أن يكون لك رأيك وتعتز به هذا شأنك ولك كامل الحرية... نعم لديك الحرية بأن تحتفظ برأيك وتحاول أن تقنع غيرك بما تؤمن أنت به.
بما أن لديك حرية الرأي فإن عليك تقبّل آراء الآخرين... وأن تلتزم بالمحافظة على علاقاتك مع الآخرين عندما يشتد النقاش.
هناك أمور عديدة في الحياة، لديك رأي بها يخالف آراء أهل الاختصاص... وآراء غالبية المجتمع... وقد تكون آراؤك مضرة بالمجتمع... وضررها على المجتمع في بعض الأحيان مدمر لك وللجميع... وقد تدمر أحباءك...!
فحرية الرأي لا تعني بأي حال حرية نشر المعلومات المضللة والمدمرة للمجمتع... فهناك من يتلقف هذه المعلومات لينشرها بكل سذاجة...!
مع أزمة الوباء العالمي لاحظنا - كما لاحظ الغالبية - كيف أن هناك بعض قادة الدول... وبعض المسؤولين في بعض الدول قلل من قيمة وخطورة هذا الوباء... وكانت النتائج المترتبة على هذا التصرف كارثية لمجتمعاتهم وللدول المحيطة بهم... حتى إن بعض هؤلاء القادة بدأوا في إلقاء اللوم على القائمين على الصحة العالمية... مدعين أن القائمين على الصحة العالمية أمدوهم بمعلومات مضللة.
هذا خارج البلد... أما عندنا فلدينا عينة من البشر مارست هذا الأسلوب... خلال التقليل من خطورة الوباء... وأنه مؤامرة عالمية كاذبة... وأنه عبارة عن مرض موسمي بسيط.... البعض يمارس هذا الأسلوب بحسن نية... والبعض الآخر له أهداف أخرى... وهناك من ساعدهم في نشر آرائهم بكل عبط.... وآخرون نشروا آراءهم بكل خبث.
لقد تلقف البعض هذه الآراء المضللة والمدمرة للمنظومة الصحية في المجتمع، وبدؤوا بكل ما تحمله كلمة عبيط وجاهل بالمعنى في نشر هذه الآراء... كما أن لديهم إصراراً على إقناع الجميع أن هذا الوباء عبارة عن نزلة برد موسمية... وإن لم تشاركهم الرأي فأنت في نظرهم مغفل...!
المحزن في الأمر أن هؤلاء منهم من يحمل الشهادة الإبتدائية، ومنهم من حصل على شهادة الدكتوراه... ومنهم ربة البيت ومنهم الأستاذة في الجامعة.
يجب أن يعي الجميع... أنه وباء عالمي... يجب أن نعمل بكل جد وإخلاص للحد من انتشاره والقضاء عليه.
حفظ الله الجميع.