لقاء / دعا إلى إطلاق مشاريع حيوية تحرر الشباب من حلقة الاحباط التي يدورون فيها
الشايع لـ «الراي»: الناس ملّت الأزمات السياسية وفقدت الثقة في قدرة أي حكومة على انتشالنا من هذا الواقع
1 يناير 1970
04:57 م
|كتب سليمان السعيدي|
فيما امل المرشح السابق لانتخابات مجلس الامة هيثم الشايع ان تكون الحكومة الجديدة قادرة على مواجهة الاستحقاقات الكبيرة على مختلف المستويات، قال ان الشعب الكويتي «ملّ» من الازمات التي تعصف بالساحة المحلية وان الناس «فقدت الامل في قدرة اي حكومة على انتشالنا من الواقع الذي نعيش فيه».
واذ سأل الشايع في لقاء مع «الراي» منذ متى كانت الديموقراطية والحراك السياسي يعطلان التنمية؟، اكد ان على ممثلي الامة التصرف بعقلانية ليكونوا قدوة للناس، معتبرا ان بعض التصرفات النيابية تدفع برجال الدولة إلى العزوف عن الدخول في الحكومة لا سيما وان مجالس الوزراء في الفترة الاخيرة اظهرت ضعفا في الاداء لم نشهده من قبل.
وشدد الشايع على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب باعتبارها الاكبر في التركيبة السكانية لتمكينهم من لعب دور محوري في عملية التنمية واخراجهم من حلقة الاحباط التي ادخلتهم الازمات بها، مؤكدان ان حملة «للكويت شبابها»، حققت انجازات فاقت التوقعات، مبينا ان هذا الشعار هو محور عمله اليومي على جميع المستويات.
وفي مايلي نص اللقاء:
• حدثنا أولا عن توقعاتك للتشكيلة الحكومية؟
- في البداية اود ان اقول باننا نأمل ان يوفق سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وان تكون الحكومة الجديدة قادرة على مواجهة الاستحقاقات الكبيرة سواء كانت السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية وغيرها من القضايا المهمة، وهنا اود تذكير سمو رئيس الوزراء بمواقفه السابقة بشأن دعم الشباب الكويتي وخلق افضل الفرص له، لكي يأخذ موقعه في عجلة التنمية، ومن هنا فانني اطالب بضرورة ان نرى وزارة تختص بشؤون الشباب على ان يتم وضع آلية خاصة وبرنامج عمل محدد يكون واقعيا وكفيلا بانتشال الشباب من دائرة الاحباط التي يعيشها، على ان يكون هذا البرنامج قادرا ايضا على استكشاف الطاقات الشبابية لبلورتها واستثمارها في شتى المجالات سواء المجالات العلمية او الرياضية وغيرها من المجالات التي تعود بالنفع على البلد، كما نفضل ان تكون هناك وزارة للبيئة على اعتبار ان قضايا البيئة من القضايا التي تهم جميع المواطنين والمقيمين.
• ركزت خلال حملتك الانتخابية على فئة الشباب تحت عنوان «للكويت شبابها»، فهل حققت المطلوب؟
- لنكن واقعيين، فالمرء لايدرك كل ما يريده مرة واحدة، لكن ولله الحمد فإن تفاعل الشباب مع حملة «للكويت شبابها» فاق المتوقع، وكم كان ثريا ذاك الحوار الذي دار في اكثر من موقع وفي اكثر من مناسبة مع الشباب، واكاد اجزم ان المسؤولين في السلطة التنفيذية او مجلس الامة يتحاورون مع هذه الفئة من الشباب، لكان بالامكان سن عدد لا بأس به من مشاريع القوانين التي تصب في صالح هذه الفئة وتصلح امورا رسخت بفعل الشرفاء.
