سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي خزّن في داخله الكثير من قصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان... آمال وآلام.
وقفة أمام المرآة في الكبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخر الذي يخفيه صاحبه عن محيطه الخاص والعام... قد تنطلق محادثة مع الذات، يحاورها، يتأملها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها... ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».
«الراي»، منحت الفنانين الفرصة للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس.
فماذا تقول الفنانة السعودية إلهام علي؟
• عندما تقفين أمام المرآة من ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرت وأصبحت ما عليه الآن؟
- أتحدث مع الطفلة إلهام، أسألها عن ما كنت وأصبحت، أعاتبني في الغلط وأشكرني جداً في حال قمت بشيء جيد، يظن البعض أنني مجنونة، لكنني أجد في تصرفي حكمة لمعرفة الذات.
• عادة، ماذا تتحدثين مع نفسك؟
- دائماً أبحث عن سر وجودي في هذه الحياة، وأخبر نفسي بعض القصص الخيالية الجميلة التي تقول إنني فتاة يجب أن أقوم ببث الإيجابية والخير في هذه الدنيا قبل أن أرحل.
• على ماذا ندمت في مسيرتك الفنية؟
- لم أشعر قط بالندم الحقيقي، لأنني تألمت وتعلمت. بالألم شعرت بقيمة الابتسامة وبالعلم اكتسبت معرفة جديدة لشخصيتي.
• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك فنانة مشهورة؟
- كثيراً ما أنسى أنني مشهورة، وأحزن على حريتي لأنني لا أستطيع فعل الكثير، وأشعر بالخوف من الخطأ وكأنني لن أنجو، أصبحت أكره الشهرة جداً لأنني أتحمل بعض المشاعر السلبية وأنا لا أرغب في ذلك الحمل.
• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدث بها أحد ما اليوم أمام الآخرين؟
- نعم مع الأسف الشديد اليوم أصبح الناس مهووسين بالبحث عن أي غلط للفنان وكأنه ملاك لا يجب أن يغلط حتى وإن ستره الله قام الناس بالبحث لفضحه، لكن على كل تلك المشاعر إلا أنني قمت بالتفكير في حال ظهر أمر لم أرغب به لا يجب أن أحزن أو أستسلم، نعم جميعنا نخطئ لكننا نتعلم وهذا هو الحال، سأخرج وسأوجه خطئي وسأقول لقد كبرت وتعلمت.
• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن لكونك فنانة لا تستطيعين ذلك؟
- أرغب في ارتداء ملابس غريبة أخرج بها... أرغب في الذهاب للملاهي واللعب من دون إزعاج أو الخوف من تصويري. أرغب في عدم إزعاجي وأنا آكل بيدي في المطعم وأضحك.
• أي حياة تشعرين بأنها أفضل... ما قبل الشهرة أم بعدها؟
- بالتأكيد قبل الشهرة، إذ مهما فعلت لن تكون حديث الساعة بالنسبة إلى الناس، لكنني أعشق مهنتي وفي سبيل هذا الحب سوف أقبل بالتضحية.
• متى قلتِ «ليتني لم أدخل المجال الفني»؟
- قلتها كثيراً بعد الشعور بالظلم أو القسوة سواء كان في عملي أم الناس، عندما أجد نفسي عاجزة عن التوضيح، عندما أتعرض لذلك التنمر كأنني حجر لا يشعر، عندما أرى بعض النفور من أشخاص لا يعلمون من أنا. دائماً ما كنت أجد من هذه الحياة مثالية بسيطة، ولكن بعد المجال تفتحت عيناي على الكثير.
• متى شعرت أن الفن أنقذك من شيء سيئ؟
- أنقذني الفن من الوحدة، فاليوم تمتلك إلهام عائلة فنية كبيرة.
• ما موقفك في حال كنت في مكان ما، ولم يتعرف عليك أحد؟
- عشت ذلك الإحساس في بداياتي، كنت أحزن وأشعر بالإحراج، وكنت أسعى لأن أعمل أكثر حتى أحقق النجومية. أما اليوم، فأشتاق لذلك الشعور حتى أعيش بسيطة من دون خوف.
• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟
- أشتري الكثير من الأمور التي أحبها وأقوم بتغليفها أيضاً مثل الألعاب والحلويات، أو بعض الكتب والروايات والكثير.
• وفي المقابل، كيف توبخين نفسك إن أخطأت؟
- أحرم نفسي من الأمور التي تسعدني، وأقوم بالحديث معي على المرآة عن غلطي، وأقوم بشتمي في بعض الأحيان.
• ما الذي تغيّر في شخصيتك مع من هم حولك بعد دخول الفن؟
- أصبحت أكثر هدوءاً وحكمة ونضجاً، وبتّ أشعر بالوقت الذي أكون معهم وأحاول جاهدة تعويضهم عن التقصير، تعلمت أن أحبهم جداً.
• متى تنسين أنك فنانة؟
- عندما أكون في منزلي مع أسرتي.
• هل تشعرين أحياناً بانفصام في الشخصية بين شخصيتك الحقيقية والفنية؟
- كثيراً ما أشعر بذلك، لأنني أصدق شخصياتي كثيراً، أشعر أنني أضعت شخصيتي الحقيقية، لذلك وبمجرد الانتهاء من التصوير أقوم بوضع نفسي في عزلة منزلية لأسترجعني.