خلف الحمد:
رابط إلكتروني لفتح الملف و250 ديناراً من كل طرف بعد الزواج
- «كورونا» غيّر خريطة الزواج وطريقة الخطبة وتخوّف من الرؤية الشرعية
- قسم تردده الزبونة بأن كل المعلومات صحيحة
- لا زواج مسيار من دون ولي بسبب النصب والهروب ... وثلاثة زبائن يومياً
في وقت أقعد فيروس «كورونا» المستجد الملايين في بيوتهم، وحبسهم عن الخروج، كان يعمل في اتجاه موازٍ على تغيير خريطة الراغبين في دخول قفص الزوجية في الكويت، حيث زاد الطلب في ظل الجائحة على الأرامل والمطلقات اللواتي قبلن بالزواج من دون حفل أو صالات أو قاعات فنادق، بينما قبعت العذارى في خدورهن لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.
الخطاب خلف الحمد «أبو حمد»، الملقب بشيخ الخطابين، تحدث لـ«الراي» عن الموضوع، كاشفاً النقاب عن تضرر سوق الخطابة من الجائحة كغيره من الأنشطة، مشيراً إلى أن معدل عمله، هو وغيره من العاملين في هذا المجال، قلّ للنصف.
أبو حمد، الذي بدأ عمله في دنيا الخطابة قبل قرابة ربع قرن، ويعيش في خواتيم عقده السادس، كشف عن قيامة بتزويج 16 عروساً منذ بداية الجائحة معظمهن من الكويتيات والخليجيات، وثلاث منهن من جنسيات عربية أخرى، مشيراً إلى أن «فيروس كورونا المستجد قيّد حركتنا بسبب الحظر الكلي والجزئي، ونحمد لله فهذه أزمة ليست في الكويت فقط بل في العالم أجمع، ولابد من الرضى والصبر لأنه قدر إلهي».
صاحب اللحية الحمراء التي لا يخطئها الراغبون في إتمام نصف دينهم، لجأ للتكنولوجيا بسبب الجائحة، فقام باعتماد طريقة الرابط الإلكتروني لدفع رسوم فتح الملف والتي تقدر بـ30 ديناراً، معللاً ذلك بالقول «لا نستطيع استقبال الزبائن في المكتب ولا في البيت ونلتزم بالتباعد».
ويصف شيخ الخطابين مستوى الإقبال قائلاً «يومياً هناك ثلاثة زبائن، لكن الأغلبية لا تكمل المشوار بسبب هواجس حول سرعة توفير شريك العمر»، مشيراً إلى أنه في ظل الجائحة زاد الطلب على الأرامل والمطلقات اللواتي يقبلن بـ«الملجة» من دون حفلات أو تجمعات.
ويتابع «بعد تحويل الـ30 ديناراً والتأكد من وصولها، أقوم بالتواصل مع الزبونة (أو الزبون) وأفتح الملف، وتردد (هي أو هو) خلفي قسماً بأن كل المعلومات التي أبلغتني بها معلومات صحيحة لا غش فيها، وأرسل لها رقم الملف للمتابعة معي»، مشدداً في الوقت ذاته على أنه «لا يقبل إلا الزواج الرسمي وزواج المسيار بوجود الولي، بينما يرفض زواج المسيار من دون وجود ولي لأنه يفتح باب النصب والهروب».
ويروي شيخ الخطابين بعضاً مما فعله الفيروس بالراغبين في دخول قفص الزوجية، قائلاً «هناك تخوف من الرؤية الشرعية بسبب الظروف الحالية، وهناك تخوف من المقابلات أو الذهاب للبيت، ويتم الآن الاكتفاء بمعرفة المواصفات، لكن الجانب الإيجابي أن الفيروس قرب بين أفراد الأسرة وجعلهم أكثر قرباً من الله عز وجل».
أبو حمد، الذي يتقاضى 250 ديناراً من العروس، ومثلها من المعرس في حال إتمام الزفاف، أكد أنه تأتيه طلبات ليس فقط من داخل الكويت وإنما من الخليج والوطن العربي، الأمر الذي جعله يتعاون مع مساعدة له في كل بلد عربي للإيفاء بالمطلوب. ويختتم عراب النكاح حديثه بالقول «اجلسوا في بيوتكم ونحن نخدمكم بعيوننا، لكن المطلوب هو المعلومة الصحيحة والتخفيف من الطلبات والتباسط في المهور».