تستعد المملكة المتحدة، التي باتت الثلاثاء، البلد الأوروبي الأول الذي يتخطى عتبة الـ30 ألف وفاة بفيروس كورونا المستجد، للإعلان في الأيام المقبلة عن إجراءات جديدة تسمح بإطلاق عجلة بعض قطاعات الاقتصاد والتأقلم مع الأزمة التي يبدو أنها ستطول، بينما تخطت أميركا اللاتينية عتبة الـ15 ألف وفاة بالوباء، في وقت تفتح المدارس أبوابها في مدينة هوبي الصينية التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد للمرة الأولى.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، الحكومات إلى الاهتمام بنحو مليار مُعاق في العالم. وقال في بيان نشر دعماً لدراسة أجرتها الأمم المتحدة حول هذه الشريحة من سكان العالم، إن هؤلاء يواجهون في الأوقات العادية صعوبة في الحصول على تعليم وعلاج وعمل.
وأضاف أن «الوباء يعزز اللامساواة بجلب تهديدات جديدة»، داعياً الحكومات إلى «وضع المُعاقين في صلب استجابتها للوباء وإعادة بنائها» للاقتصاد، والاستفادة من جهودهم في محاربة الجائحة.
وتجاوز العدد المعلن للمصابين بالفيروس 3.68 مليون شخص على مستوى العالم وبلغت حالات الوفاة 260 ألف حالة.
وفي لندن، استقال مستشار علمي للحكومة البريطانية الذي أثر رأيه على قرار فرض العزل بعد خرق لهذه التدابير.
وأقر نيل فيرغسون (52 عاماً) بأنه ارتكب «خطأً في التقدير»، معرباً عن أسفه لتجاوزه رسالة الحكومة حول التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وسمح فيرغسون لامرأة قُدمت على أنها «عشيقته» بزيارته في لندن مرتين على الأقل خلال فترة العزل، وذلك في 30 مارس و8 أبريل، بحسب صحيفة «ديلي تلغراف».
من ناحيته، نفى وزير الصحة مات هانكوك، ترك الحكومة عدداً كبيراً من كبار السن في دور الرعاية معرضين لخطر الفيروس بإعطائها الأولوية للمستشفيات.
وقال علماء، أمس، إن تحليلاً وراثياً لعينات من أكثر من 7500 شخص أصيبوا بمرض «كوفيد - 19»
يشير إلى أن الفيروس انتشر بسرعة في مختلف أنحاء العالم أواخر العام الماضي وإنه يتكيف مع الجسم البشري المضيف له.
فقد توصلت دراسة أجراها علماء معهد علم الوارثة في كلية لندن الجامعية إلى اكتشاف نحو 200 طفرة وراثية متكررة للفيروس المستجد، وأضاف الباحثون إن ذلك يظهر مدى التحولات التي تطرأ على الفيروس وهو ينتشر بين الناس.
وقال فرانسوا بالو الأستاذ الجامعي الذي قاد فريق البحث إن النتائج توضح أن نسبة كبيرة من التنوع الوارثي العالمي للفيروس موجودة في كل الدول التي تضررت بشدة من انتشاره.
وفي موسكو، أكد مكتب وزيرة الثقافة الروسية أولغا ليوبيموفا، صحة الأنباء عن تشخيص إصابتها بـ «كوفيد - 19».
واحتلت روسيا، أمس، المرتبة الخامسة بين الدول الأكثر تضررا في أوروبا من الفيروس.
وأشارت الأرقام الرسمية إلى تسجيل 10 آلاف و559 حالة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، ليبلغ العدد الإجمالي 165 ألف و929، وبذلك تتقدم روسيا على ألمانيا لتصبح خامس أكثر الدول تضررا في أوروبا والسادسة في العالم.
ولكن معدل الوفيات (1537 حالة وفاة) يبقى منخفضا مقارنة بإيطاليا أو إسبانيا أو فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة.
في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، حيث يتوقع الخبراء تفاقم الوباء في الأيام المقبلة، سجلت أكثر من 282 ألف إصابة، حتى أمس.
في الجزائر (الراي)، قال وزير الصحة عبدالرحمان بن بوزيد، أمس، إن البلاد «تمكنت من تجاوز مرحلة الخوف من انتشار فيروس كورونا».
وأضاف ان «الوضع مقلق لكن الجزائر تسجل حالة استقرار»، كما أن عدد المصابين يمكن أن يرتفع أكثر مما هو عليه اليوم»، مشيراً إلى أن «هناك أشخاص يحملون الفيروس ولا يتوجهون إلى المستشفيات».
من جانبه، يطوّر المغرب استخدام الطائرات المسيرة في مكافحة الفيروس في شتى المجالات، من مراقبة السكان من الجو وتوجيه رسائل تحذير إلى تعقيم المساحات العامة، في تدابير تتماشى مع توجه دولي لإيجاد حلول تراعي التباعد الاجتماعي.
في الأثناء، تستعيد البؤرة الأساسية للوباء في الصين تدريجياً حياتها الطبيعية.
وبدأت مدارس مقاطعة هوبي التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد في ديسمبر، باستقبال طلبة المدارس الثانوية أمس، من دون الإعلان عن موعد استقبال طلبة المراحل الأخرى.
وفي الفاتيكان، قال البابا فرنسيس في ختام عظته العامة التي ألقاها من المكتبة البابوبة بدلاً من ساحة القديس بطرس بسبب إجراءات العزل العام المفروضة في إيطاليا، إنه يتعين على أصحاب الأعمال احترام كرامة العمال، خصوصاً المهاجرين.