سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي خزّن في داخله الكثير من قصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان... آمال وآلام.
وقفة أمام المرآة في الكبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخر الذي يخفيه صاحبه عن محيطه الخاص والعام... قد تنطلق محادثة مع الذات، يحاورها، يتأملها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها... ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».
«الراي»، منحت الفنانين الفرصة للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس. فماذا تقول الفنانة السعودية نيرمين محسن لنفسها؟
• عندما تقفين أمام المرآة من ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرت وأصبحت ما عليه الآن؟
- أرى دائماً الطفلة التي بداخلي، وأرى أحلامها وطموحاتها وشغفها بما أنا عليه الآن.
• عادة، ماذا تتحدثين مع نفسك؟
- تارة أعاتبها، وتارة أكافئها، وطوراً أحزن منها وعليها وآخر أفخر بها.
• على ماذا ندمت في مسيرتك الفنية؟
- لربما لم أندم على شيء، فكل ما قدمته أنا مقتنعة به.
• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك فنانة مشهورة؟
- أنا دائماً مع أصدقائي القدامى وحتى الجدد منهم أنسى ذلك الأمر، لأن دخولي مجال الفن كان إشباعاً لشغفي وحبي لهذا العالم، وليس بحثاً عن الشهرة.
• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدث بها أحد ما اليوم أمام الآخرين؟
- تعودت ألا أخاف إلا من الله، لأن البشر عادة في بعض الأحيان يطلقون الأحكام على الآخرين، خصوصاً أنني تعرضت لإشاعات مغرضة لكن ليست من الجمهور، وكل ذلك لغرض تضليل الرأي وبحثاً عن «الشو» الإعلامي على حساب اسمي، لكن لا يهمني ولن يهمني في أي وقت لأن من يعرف نيرمين لن يسمع عنها بل سيسمع منها، ودائماً أنا واثقة بالله وبكل محبيني أنهم يعرفونني أكثر من نفسي، لذلك لا يهمني من يترصد لأذيتي.
• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن لكونك فنانة لا تستطيعين ذلك؟
- أكثر الأوقات تراودني أفكار جنونية مثل تجربة الباريستا، أو توصيل الناس بسيارتي لقضاء مشاويرهم وسماع قصصهم الشيقة.
• أي حياة تشعرين بأنها أفضل... ما قبل الشهرة أم بعدها؟
- أمانة لا أعلم، لأنني حققت الشهرة بعمر صغير «المراهقة»، لكن أيضاً لا يمكنني أن أنكر أن للشهرة إيجابيات وسلبيات أيضاً.
• متى قلتِ «ليتني لم أدخل المجال الفني»؟
- عندما رأيت أنه من الممكن أن تُظلم من البعض من دون سبب.
• متى شعرت أن الفن أنقذك من شيء سيئ؟
- عندما هربت من حالة الاكتئاب الشديد التي مررت بها إلى التمثيل، هذا الأمر ساعدني حتى لا أغرق أكثر في حالتي.
• ما موقفك في حال كنت في مكان ما، ولم يتعرف عليك أحد؟
- أتعامل مع الموضوع بشكل عادي، لأنني أنسى في بعض الأحيان شهرتي وأنني فنانة، فأتعامل بكامل عفويتي وطبيعتي.
• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟
- أكافئها عندما كنت أذهب لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي «هالشي عندي يسوى الدنيا وما فيها»، فعلاً شعور عظيم وراحة لا حدود لها.
• وفي المقابل، كيف توبخين نفسك إن أخطأت؟
- أحاول أن أتعلَّم من أخطائي وأن أتجنبها مستقبلاً.
• ما الذي تغيّر في شخصيتك مع من هم حولك بعد دخول الفن؟
- أصبحت أضع حدوداً مع الجميع لأنني أنا من وضعت نفسي بمواقف عدّة سابقة بسبب عفويتي الزائدة عن اللزوم. نعم، جميلة هي العفوية، لكن في الوسط الفني يجب أن تتعامل وفق حدود كي لا تؤذي نفسك.
• متى تنسين أنك فنانة؟
- عندما أجلس مع أمي والمقربين مني.
• هل تشعرين أحياناً بانفصام في الشخصية بين الحقيقية والفنية؟
- نعم، في كثير من الأحيان شعرت بهذا الخطر، لأن الفنان على مدار السنة يعيش شخصيات ليست شخصيته، لكن الشاطر هنا الذي يعرف كيف يفرق بينها.