رواق

مئة يوم من الكورونا

1 يناير 1970 05:02 م

اليوم هو السابع والتسعين منذ الحجر المنزلي، والسابع منذ عودة الصلاة في المساجد ، والسابع عشر منذ عودة الحظر الجزئي بعد عشرين يوماً قضيناها في حظر كلي، لا يزال المسؤولون يلوحون باحتمال عودته، ما لم نجتز أولى المراحل الخمس بسلام، ومدة كل مرحلة ثلاثة أسابيع، يعني السكة طويلة، وعلى قارعة الطريق ما زال الوباء يحصد الأرواح يومياً يخترق المصابين لا يفرق بين كويتي أو وافد إلا في عداد البشر، فينخفض تارة هنا ويرتفع هناك وطوراً يعكس الآية ونحن نقاوم التغيير مثلما نقاوم الوباء!
مع اقتراب المئة يوم منذ تغيير حياتنا تغييراً جذرياً قسرياً بسبب إعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروساً صغيراً لا يرى بالعين المجردة وباء عالمياً ليستنفر العالم في مواجهه عدو يرانا ولا نراه ينتقي منا ما يريد ولا نستطيع تجنبه مثلما نريد وطوينا حياتنا القديمة إلى حياة جديدة لا نغادر فيها بيوتنا إلا للضرورة القصوى، واستبدلنا التباعد الاجتماعي بحياتنا الاجتماعية السابقة ولم نعد نسافر بعد أن وصل بنا الحال إلى السفر والعودة في اليوم نفسه، حياة جديدة لم نعتدها ولم نتوقعها ونقاومها مثلما نقاوم المرض!
لنكن صرحاء، ماذا غيرت كورونا فينا بعد مئة يوم؟ الذين لم يتخلوا عن عاداتهم القديمة في زمن كورونا لن يتخلوا عنها أبداً، والذين لم يكتسبوا عادات جديدة لن يكتسبوها أبداً، فالذي لم يوفر في زمن كورونا لن يوفر، الذي لم يتوقف عن التسوق العشوائي عبر الإنترنت أو الطلب من المقاهي والمطاعم ولم يتعلم الطبخ خلال الحجر المنزلي لن يطبخ أبداً، الذي لم يمشِ في «الفريج» خلال ساعات المشي المقررة لن يمشي أبداً، الذين لم يرتبوا بيوتهم سيعيشون في فوضى أبدية، الذين يلوكون الناس بألسنتهم لن يخرسهم شيء، الذين لم يسرقوا لن يسرقوا والذين لم يتوبوا لن يتوبوا، الذين لا يجدون وقتاً لفعل شيء لم يعد الوقت ذريعتهم ، الذين لا يشعرون بالآخرين فقدوا شعورهم ومشاعرهم!
باختصار الذين لم تغيرهم كورونا لن يغيرهم شيء!