اما في ما يتعلق بحملة «للكويت شبابها»، فانا اقول ان هذا الشعار لم يرفع في الظروف والمناسبات الانتخابية وحسب، انما هو شعار نطبقه بشكل يومي في الجامعة وفي المحافل والمنتديات والمناسبات المختلفة، ونحن إلى جانب الشباب لفهم تطلباتهم اولا وتحقيق غاياتهم ثانيا، كما اننا الآن على ابواب انعقاد القمة الاقتصادية في الكويت، والسؤال الذي احب ان اطرحه قبل انعقاد هذه القمة هو: كم عدد المحاور او القضايا التي تشمل الشباب والمدرجة على جدول اعمال القمة؟ (...) أليس الشباب هم الذين يقفون في طوابير انتظار العمل، فكم هي القضايا المدرجة والمعنية لشؤون الشباب في جدول هذه القمة؟
• ما رأيك في مسألة ما يتردد عن اسلوب المحاصصة في التشكيل الحكومي؟
- اولا كمواطن عادي اقول (بالكويتي الفصيح «ملينا») نعم «ملينا» لا سيما يجري على الساحة المحلية، فالبلد ينتقل من ازمة الى اخرى بطريقة سريعة ومتخبطة فلماذا وكيف، لا احد يدري! ولكن المعلوم ان الناس «زهقت» و«ملت» ولم تعد تؤمن بأن أي حكومة قادرة على انتشال الواقع السياسي من أزماته المتجددة.
• وعلى من تقع المسؤولية برأيك؟
- في الحقيقة المسؤولية تقع على الجميع، ولكن بشكل أساسي الناس تنتظر من السلطة التنفيذية التحرك وتنتظر مشاريع وتنمية وتحقيق جزء من الوعود الرنانة التي تطلق من هنا وهناك، ودائما يقولون ان مجلس الأمة عطل التنمية، وانا أقول وأتساءل: منذ متى كانت الديموقراطية والحراك السياسي يعطلان التنمية (...)؟ نعم لدينا ملاحظات من طريقة وآلية تعاطي بعض النواب مع القضايا التي تأخذ أحيانا طابعا طائفيا أو قبليا، وهنا تكمن الخطورة، والتصرف من قبل ممثلي الشعب الذين يجب ان يتصرفوا بايجابية وعقلانية ليكونوا بمثابة القدوة في هذا الجانب.
أما في ما يتعلق بالتشكيل الحكومي فلنكن واقعيين، فرجالات الدولة الذين يطالب البعض باشراكهم في السلطة التنفيذية، لا يقبلون ان يدخلوا الحكومة في ظل استمرار تصرفات بعض النواب، فالوزير هذا لم يأت من «اللاشيء»، فهو بالتأكيد رجل له موقعه الاجتماعي وخبرته ومعارفه، لذلك البعض «يتحرج» من ان يدخل الحكومة ويلقى بعض التصرفات السلوكية التي تدفع الناس الى تبني خيار «الشر برة وبعيد» أو «ابعد عن الشر وغني له» ومن هنا فاننا نرى عزوفا كبيرا من قبل بعض الشخصيات المهمة عن المشاركة في التشكيل الحكومي.
هذا من جانب، اما من جانب آخر فان الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الاخيرة أظهرت ضعفا في الأداء لم تشهده في السابق، ولا ندري ما السبب تحديدا وهل هو غياب البرنامج الحكومي او هجمات النواب على الحكومة وصلاحياتها (...)؟ المهم ان ما نشاهده ليس صحيحا على الاطلاق ويضر بمصلحة الوطن والمواطنين.
• كيف يقيم «هيثم الشايع» اجراءات الحكومة في التعامل مع الازمة المالية؟
- في البداية لا بد من الاعتراف بأن هذه الأزمة الاقتصادية تجتاح العالم أجمع، ونحن جزء من هذا العالم وبالتالي فمن الطبيعي ان نؤثر ونتأثر بما يجري حولنا، ولا أحد يستطيع ان يتوقع حلا سحريا وسريعا لهذه الازمة، لان مثل هذه الحلول السحرية غير موجودة على أرض الواقع، وما يمكنني قوله في هذا الاطار هو ان المطلوب تضافر كل الجهود الحكومية والنيابية وبالاشتراك مع القطاع الخاص لانتشال البلد من هذا المستنقع الذي نعيش همه، فالآتي من الامور قد يكون «أعظم» و«أمّر» ما لم نوفر أرضية سليمة لمعالجة طويلة الأمد.
