محمد الطبطبائي: يجوز تقديم زكاة الفطر بإخراجها في العشر الأواسط
أحمد الكوس: هناك من الفقهاء من أجاز اخراجها أول شهر رمضان
بسام الشطي: توكيل أشخاص أو جمعيات والالتزام بتوزيعها في الأوقات المحددة
راشد العليمي: السادة الأحناف أجازوا دفعها حتى قبل رمضان
خليل الحمادي: يجوز تعجيل زكاة الفطر من أول شهر رمضان
عبدالله نجيب: التعجيل جائز عند بعض العلماء بقدر الحاجة
عبدالرحمن الجيران: أفضل وقت لإخراجها من بعد صلاة فجر يوم العيد وحتى قبل صلاة العيد
محمد الشريف: اتفق العلماء على أنه يجوز تعجيل الزكاة على يوم وجوبها
أحمد حسين: إخراجها قبل يوم العيد لا يجوز
مرتضى البالدي: يجوز إخراجها قبل وقتها بنية القرض
أمين النصار: مراجع أجازوا إخراجها من أول رمضان
في ظل الاستعدادات للحظر الشامل لمواجهة فيروس كورونا المستجد وعلى وقع الحرص على عدم الاختلاط والالتزام بتعليمات السلطات الصحية، أجاز عدد من الدعاة في الكويت تحدثوا لـ«الراي»، إخراج زكاة الفطر في هذه الأيام، مؤكدين أن بعض الفقهاء أجاز إخراج تلك الزكاة منذ بداية شهر رمضان، لصرفها في مصارفها الشرعية الثمانية، لإغاثة الملهوفين والضعفاء والفقراء وأصحاب العوز وذوي الحاجات.
وأكد عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأسبق الأستاذ الدكتور محمد الطبطبائي رئيس لجنة الإفتاء للأحوال الشخصية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أنه «يجوز تقديم زكاة الفطر، بإخراجها من العشر الأوسط على الراجح من أقوال العلماء، والأولى أن تخرج في البلد عينا، بأن يخرج التمر أو قوت البلد كالارز، ويخرج مما يأكله وليس الرديء من الطعام، وقدره صاع وهو أربعة أمدد والمد الأخذ بجماع الكفين، واذا أراد الشخص الإخراج من الارز فهي ما يقرب من الكيلوين ونصف الكيلو».
أما الداعية الدكتور أحمد عبدالرحمن الكوس فقال إن «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، ذكراً أوأنثى، صغيراً أو كبيرا، وتجب بغروب ليلة العيد ويجب أن تؤدى قبل صلاة العيد»، مشيراً إلى أن «الفقهاء ذكروا أنها تؤدى قبل العيد بيوم أو بيومين أو بثلاثة، وهناك من الفقهاء من أجاز اخراجها أول شهر رمضان وهو قول الحنفية والشافعية».
وتابع الكوس «حالياً بسبب انتشار مرض ووباء كورونا في بلدنا وكثير من بلاد العالم، و لصعوبة اخراجها قبل العيد بيوم أوبيومين، فيجوز اخراج زكاة الفطر مبكراً، واعطائها للجان الزكاة والجمعيات الخيرية، كوكلاء عن صاحب الزكاة، ليتم تسليمها مبكرا وتجميعها، بحيث تتسلم كمواد عينية، وطعام أومال، وُيشترى به طعام، وهو الراجح من كلام أهل العلم، ومنْ ثمَ توزيعها على مستحقيها، وتنظيمها من خلال كشوف الأسماء المستحقة لزكاة الفطر من الأسر الفقيرة. وقد صدرت فتوى هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية بجواز اخراج وتعجيل زكاة الفطر مبكراً».
في غضون ذلك، قال الأستاذ الدكتور في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بسام الشطي لـ«الراي»، «زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغير أو كبير ذكر أو أنثى صحيح أو مريض مسافر أو مقيم، تخرج صاعاً من طعام من ارز أو زبيب أو قمح أو شعير أو أقط أو تمر، وأفضل وقت لها بعد صلاة الفجر يوم العيد وقبيل صلاة العيد ويجوز اخراجها قبل العيد بيوم أو يومين حتى يتسنى توزيعها على الفقراء».
وتابع «أما في ظل الحظر الشامل فيمكن توكيل أشخاص أو جمعيات خيرية عبر الرابط بالشراء والتوزيع والالتزام بتوزيعها بنفس الأوقات المحددة أو تخرجها قبل الحظر وتشترط على المستحق لها على عدم استعمالها إلا بعد صلاة فجر العيد لأن الهدف منها طهرة للصائم وإغناء للفقير عن السؤال يوم العيد».
بدوره، قال الأستاذ في كلية التربية الأساسية الدكتور راشد العليمي لـ«الراي»، «نظر الفقهاء إلى قضية مهمة وهي توقيت إخراج زكاة الفطر فأجاز الشافعية إخراجها في أي وقت من شهر رمضان، بل إن الأحناف أجازوا دفعها حتى قبل رمضان خلافاً للحنابلة والمالكية».
