«نافل عليهم» كُتبت حين كانت المنطقة تتصف بجمال طبيعتها ومنظر الزهور

حولي تعود من عزلتها على وقع... «يا سعود فات من الشهر 25 ما شفت خلّي»

1 يناير 1970 05:57 ص

كتبها حاكم الكويت العاشر الراحل أحمد الجابر الصباح مخاطباً صديقه سعود اليوسف المطوع القناعي

تغنى بها الكثير من المطربين... وأعاد غناءها محمد البلوشي بلون وشكل مختلفين

حولي كانت وجهة الكويتيين... يقصدونها مع عائلاتهم لنصب خيامهم وقضاء إجازة الربيع

 

قبل كتابة هذه الأسطر لم أكن أعرف من هو كاتب قصيدة «نافل عليهم» التي يقول مطلعها «يا سعود فات من الشهر خمسة وعشرين ما شفت خلي». وأعتقد أن هناك الكثيرين قبل قراءتهم لهذه المقالة كانوا مثلي لا يعلمون من هو شاعرها، رغم سماعنا للأغنية أكثر من مرة وبمناسبات مختلفة بحكم شهرتها.
قرار رفع الحظر عن حولي وعودة الحياة لها بعد أن كانت معزولة بسبب فيروس كورونا كإجراء احترازي اتخذته الحكومة للحد من تفشي وباء (COVID-19)، جعلني أو (خلاني) أغني بيني وبين نفسي «يا سعود فات من الشهر خمسة وعشرين» التي تغنى بها الكثير من المطربين، منهم الفنان محمد البلوشي الذي أعاد غناءها في وقت سابق بلون وشكل مختلفين، محققاً لها نجاحاً ما زلنا نتذكره إلى يومنا هذا، متخطياً به حدود الساحة الغنائية المحلية.
«يا سعود» أو قصيدة «نافل عليهم»، وأنا أرددها، فتحت لي أبواب التفكير وجعلتني أسأل نفسي عن كاتب هذه القصيدة... يا ترى من هو؟
ولكي أُرضي فضولي في إيجاد الإجابة، قررت أن أبحث عن اسم صاحبها في المحرك الشهير «غوغل»، ولكنني وجدت في «تويتر» قصاصة لورقة قديمة «لإحدى الصحف أو لكتاب» بها نص القصيدة وقصتها وصورة لأمير الكويت الأسبق الشيخ أحمد الجابر الصباح «طيب الله ثراه».
بصراحة، في بداية بحثي توقعت أن تكون القصيدة لأحد الشعراء الغنائيين الكويتيين المعروفين في الساحة الغنائية بحكم وفرة أعمالهم وتعاوناتهم مع المطربين، لكنني تفاجأت بأن كلمات الأغنية تعود للمغفور له حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر الصباح... والتي كتبها في فترة ما قبل الستينيات (كما هو واضح في الورقة) يخاطب بها صديقه «سعود اليوسف المطوع القناعي» في وقت كانت فيه حولي تتصف بجمال طبيعتها وتتميز بكثرة الأعشاب ومنظر الزهور، حيث كانت وجهة الكويتيين يقصدونها مع عائلاتهم لنصب خيامهم لقضاء إجازة الربيع والاستمتاع بأجوائها.
يقول الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله... في قصيدته «نافل عليهم»:
يا سعود فات من الشهر خمسة وعشرين ** ما شفت خلي
خايف عليه من الخطر بين البساتين ** شرقي حولي
خوفي يشوقه غرسهم والمنظر الزين ** ماي ٍ وظلي
ما أحلى قوامه لا مشى ما بين ثنتين ** وأقبل يهلي
نافل عليهم بالچدم والخشم والعين ** وردفٍ يتلي
بيني وبينه نلتقي ما بين عيدين ** واكبر غلي
يا سعود ما في صويحبي شي ٍ من الشين ** كود التغلي
يرضى ويزعل صاحبي وان زاد يومين ** ياخذ ويخلي
في الختام، دعونا نعيش حياتنا وفق الإجراءات الاحترازية ونستمتع بها وكأن «كورونا» سيزول قريباً، ونسترجع معاً الأيام الجميلة والذكريات التي تربطنا بمن نحب... يكفينا لحظة استرجاعها تجعلنا نبتسم، فللابتسامة أثر على الصحة النفسية.