• الرياضة بشكل عام من القضايا التي تهم الشباب، ومن المؤكد انكم من المتابعين للملف الرياضي، وتشعباته، ماذا تقول في هذا الجانب؟
- قضية الرياضة وقبل ان تكون قضية رياضية لا بد من التأكيد على انها قضية وطنية في المقام الأول، واريد الاشارة هنا الى انه وبالرغم من الخلافات السياسية التي تعصف بالبلاد، فان الكويتيين توحدوا خلف منتخبهم الازرق وخلف علم الكويت في النهاية، في ما اريد ان اقوله هو ان الرياضة «حصن» أو «خندق» يتخندق به الكويتيون نساء ورجالا شيوخا وشبابا واطفالا، والجميع يصرخ الكويت الكويت، والرياضة الكويتية للاسف الشديد تقاذفتها الخلافات السياسية وكبرت هذه الخلافات الى مرحلة حرجة، وتم ايقافنا دوليا عن المشاركة الرياضية من قبل «الفيفا»، وفي نهاية المطاف سمح لنا الاتحاد الدولي بالمشاركة لفترة محدودة زمنيا في الدورات الرياضية العالمية، وكم كنت اتمنى من مسؤولي السياسة الذين امتهنوا خلافات الرياضة ان يسمعوا لصوت الشباب وكيف كان يصدح وهو يرفض تشويه سمعة الكرة الكويتية بهذا الشكل وبالتالي تشويه سمعة جماهير الكرة الكويتية.
الرياضة بحاجة الى «فزعة» نعم «فزعة» بكل ما تحمل وتعني هذه الكلمة لنعيد الانتماء للوطن و«فزعة» نعيد من خلالها البعض الى طبيعة الخلاف الرياضي فالخلاف السياسي طغى على كل شيء حتى على طموح وآمال الجماهير الرياضية التي توحدت دائما خلف شعار واحد وهو «الكويت».
وفي هذا الجانب احب ايضا ان نسأل الحكومة: ماذا عن مصير التعديلات على القوانين الرياضية؟ اما آن لها ان تخرج من نفق الروتين القاتل الذي نعيشه؟ ولماذا لا تحترم الجهات الحكومية المعنية بالازمة الرياضية مشاعر الجماهير الرياضية، وتحترم أيضا القائمين على اللعبة، أين التعديلات (...)؟ دائما نسمع من وزير الشؤون ان التعديلات الاسبوع المقبل أو الذي بعده، ولا ندري أي اسبوع يقصده الوزير!
تماس يناقض الانسلاخ
قال هيثم الشايع ان الشعب الكويتي «اثبت بتفاعله مع قضية غزة ضد الاجرام الإسرائيلي الذي يستهدف الابرياء هناك، واثبت انه على تماس مباشر مع القضايا العربية والاسلامية، وهذا يناقض تماما بعض الاصوات التي كانت تقول ان الشعب الكويتي انسلخ عن قوميته، فقد خرج الكويتيون إلى الشوارع تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ولم يبخلوا عن تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني، فهذا هو الشعب الكويتي الذي جبل على الوطنية والعروبة الاصيلة».
وردا على سؤال حول كيف يفسر تعاطف الشعب الكويتي مع مأساة غزة رغم موقف الفلسطينيين خلال الغزو العراقي قال الشايع: «علينا ان نعقل انها الآن قضية شعب يباد وقضية اطفال يتحولون إلى اشلاء بشكل يومي لا بل كل ساعة واخرى وفي تقديري فإن موقف السلطة الفلسطينية من الغزو لم ولن يثني الكويت والكويتيين عن مواصلة مشوار دعم القضية الفلسطينية ولكن هذا الدعم يجب ان يكون عقلانيا».
«ومن بعدي الطوفان»
خلال حديثنا مع الشايع ركز على نقاط عدة ابرزها مسألة «تربية النشء على الانتماء لهذا الوطن»، وقال ان «المطلوب هو مراجعة شاملة لمناهج وزارة التربية وتحديدا مفهوم التربية الوطنية».
وتساءل: «كيف يمكن ان تؤثر هذه الصراعات السياسية المستفحلة على نظرة الجيل الجديد للديموقراطية الكويتية وعلينا ان نسأل أنفسنا أي غد سياسي يستقبل الجيل القادم والاجيال القادمة، إذا كان الكثيرون يعملون وفقا لقاعدة (أنا ومن بعدي الطوفان)».