مصطلح مستعار من الطب البيطري يقيس عدد التطعيمات اللازمة لخلق حماية جماعية

«مناعة القطيع» هل تقود إلى... «الصحة الواحدة»؟

1 يناير 1970 10:58 م

عبدالعزيز العتيقي:

ثبوت المصطلح في «علم المناعة» يدل على قدم منظومة «الصحة العامة» في الطب البيطري

- 60 في المئة من الأمراض المعدية تنتقل من الحيوان للإنسان و75 من «المستجدة» أصلها حيواني

 

انقسم العالم، في التعاطي مع جائحة فيروس كورونا، إلى فريقين، الأول اعتمد على الإغلاق التام وتطبيق الحظر، لمنع المخالطة وارتفاع أعداد الإصابات بالفيروس، والثاني عمد إلى ما اصطلح على تسميته بـ«مناعة القطيع» التي تعني انتشار الفيروس في المجتمع وصولاً إلى تشكيل حالة من المناعة المجتمعية التي تواجه انتشاره وتوقفه.
وعلى الرغم مما يتركه المصطلح من شعور غير مريح لدى الكثيرين في مجتمعاتنا، لارتباطه بعالم الحيوان، فإن متخصصين وعلماء يرون أن تطبيقه سيكون له تأثير إيجابي في تحصين المجتمع ورفع مستوى مناعته، وصولاً إلى مصطلح آخر هو «الصحة الواحدة» الذي يجمع في مكونه البيئة والمجتمع والحيوان، ويقوم في مضمونه على «التعزيز والوقاية والحماية».
وفي هذا الأمر يشدد الطبيب البيطري والمختص في الصحة العامة عبدالعزيز العتيقي، على أهمية تطوير منظومة الوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية في الكويت، مبيناً أنه يجب أن تخرج وزارة الصحة من التركيز على الطب والعلاج فقط، إلى مفهوم الصحة العامة الواسع «تعزيز الصحة، وقاية الصحة، وحماية الصحة»، داعياً إلى ضرورة التركيز على بناء منظومة فعالة لوقاية الصحة مستمدة من منهج «الصحة الواحدة».
وقال العتيقي إن مناعة القطيع مصطلح يستخدم لقياس عدد التلقيحات اللازمة للتطعيم، بحيث تخلق مناعة في المجتمع للوصول إلى درجة المناعة التي لا يمكن معدل العدوى بعدها أن يزيد، مشيراً إلى أنه قد انتقل من الطب البيطري إلى الطب البشري، حيث إن تطور علم المناعة والتحصينات بدأ عن طريق الطب البيطري ولهذا خرج مصطلح مناعة القطيع.
وأضاف أن سبب تسمية هذا المصطلح «مناعة القطيع» الذي ثبت في علم المناعة لقياس عدد التطعيمات اللازمة للسيطرة على الأمراض، هو أن اهتمام وتركيز الطب البشري هو الأفراد لا الجماعات، ولكن الطب البيطري على النقيض كان يهتم بصحة وسلامة القطيع (المجتمع) الذي يرعاه، ولهذا فقد انتشر هذا المصطلح.
ولفت إلى أن دخول وثبوت مصطلح «مناعة القطيع» في «علم المناعة» يدل على قدم منظومة «الصحة العامة» في الطب البيطري خصوصاً في الوقاية من الأمراض المعدية، وقد تطورت أهمية الوقاية في الطب البيطري إلى تطوير وابتكار مفهوم «الصحة الواحدة» وهو يعنى بوقاية صحة (المجتمع، البيئة، الحيوان).
وتابع أن منظومة الوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية في الكويت يجب أن تتطور، مشيراً إلى أنه من أركان مفهوم«الصحة الواحدة» للوقاية من الأمراض هو القدرات الوطنية البيطرية، وبالكويت لدينا ضعف كبير بالقدرات البيطرية الوطنية، يجب أن يعالج هذا الضعف من منظور وطني للوقاية من الأمراض المعدية ينسق وينظم الجهود الوطنية العاملة في هذا المجال من أجل عمل فعال ومستدام وقابل للتقييم.
وأوضح أن أهمية الطب البيطري تكمن في منظومة «الصحة الواحدة»، فإن نحو 60 في المئة من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان ذات أصل حيواني، و75 في المئة من الأمراض المستجدة سنوياً أصلها حيواني، ومنذ 2004 تنبأ علماء الطب البيطري بخطورة فيروس كورونا على البشر، وأهمية تضافر الجهود البيطرية والصحية لوقاية المجتمع.
وأعرب العتيقي عن سعادته بالتقدم الحاصل في منظومة الوقاية لحماية«الصحة العامة» في السعودية، وتبنيها لمفهوم «صحة واحدة» والرقي الكبير في القدرات الوطنية في مجال الطب البيطري، ودورها الواضح في منظومة «الصحة الواحدة» ‏وأرجو أن أرى هذا الفكر والعمل في الكويت يوماً.