رواق

الحجر التلفزيوني

1 يناير 1970 05:14 م

يتساءل الكاتب جلال عامر في تغريدة له: من الذي حوّل ‏رمضان من 30 يوماً إلى 30 حلقة؟
وبعد مرور نحو أسبوع على الشهر الفضيل، أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات، شاهدت فيها الحلقات الأولى لأكثر من سبع مسلسلات، معظمها لا يستحق المتابعة، لكننا سنتابعها، مثلي مثل كثير من المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي التي لا تكفي الحاجة مع تزايد ساعات حظر التجول، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مع اختلال الساعة البيولوجية التي جعلت أوقات التجوال هي أوقات النوم نفسها عدنا للتلفاز والعود أحمق!
ففي عصر «النتفلكس» نجد أنفسنا مجبرين على مشاهدة كل هذا الزخم من الإعلانات يتخللها بضع اللقطات من المسلسلات بالكاد نتذكرها بين كل فاصل وفاصل، وتحولت الإعلانات الى مسلسلات، فبعضها نال حظه من النقد، وبعضها الاعتراض والاحتجاج والمطالبة بالإيقاف، نعم إيقاف الإعلانات وليس إيقاف المسلسلات، لقد تطورنا فعلاً!
نعود لسؤال جلال عامر: من الذي حوّل ‏رمضان من 30 يوماً الى 30 حلقة؟ إنه الحجر المنزلي، فكل جرائم الفراغ ترتكب باسمه بما فيها الفراغ العاطفي، الذي اعتدنا أن نملأه بالكره عوضاً عن الحب، أي والله ففاقد الشيء يبحث عن عكسه، ربما لأن الجود من الموجود.
وبالحديث عن الموجود تضمنت قائمة الفراغ التلفزيوني في فترة الحجر المنزلي مسلسلات: ‏سكر زيادة، فالنتينو، بـ100 وش، خيانة عهد، ‏لعبة النسيان، فرصة تانية، الاختيار، النهاية، ليالينا 80، ونحب تاني ليه، لما كنا صغيرين، جنة هلي، الكون في كفة، وأخيرا وليس آخرا: محمد علي رود وفي انتظار مسلسل: ليه لأ.
وهي قائمة كانت تتطلب في السابق نحو عام ربما لمتابعتها جميعاً، إلا أن دوام الحال من المحال، وأجزم أنني مع استمرار الوضع على ما هو عليه في المتابعة سأصاب قبل انتهاء الشهر الفضيل بمتلازمة: كل مواطن ناقد، ومع تداخل المسلسلات الدرامية تحولت حياتنا الى دراما تلفزيونية، بحلقات لا نهائية ونهايات مفتوحة تجيب عن جلال عامر بسؤال: ‏من الذي حوّل ‏رمضان من 30 يوماً إلى 30 حلقة؟ حلقات رمضان نعرف عددها مهما اختلفت نهاياتها، أما حلقات سيئ الذكر المدعو «كورونا»، والتي أجبرنا على متابعتها في رمضان أكثر من مسلسلاته، فلا نعرف عددها ولا نهايتها والله المستعان.