عرض أهدافه وآليات تطبيقه وأنشطته التعليمية والميدانية

الدعيج: مشروع تأصيل القيم التربوية يهدف إلى بناء جيل قادر على تحمل مسؤولية المستقبل

1 يناير 1970 10:17 ص
|كتب غانم السليماني  وعمر العلاس|
واصلت وزارة التربية قطاع الأنشطة الطلابية جهودها التربوية لتأصيل القيم الايجابية في نفوس الطلبة وتنمية المهارات والقيم التربوية، إذ تحولت المدارس شعلة نشاط وعمل بعد أن تلقت الإدارات المدرسية النشرة الخاصة بتطبيق مشروع القيم، وقام اعضاء ادارة العلاقات العامة والإعلام التربوي بزيارة لمدرستين قدموا فيها عروضا فنية ودروسا نموذجية ومحاضرات في كيفية تطبيق مشروع تأصيل القيم أظهرت من خلاله أسلوبا علميا متميزا في غرس القيم والمبادئ الايجابية.
وقال الوكيل المساعد للأنشطة الطلابية دعيج الدعيج ان المشروع «يهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية وإعادة النظر في كيفية بناء المفاهيم لدى الطلبة، والأساليب والطرق والوسائل الكفيلة بإبرازها في صورتها المشرفة وبعدها الإبداعي المعتمد على الرحمة بين الناس ودورها في حل الأزمات والصعوبات التي تواجه أبناءنا بالإضافة إلى التأكيد على دور المؤسسة التربوية في ترسيخ القيم الحضارية للمجتمع والتنسيق في ذلك مع مؤسسات المجتمع لتتكامل الجهود نحو بناء شباب قادر على تحمل مسؤولية المستقبل».
اضاف «كما يهدف مشروع تأصيل القيم إلى تجسيد القيم والمبادئ التي جبل عليها مجتمعنا كالتسامح والتكافل والاعتدال التي تنبع من تعاليم الدين الإسلامي وعادات وتقاليد المجتمع الكويتي وإعداد المواطن الصالح وفقا لهذه القيم».
ولفت الى ان «من القيم التربوية التي تسعى وزارة التربية إلى تأصيلها لدى الطلاب والطالبات احترام الآخرين والنظافة والمحافظة على الممتلكات العامة والعمل التطوعي والتعاون وبر الوالدين والتسامح ونبذ العنف وإدارة الوقت والأمانة والولاء للوطن والثقة بالنفس وحق الجار والقدوة والحياء والوسطية».
وبين انه «يعهد إلى المعلم في برنامج تأصيل القيم التربوية القيام بالدور الأكبر والأهم من خلال تعريفه بالقيمة كاحترام الآخرين، وهو استخدام رجاحة العقل للاستماع إلى الآخرين والإنصات وتقبل النقد وعدم إعلاء الصوت والقدرة على تبادل الآراء».
وافاد «تهدف هذه القيمة لتعميق أواصر العلاقات الاجتماعية بين مختلف أفراد المجتمع وتعزيز دور القيم الاجتماعية بين مختلف الشرائح الاجتماعية وتفعيل دور الشباب وجهودهم في تعزيز قيمة الاحترام و تقدير دور المعلمين في مختلف المواقف التربوية والسرعة في الانجاز وتحقيق الأهداف المنشودة وتنمية مهارات فن التعامل مع الاخرين وتعميق مكانة الكبار».
ومن الآليات المتبعة لتنفيذ القيمة، قال «القيام بزيارة ميدانية لدور الرعاية الاجتماعية، ومسابقة في اختيار الطالب المثالي، بالإضافة إلى ورش عمل لفن التعامل مع الآخرين وتخصيص 3 دقائق في بداية كل حصة خلال الاسبوع ومشاهد تمثيلية وأناشيد في إذاعة المدرسة خلال لقاء الصباح والفرص لتحدث الطلبة عن القيمة، وإعداد برامج مشتركة مع أولياء الأمور لتعزيزها».
واكد الدعيج ان «الهدف الأساسي للتربية وهو بناء فكر ونمو عقل وتغيير سلوك وغرس معتقدات لقيم ايجابية صادقة لكل مجتمع، فإذا كانت هناك ظواهر لسلوكيات سلبية لبعض الأفراد نتيجة الاتصال والاندماج المباشر وغير المباشر مع مجتمعات خارجية لها الأثر في تغيير القيم والسلوكيات لهذه الفئة من المجتمع».
وشدد على «ضرورة وضع استراتيجية واضحة الأهداف والمعالم وفق برنامج تنفيذي يتطلب متابعة جادة ومقننة يشارك فيها جميع عناصر العملية التعليمية لتغيير السلوكيات السلبية».
