في مقابلة أجرتها معها الزميلة «القبس» يوم الإثنين الماضي 3/12/2007 «اعترفت» الوزيرة نورية الصبيح، أم عادل، بأنها كانت تمتلك أجندة سرية لم تكن قد أعلنت عنها منذ تسلمها «مقاليد التحكم» في وزارة التربية خلفاً لوزير التربية السابق الأكاديمي الأستاذ الدكتور عادل الطبطبائي، الذي كنا قد انتقدنا بعض جوانب أدائه صراحة منذ تلك الأيام، خلافاً لطريقة أم عادل «السرية» في «تنظيف» وزارتها الخاصة ممن لا تريد بقاءهم في مراكزهم القيادية.
أم عادل «اعترفت» أخيراً، وبعد مدة طويلة من قيادتها لوزارتي التربية و«التعليم العالي» بـ «وجود» أجندة خاصة جداً لديها في ما يخص ضرورة «اقتلاع» قياديين معينين من الوزارتين، وبالتالي «زرع» قياديين آخرين مكانهم، مما يساهم في استمرارها في تحريك الأمور في الوزارتين في فترة وجودها فيهما... وبعد انتهاء وجودها، سواء كان وجودها سيطول، بسبب «تضبيط» الأمور مع بعض الأطراف القريبة من تفكيرها أو القريبة منها شخصياً أيام وجودها في التربية، ما يجعلها الآن تتوقع من تلك الأطراف دعماً ما، كنوع من أنواع «رد الجميل»، أم كان ذلك الوجود قصيراً في الوزارتين، بسبب تخريب العلاقة مع جهات كثيرة جداً، آخرها وكيل الوزارة نفسه، وتخريب العلاقة كذلك مع أكثر «الكتل الاجتماعية الكاملة» في المجتمع الكويتي، من جانب، وأكثر الكتل البرلمانية في مجلس الأمة... لدرجة أن الكتل التي ستؤيدها ستكون في «موقف صعب جداً»... أمام قواعدها الشعبية، لدرجة أن أي تأييد اليوم لأم عادل داخل المجلس سيعد محرجاً لمن يقوم به، ومكلفاً من الناحية الانتخابية مستقبلاً!
أم عادل كانت قد «قالت» في المقابلة المشار إليها مع «القبس»، بأنها «أعادت التربية إلى أهلها بعد أن خطفت لفترة من خلال أشخاص من خارج الميدان»، إذ عدت «القبس» ذلك «إشارة واضحة إلى الوزير السابق الطبطبائي الذي زرع بعض المحسوبين عليه في الوزارة وسلب صلاحيات الوكلاء والقياديين». كما أضافت أم عادل أنه «في الفترة الماضية تولى التربية أناس من خارج الميدان التربوي فخلقوا عملية التجسس والتصيد وقد أعدت التربية إلى أهلها».
لذلك، أعتقد أننا الآن لا نحتاج إلى أدلة «أخرى» تجعلنا نعتقد أن أم عادل كان لها أجندة خاصة وغير معلنة صراحة منذ البداية، هي اعترفت بها الآن فقط، مع أننا كنا قد أشرنا لها منذ مدة طويلة، إذ إن «الأصول» التي يعرفها جميع السياسيين، هي أنه لا يجوز لأي سياسي أن يحتفظ بأجندة سرية غير معلن عنها، فكان واجباً عليها، من البداية، أن تكون شفافة، تقول للمخطئ «أنت مخطئ» بلا أي خوف وارتعاد، ولكنها «احتفظت» بأجندتها سرية عن المجلس، وعن الحكومة التي تعمل فيها كذلك، فهل يعرف أحدكم أن الوزيرة كانت قد صارحت سمو رئيس الوزراء مثلاً عن نيتها «تنظيف» الوزارة من الأشخاص الذين هي تعدهم من خارج «الميدان»؟ وهل تستطيع أم عادل أن «تفسِّر» لنا سبب استبعاد بعض الأكاديميين اللامعين من أبناء الوزارة عن المناصب القيادية؟ وما هو مبررها في ذلك؟ وإذا كانت أسبابها وجيهة، فلماذا لم تعترف بالنصف الآخَر من الحقائق، تلك المتعلقة بمحاربتها بعض أبناء الوزارة أيضاً؟
د. جلال محمد آل رشيد
كاتب وأكاديمي كويتي
[email protected]