أفادت مصادر مسؤولة لـ«الراي» بأن الكويت تحتاج 53 مليون متر مربع، كمساحة إضافية من المحميات الزراعية، حتى تتمكن من تلبية الاستهلاك المحلي وتوفير غالبية احتياجات السوق المحلي من المنتجات الغذائية الأساسية.
وبيّنت المصادر أن وزارة التجارة والصناعة وتماشياً مع قرارات مجلس الوزراء، أعدّت ورقة علمية أولية مختصرة لتحديد إجمالي المحميات الزراعية الإضافية، خلصت خلالها إلى أن الكويت تحتاج لـ53 ألف دونم «الدونم ألف متر مربع» إضافي.
ووفقاً لتقرير سابق أصدرته الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية في 2014 يتبين أن المساحة الكلية للكويت تقدر بـ17.82 مليون دونم ومساحة الأراضي غير الصالحة للزراعة منها تقدر بـ16.28 مليون دونم تمثل نحو 91.37 في المئة من المساحة الكلية أي أن الأراضي الصالحة للزراعة تقدر مساحتها بـ1.54 مليون دونم موزعة على أراضٍ مزروعة بالخضر والمحاصيل وأراضي أشجار ومراعٍ وأراضٍ صالحة للزراعة وغير مستعملة.
ولفتت الورقة التي أعدتها «التجارة» إلى أن الأسس التي بنيت عليها التقديرات تم تحديدها بناءً على 4 معطيات هي كالتالي:
1 - الإنتاج السنوي للدونم الواحد لأي منتج يساوي كمية الإنتاج الفعلي (طن/سنوياً) مقسوماً على المساحة المحصولية بالدونم.
2 - كمية الاستهلاك المحلي (طن/سنوياً) من أي منتج زراعي تساوي الإنتاج المحلي مضافاً إليه الواردات مطروحاً منها الصادرات.
3 - المساحة الإجمالية التقديرية للمحميات الزراعية اللازمة لتلبية الاستهلاك المحلي تساوي كمية الاستهلاك المحلي مقسوماً على الإنتاج السنوي للدونم الواحد.
4 - المساحات الإضافية للمحميات الزراعية المطلوبة تساوي المساحة الإجمالية للمحميات الزراعية اللازمة لتلبية الاستهلاك المحلي مطروحاً منها المساحات الإجمالية للمحميات القائمة حالياً والمستخدمة في الإنتاج الزراعي.
ووفقاً لهذه المعطيات تم تقدير المساحات الإضافية من المحميات الزراعية مقاسة بالدونم لكل المنتجات الغذائية الأساسية بما يقارب 53 ألف دونم، فيما شكّل البصل والثوم مجتمعين ما نسبته 40 في المئة من اجمالي المساحات الإضافية المطلوبة. وبفرض أن متوسط حجم المحمية في الحيازات الزراعية يساوي 2 دونم، فإن إجمالي عدد المحميات الإضافية المطلوبة يقارب 27 ألف محمية.
وإلى ذلك، لفتت المصادر إلى أن النقاش المفتوح حالياً يدور حول مدى جدوى المحميات في توفير الكميات المطلوبة من الأغذية الرئيسية، وفي هذا الخصوص هناك رأيان، الأول يدفع بصعوبة تحقيق الهدف المرجو من التوسع في زيادة المحميات الزراعية نظراً لمناخ الكويت الصحراوي الحار، كما أن المساحة الزراعية في الكويت تعتبر صغيرة نسبياً.
في المقابل، يدفع رأي آخر بأن دور المحميات معاكسة المناخ، حيث تتم الزراعة في هذه المحميات تحت مناخ يعاكس درجة الحرارة الخارجية، ما يساعد في إنتاج محاصيل بشكل مستمر وفي غير مواعيدها التقليدية، ومن ثم يتحقق الهدف من إنشاء المحميات للنهوض بالقطاع الزراعي في الكويت باعتباره أحد القطاعات غير النفطية.
يذكر أن تاريخ الزراعة في الكويت يعود إلى ما قبل ظهور النفط بكثير، حيث كانت الزراعة مقتصرة على مناطق محددة كالجهراء والفنطاس والفحيحيل والفنيطيس وغيرها من المناطق، ومع نهاية الستينات ومطلع السبعينات بدأ الاهتمام شيئاً فشيئاً بالزراعة الإنتاجية، وبدأ القطاع الأهلي في إقامة المزارع في مناطق الوفرة والعبدلي. وعملياً استطاعت المنتجات المحلية من الخضراوات والفواكه في الفترة الأخيرة تعويض السحب الإضافي من المستهلكين، وما عزّز ذلك تزامن هذه الفترة مع الموسم الزراعي المحلي، الذي قلل كثيراً الاعتماد على المنتجات الزراعية المستوردة.