عبدالله بهبهاني:
عدم التسوق لفترات طويلة وتطوير وسائل الشراء الإلكتروني
- استمرارية الالتزام بالعادات الصحية حتى بعد انحسار الموجة الوبائية
هند الشومر:
العالم لن يستمر في التوقف انتظاراً لاستكمال اكتشاف طعوم قد لا تظهر قبل عام
- قرارات تخفيف القيود يجب أن تستند إلى دراسات علمية من المتخصصين
محمد الهليلي:
بدأنا تدريجياً في السيطرة على الفيروس والإشارات واضحة
- الأوبئة تكون ثم تهون وكم من أوبئة حلت ثم اضمحلت
في وقت بدأ فيه عدد من الدول تخفيف القيود المتعلقة بمكافحة فيروس «كورونا» المستجد، تتجه الأنظار إلى «الذكاء الاجتماعي» في التعامل مع التخفيف من هذه القيود، ليكون هذا النوع من الذكاء في التعامل القائم على ممارسات لا تؤدي لزيادة احتمالية نقل الفيروس، هو كلمة السر بعد انحسار الموجة الوبائية.
وفي هذا السياق، أكد طبيب الصحة الوقائية رئيس الفريق الوقائي بمحجر «أكوامارين» الصحي الدكتورعبدالله بهبهاني أن «وعي الفرد هو اللبنة الأساس في صرح الوعي الجمعي في مواجهة جائحة (كوفيد 19)، ومن دونه لا يمكن أن تكلل الجهود الجبارة التي تبذلها المؤسسات الرسمية بالنجاح المرجو، كما أن تخفيف بعض القيود المفروضة حاليا عبر الفتح الجزئي لبعض الأنشطة المغلقة يتطلب تعزيز ثقافة الوعي بالمرض وترسيخ مفاهيمها لدى الأفراد وليس الإلمام المعرفي البحت فحسب، الأمر الذي سيؤدي حال حصوله إلى تغليب المصلحة الجماعية على الرغبات الفردية».
وشدد بهبهاني، في تصريح لـ«الراي»، على أنه «من أهم الأمور التي ينبغي على الأفراد اتباعها، البعد عن تصديق الإشاعات وعدم نشر المعلومات المستقاة من مصادر غير موثوقة، إضافة إلى تعديل بعض السلوكيات المجتمعية بما يتناسب مع الأوضاع الحالية الأمر الذي سيسهم في عدم ضياع الجهود العظيمة التي تبذلها الطواقم الطبية»، موضحاً أن «من أبرز الأمثلة هو عدم التسوق لفترات طويلة في مراكز التسوق وتطوير وسائل التسوق الإلكتروني والاهتمام الكبير في نشر الوعي بالفيروس لدى مختلف فئات المجتمع، والأخذ بكل السبل الوقائية اللازمة في أماكن التجمعات مع ضرورة النأي عن أي تجمعات غير ضرورية، وأن تكون هناك رقابة ذاتية للفرد على سلوكياته في الأماكن العامة مما سيقلل من الحاجة إلى فرض قيود مشددة في هذا الخصوص».
واختتم بهبهاني قائلاً «أدعو إلى استمرارية الالتزام بالعادات الصحية حتى بعد انحسار الموجة الوبائية الحالية، وأن تكون عادة ملازمة للأفراد لا سلوكا آنياً موقتاً».