وأضاف «المقصد الآن هو حفظ النفس وعدم خروج الناس طاعة لولي الأمر وتجنباً للزحام والتدافع، وبالتالي في ظل هذه الظروف يجوز إخراجها هذه الأيام، وكذلك يجوز إخراجها عبر (كي. نت ) من خلال اللجان الخيرية ويوكلها بشراء ما تيسر للفقراء والمساكين».
أما الداعية خليل الحمادي فأكد أن «العلماء اختلفوا في تعجيل زكاة الفطر عن وقتها فقال ابن حزم لا يجوز تقديمها قبل وقتها، وذهب الإمامان مالك واحمد في المشهور عنهما إلى أنه يجوز تقديمها يوماً أو يومين وذهب الشافعي وأبوحنيفة إلى أنه يجوز إخراجها أول رمضان، وبسبب ما يمر به العالم ودولتنا الحبيبة من جائحة كورونا والتي بسببها وضعت الدولة قيوداً طبية وأمنية حفاظاً على سلامة الناس من هذا الفيروس ومنها الحظر الشامل مما أدى إلى تعطل الوظائف ومعاناة الكثير من فقراء المسلمين اليوم بسبب هذه الجائحة يجوز تعجيل زكاة الفطر من أول شهر رمضان».
إلى ذلك، قال الباحث في الموسوعة الفقهية عبدالله نجيب، «التعجيل بزكاة الفطر جائز عند بعض العلماء بقدر الحاجة. وبعضهم، وهو قول ضعيف لكننا بحاجة إليه فالقول الضعيف يصبح قوياً بحكم الحاجة، أجاز إخراجها من منتصف شهر رمضان».
بدوره، قال عضو هيئة التدريس بكلية التربية الأساسية النائب السابق الدكتور عبدالرحمن الجيران، «قال العلماء ان زكاة الفطر تخرج قبل يوم أو يومين من عيد الفطر، وإذا أخرجت من منتصف رمضان ربما تم انفاقها قبل العيد وبالتالي لن يفرح الفقير يوم العيد»، مشيراً إلى أنه «لا يجد مبرر لهذا الهلع لأن إخراج زكاة الفطر أمر ميسر وأفضل وقت لإخراجها من بعد صلاة فجر يوم العيد وحتى قبل صلاة العيد».
وفي الختام، قال الأستاذ الدكتور محمد الشريف «اتفق العلماء على أنه يجوز تعجيل الزكاة على يوم وجوبها، واختلفوا في مدة التقديم. فذهب مالك وأحمد في المعتمد أنه لا يجوز تقديمها على يوم الفطر، إلا بيوم أو يومين وقال بعض الحنابلة: يجوز تعجيلها في النصف الأخير من رمضان، كما يجوز تعجيل أذان الفجر، والمذهب عند الشافعية أنه يجوز تعجيلها في جميع رمضان، ولا يجوز قبله، وعند الحنفية يجوز تقديمها، ولو قبل رمضان».
عزل زكاة الفطر وإخراجها قبل العيد
أكد عدد من دعاة مذهب أهل البيت أن «زكاة الفطر يتم إخراجها يوم عيد الفطر، لكن يجوز عزلها في رمضان وإخراجها في الوقت المحدد»، فيما رأى بعضهم أنه «يجوز إخراجها قبل وقتها، بنية القرض أو الأمانة، على أن يتم اخبار الفقير يوم العيد بأنه تم التنازل عن هذا القرض أو عن تلك الأمانة».
وقال الداعية أحمد حسين لـ«الراي»، إنه «يتم عزل مبلغ أو قيمة زكاة الفطر، ويتم إخراجه في يوم العيد، ويحتفظ به ثم يتم ايصاله عندما يتيسر ذلك له»، مضيفاً «إخراج الزكاة قبل يوم العيد لا يجوز تحت عنوان زكاة الفطر، بل يتم عزل المبلغ وإخراجه في وقته المحدد».
أما الداعية مرتضى البالدي فقال لـ«الراي» إن «وقت إخراج زكاة الفطر بعد هلال شهر رمضان، ولكن يجوز عزله وإعطاؤه للشخص بعنوان قرض، ولكن وجوبها يأتي بعد طلوع الهلال، ويجوز إخراجها قبل وقتهـا بنية القرض أو الأمانة، على أن يتم اخبار الفقير يوم العيد بأنه تم التنازل عن هذا القرض أو عن تلك الأمانة».
بدوره، قال الداعية أمين النصار لـ«الراي» إن «سماحة آية الله السيد السيستاني أجاز إخراجها من أول يوم في رمضان للفقير في البلد نفسه، ومعظم مراجع مذهب أهل البيت أجازوا ذلك بجواز إخراجها من أول يوم في رمضان وحتى قبل صلاة العيد، لمن سيصلي العيد أو حتى صلاة ظهر يوم العيد لمن لن يصلي صلاة العيد، وهناك من قال بإخراجها يوم العيد وبالتالي فهنـــاك خياران».