وأضاف أن «غرس القيم التربوية لدى أبنائنا وفق برنامج معد يحتاج إلى تضافر جهود الجميع بالمدرسة ومشاركة أولياء الأمور وبعض المؤسسات والأفراد ليتم نشرها وتثبيتها وممارستها لدى الأبناء لتصبح جزءا أصيلا في سلوكهم وتعاونهم مع بعضهم البعض لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة من تعاليم ديننا الإسلامي وطبيعة مجتمعنا في ترسيخ عاداتنا وتقاليدنا وإشباع حاجات أبنائنا الطلبة خلال ممارسة كل المجالات والبرامج والأنشطة المدرسية».
ومن الأهداف العامة لتأصيل القيم التربوية قال الدعيج «بناء الشخصية الإسلامية المتوازنة والمتكاملة بالتأكيد على القيم المعرفية والسلوكية والدينية والاجتماعية والالتزام بها في القول والعمل، وتفعيل وابراز دور المدرسة، وتبصير القائمين على العملية التعليمية بالمدارس بدورهم في الجوانب التربوية وتحقيق مجريات تعليمية أفضل من خلال توفير البيئة الصحية والسلوكية».
من جانبها، قالت مديرة الشؤون التعليمية في منطقة العاصمة رقية غلوم ان مشروع القيم «من أحدث المشاريع التربوية خلال هذا العام الدراسي بهدف لتأصيل القيم التربوية»، لافتة إلى أنه «بعد شهر من تطبيق المشروع لاقى استحسان الإدارات المدرسية وأولياء الأمور وأحدث نقلة نوعية في بعض سلوكيات الطلبة وأظهر آثارا ايجابية رغم قصر فترة تطبيقه».
بدورها، قالت مدير ثانوية الجزائر فتوح الفرحان ان مشروع القيم «يهدف إلى تنمية دور المجتمع كمركز إشعاع وتعزيز مكانتها التربوية الثقافية والاجتماعية وتوثيق العلاقة بينهما وبين المجتمع والأسرة في غرس القيم والمبادئ الإيجابية وغرس الدافعية الذاتية لدى الطلبة بإعداد وتنفيذ البرامج والمشاريع التي تنمي المهارات وترسخ القيم والمبادئ وزادت لقد بدأنا بتطبيق المشروع من خلال البرامج الإذاعية المدرسية ولاحظنا وجود أثر واضح على نظافة المدرسة وكان هناك جو من التسامح بين الطالبات».
من جانبها، قالت المعلمة في قسم علم النفس غدير محمد في كلمة حول «تأصيل قيمة التسامح ونبذ العنف إن ديننا الحنيف يدعونا إلى التسامح ونبذ العنف لما يورثه بين الناس من أحقاد فهو نار تحرق الألفة بين أفراد المجتمع الواحد وتفكك عراه، فالعنف ورم خبيث يعوقنا عن التقدم يحجب النور وللتصدي لهذا الداء لابد من التسلح بالتسامح الذي كان خلق خير البشرية محمد صلى الله عليه وسلم وبه انتشر الإسلام بين العالمين، فديننا لا إكراه فيه قال تعالى: « فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير».
وزادت «لا بد من مراقبة سلوك الأبناء وعدم القسوة عليهم وفتح قنوات اتصال معهم والجلوس مع الطلبة ومراقبة المواد الإعلامية التلفزيونية التي يشاهدونها واحتواء الظواهر الدخيلة وإيجاد حلول لها داخل أسوار المدرسة».
واكدت ان «فكرة تأصيل القيم التربوية فكرة ممتازة و رائدة قدمتها وزارة التربية للمدارس في جميع المراحل التعليمية حيث أصدرت الوزارة نشرة وزارية قامت بتعميمها على جميع المدارس هدفها غرس القيم التربوية و تأصيلها في نفوس الأبناء بعد ظهور بعض السلوكيات السلبية لبعض الأفراد بالمجتمع نتيجة الاختلاط المباشر و غير المباشر في مجتمعات خارجية أثرت في حساسية قيمنا وسلوكيات أبنائنا».
وقالت «كما نعلم أن للمدرسة دورا كبيرا جدا في تأصيل هذه القيم لتحقيق الهدف منها وهو بناء شخصية إسلامية متوازنة قولا و عملا وتحقيق مخرجات تعليمية أفضل.
ولفتت الى ان «هناك برنامجا زمنيا لتفعيل هذا البرنامج «تأصيل القيم» طوال العام الدراسي، ومن هذا البرنامج الزمني يتم تناول القيم وتأصيلها بأشكال مختلفة ومنها:
- رفع شعار لكل قيمة.
- اختيار قصة حول النظافة تعرض في فترة النشاط الجماعي مثلا أو في الإذاعة الصباحية أو في حصة المكتبة ,
وبعد ذلك يتم سماع رأي الطلبة في هذه القيمة.
- إقامة مسابقة بين الطلبة أو الفصول لتفعيل القيمة المستهدفة (كتابية - فنية-رياضية).
- تعليق ملصقات أو بوسترات أو عبارات حول القيم التربوية في أماكن تجمع الطلبة.
- تخصيص 3 دقائق كل حصة دراسية للتحدث عن القيمة المستهدفة.