بدورها، قالت الرئيسة السابقة لمكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات، عضو جمعية القلب الكويتية الدكتورة هند الشومر، في تصريح لـ «الراي»، إنه «لا توجد أي دولة في العالم ستستمر بها القيود التي اتخذتها إلى مدى بعيد لأن القصد من القيود هو إعطاء فرصة للحكومات لتنفيذ خطط الاحتواء للوباء بمحاورها المختلفة، وأهم تلك المحاور التزام أفراد المجتمع بالسلوكيات والعادات التي توقف انتشار العدوى وتسيطر على الوباء وتمنع انتشاره، مثل التباعد الاجتماعي وتنظيم الاجتماعات بمراعاة البعد الصحي وغسيل وتطهير الأيدي والمحافظة على وقاية كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من التعرض للعدوى، ويرتكز هذا على المزيد من الفهم للفيروس المستجد وطرق انتشار العدوى وشدة الإصابة ومتابعة الجديد بشأن العلاجات المبنية على الأدلة والبراهين العلمية، وتجنب الإشاعات والترويج بوسائل علاج غير معتمدة علمياً».
وبيّنت أن «الاستثمار في التوعية ونشر المعرفة هو أعظم استثمار خلال الفترة المقبلة مع استمرار تعزيز قدرات النظم الصحية للترصد والتأهب والاستجابة، ووضع وتحديث الخطط الوقائية والعلاجية المبنية على الأدلة العلمية، وهي بلا شك ستكون مرتكزات منطقية ومبررات علمية لاتخاذ القرارات على مستوى الحكومات ككل وليس فقط على مستوى وزارات الصحة».
وشددت على أن «العالم لن يستمر في التوقف انتظاراً لاستكمال اكتشاف وتسجيل طعوم واقية قد لا تظهر للوجود قبل عام من الآن أو في انتظار نتائج تجارب إكلينيكية على طرق علاج متعددة قد تحتاج إلى عام لاعتمادها».
وأكدت أن «قرارات الحظر وقرارات تخفيف القيود يجب أن تستند إلى دراسات علمية من المتخصصين لأن القرارات العشوائية قد تكون عواقبها كارثية على التنمية والاقتصاد العالمي وعلى جميع نواحي الحياة».
وزادت الشومر «يجب توعية الجميع بعدم لمس الوجه أو الأنف أو الفم إلا بعد غسل اليدين على الأقل لمدة 20 ثانية أو استخدام محلول كحولي لتطهير اليدين، وضرورة اتباع التباعد الاجتماعي ولبس الكمام والقفازات والابتعاد عن المصابين بأعراض نزلات البرد»، مشيرة إلى أنه «من المهم التوعية بالتباعد الاجتماعي واتباع الإجراءات الوقائية والاحترازية ولا بد من تخفيف القيود، وخاصة ان هناك بعض حالات الانتحار بسبب الكآبة في معظم دول العالم بسبب القيود غير المدروسة والتي لا تستند إلى أسس علمية».
وفي الختام، تحدث البروفيسور محمد سالم الهليلي لـ «الراي»، قائلاً «أحب أن أزف البشرى لكل من يقطن هذا البلد الكريم أن هذا الوباء لا يمكن أن يستمر في ضوء وجود هذه الكوادر الوطنية المتمثلة بجميع الوزراء المعنيين بمواجهة هذا الفيروس، وأقول هذه الأوبئة تكون ثم تهون... كم من أوبئة حلت ثم اضمحلت وكم من أوبئة توالت ثم تولت».
وأضاف «الدولة تبذل مجهوداً كبيراً جداً، وبشهادة منظمة الصحة العالمية إننا نحتل المركز الثاني عالميا في التصدي لهذا الوباء، فنحن الآن ولله الحمد بدأنا تدريجياً بالسيطرة على الفيروس والإشارات واضحة بأعداد حالات الشفاء»، مشدداً في الوقت نفسه على أن «المطلوب من كل من يقطن الكويت أن يكون دواء ولا يكون داء بمعنى أن يبعد نفسه وأهله عن التقارب الاجتماعي بكل أشكاله، حتى لو تم تخفيف ساعات الحظر ليتم القضاء على الفيروس».
واختتم بالقول «علينا جميعاً أن نتحكم في بيئتنا لكي نمتلك السلوك السوي الواقي من الأمراض، وكل فرد يجب أن يساهم ويتعاون مع السلطات الكويتية التي أثبتت جدارتها بامتياز خارق».