية الأولمبية الدولية (أنوك)، بعدما قام بالتنحّي أيضاً عن مهامه عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية ورئيساً للجنة التضامن الأولمبي بعد اتهامه بتزوير تحكيم أشرطة «بلاغ الكويت» في سويسرا.
بعد تنحّيه، فقد الفهد كثيراً من المميزات وفق صحيفة «لوموند» الفرنسية، أهمها أحقية التصرّف في ميزانية صناديق التضامن الأولمبية، والتي تقدر بملايين الدولارات توزّع على أكثر من 200 من اللجان الوطنية.
لكن يبدو بأن دوره المستمر يظهر كيف أن الشخصيات المتنفذة في الرياضة الدولية عادة ما تجد طرقاً للإبقاء على سيطرتها على زمام الأمور حتى بعد الغياب المفترض عن مواقع القرار.
وخير دليل على ذلك انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في 2019، عندما كان الجناح الفاخر للشيخ أحمد في فندق «حياة» في كوالالمبور (القريب من الموقع الذي يتجمع في الناخبون) المكان الذي تتخذ فيه القرارات، وفقاً لمسؤولين التقوا به، ليس آخرهم السيدة مريم محمد.