ما زال أبطال الصفوف الأمامية يسطّرون ملاحم الشجاعة والإصرار في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد.
وفي هذا الصدد، استعرضت طبيبة الأمراض الباطنية الدكتورة ياسمين زوربا، تجربتها في العمل في الصفوف الأمامية في مواجهة فيروس «كورونا» المستجد، في محجر مستشفى زين، وبعد ذلك في محجر مستشفى الرازي، وذلك خلال ندوة أونلاين نظمتها مجموعة «نقاشنا» الشبابية، وأدارها اختصاصي الجراحة العامة الدكتور محمد إبراهيم.
زوربا التي استهلت حديثها بالتأكيد على أهمية العامل النفسي في سرعة الشفاء، بيّنت أنها عزلت نفسها عن أهلها ولا تسلم عليهم، رغم اشتياقها الشديد لهم وخاصة جدتها، مردفة «في البداية كان أهلي غير متقبلين هذا الأمر، واعتقدوا أنني أبالغ، لكن بعد متابعة الأخبار اقتنعوا برأيي».
وعن تغير سلوكيات الأطباء عما قبل الجائحة، قالت «قبل فيروس كورونا لم نكن نفكر في حماية أنفسنا، وكل ما كنا نفكر فيه هو إنقاذ المريض، أما الآن فنفكر في حماية أنفسنا حتى نستطيع معالجة المرضى».
وبيّنت أنه «مع طول فترة أزمة الفيروس، اعتاد الأطباء على العمل تحت ضغط، بسبب كثرة المواقف الصعبة التي يتعرضون لها، لكن يبقى اشتياقي لأسرتي هو أكثر ما يؤثر بي».
وحول كيفية التعامل مع المرضى أو المشتبه فيهم في محجر مستشفى الرازي الذي تعمل به حالياً، قالت زوربا «يُمنع على أي أحد أن يدخل المستشفى للزيارة، حتى وإن كان طبيباً، والمسموح لهم فقط هم العاملون في المحجر، كما يُمنع على المرضى الخروج من الغرفة للممر، ولذلك نتعامل معهم كأهلنا في تلبية كافة احتياجاتهم والاتصال بذويهم».
في غضون ذلك، قال استشاري المناعة الإكلينيكية الدكتور ميثم حسين «لا يوجد أي دليل على أن ثمة لقاحاً سيظهر قريباً»، مشيراً إلى أن «التجربة الصينية في التعامل مع فيروس كورونا تختلف عن التجربة الإيطالية، بحكم أن إيطاليا بها شريحة كبار السن تصل لـ40 في المئة، من السكان».
وبيّن أن «سلوك الفيروس يختلف من مكان لآخر، فسلوكه في البيوت السكنية يختلف عن الأماكن التي تقطنها أعداد متكدسة، وبالتالي ليس بالضرورة أن يتعامل الفيروس مع كل المجتمعات بنفس الطريقة».
وأشار حسين إلى أن «البشرية تعاملت مع فيروسات سابقة وتكيفت معها»، موضحاً أن «كورونا المستجد إما أن يسلك سلوك الفيروسات التي ظهرت ثم هدأت، مثل سارس، أو أن يسلك طريق فيروسات أخرى، باتت موسمية مثل الإنفلونزا».
وفيما شدد على أنه «لا يوجد دليل علمي على كون الفيروس مفتعلاً»، بيّن في الوقت ذاته أن «الإنسان يمكن أن يصاب مرتين به، إذا كانت أجسامه المناعية ليست قوية، كما هو الحال في بعض الأمراض التنفسية».
رسالة زوربا... ابتسامة
بعثت زوربا رسالة طمأنة، قالت فيها «الحمد لله عدد الحالات التي تحتاج الإنعاش ليس كبيراً، وأستغل وقتي في القراءة في العلوم الطبية والصلاة، التي حسنت من وضعي النفسي».
ودعت إلى الحفاظ على الابتسامة، من خلال ممارسة التمارين الرياضية.