الأسواق الناشئة سجّلت انكماشاً بواقع 2.9 في المئة خلال مايو

«التمويل الدولي»: عودة الانتعاش للاقتصاد العالمي ... في الأشهر المقبلة

1 يناير 1970 06:56 م

شكل الانتعاش سيُحدد حسب قدرة الأسواق الناشئة على وضع سياسات فعّالة لتحفيزه 

أوضح تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي أن الصدمات الناتجة على مستوى العرض والطلب بسبب فيروس كورونا، أدت إلى حدوث واحدة من أسرع وأعمق الانكماشات الاقتصادية التي شهدها العصر الحديث.
ومع ذلك، أفاد التقرير بأن البيانات الأخيرة تشير إلى أنه رغم الانخفاض في نمو الاقتصاد العالمي الذي وصل إلى القاع، فإن النشاط الاقتصادي يتجه في الوقت الراهن نحو تحقيق انتعاش كبير، يتوقع أن نشهده خلال الأشهر المقبلة.
وفي الوقت الذي يبقي فيه المعهد على نظرته الإيجابية بشأن توقعات التعافي، أشار إلى أن هذه التقييمات لا تزال حذرة، مبيناً أنه نظراً للتأثير المتتالي لوباء كورونا، فإن هناك اختلافات ملحوظة في متجهات التعافي بين الأسواق الناشئة.
وأضاف «في حين أن مقاييس الرغبة في الاستثمار الخاصة بمتتبع النمو الخاص لديه تظهر انتعاشاً في التوقعات، فإن البيانات الفعلية لا تزال متخلفة. وبشكل عام، أوضح المعهد أن شكل الانتعاش سيعتمد على قدرة الأسواق الناشئة على وضع سياسات فعّالة لتحفيز الانتعاش، لافتاً إلى أن هناك اختلافات إقليمية كبيرة، مع محافظة الدول الآسيوية في الأسواق الناشئة على الانتعاش الهامشي، في حين لا تزال بقية الدول في منطقة سلبية عميقة».
من جانب آخر، ذكر «التمويل الدولي» أن متتبعه الخاص بالأسواق الناشئة يشير إلى أن هذه الاقتصادات سجلت انكماشاً بواقع 2.9 في المئة خلال مايو الماضي، مبيناً أن هذا التدهور جاء مدفوعاً بالبيانات الضعيفة في الوقت الذي تشير فيه استطلاعات شملت الأعمال التجارية بأن الانخفاض في النمو بلغ أدنى مستوياته.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه المعهد استفادة الائتمان السيادي في الأسواق الناشئة من النمو المتحسن المدعوم بالسياسات النقدية الميسرة، أوضح أن هناك مخاطر كثيرة بالنسبة للأدوات الشبيهة بالتيسير الكمي، ولذلك فإن المتغيرات المالية ضمن نموذجه الخاص تظهر تأثيراً هامشياً فقط.
من ناحية أخرى، أوضح التقرير أن الجدل الدائر حول مسار التعافي في الاقتصادات الناشئة يكمن في القلق بشأن التأثير الحقيقي لفيروس كورونا على سلاسل التوريد وأحجام التجارة، مشيراً إلى أن البيانات الخاصة بالتجارة ترسم صورة سلبية في المرحلة الحالية. كما تظهر مؤشرات التتبع تعرض العرض والطلب للتدهور، مع تسجيل جميع البلدان على صعيد الصادرات والواردات.
وكشف «التمويل الدولي» أن البيانات تشير إلى أن الانكماش في أرقام التجارة لم يصل إلى القاع بعد، مبيناً أنه في مواجهة حالة عدم اليقين، تعمد هذه الاقتصادات على سحب المخزونات أولاً، مما يؤدي إلى تجاوز التراجع التجاري إلى حد كبير، مما يشير إلى أنه يمكن توقع المزيد من حدوث الانكماش الاقتصادي.