شهدت هذه الصفحة مفارقة طريفة - أول من أمس - تمثلت في مقالة الزميل محمد العطوان وكاريكاتير الزميل بدر بن غيث.
تجلت المفارقة في أن الكاريكاتير تضمن حواراً من أم لابنتها مفاده: «سنين وأنا احن عليچ نظفي دارچ كورونا علمتچ النظافة والسنع»، أما العطوان فقال لقرائه وهو يوصيهم: «كيف تصبح زوجاً رائعاً بخطوة واحدة؟».
القاسم المشترك بين الابنة «السنعة» والزوج المثالي كورونا، فهذا الفيروس الذي يستحق لقب المربي الفاضل ينوي، على غرار إعلانات قناة روتانا، يربي اللي عمره ما تربى.
كورونا، وما أدراك ما كورونا، نظف كوكب الأرض، وضعه على وضعية الـ«pause»، ثم الميوت ثم جلس ينتقي ضحاياه، لينهي معاناة المرض والفقر، ثم يستدير نحو المستهترين به فيصفعهم ليلقنهم دروساً لن ينسوها لاستحقاقهم بها فها هو حط المتكبرين والمكابرين من علياء عروشهم ليخضعوا له دون أن يروه ويستمر في تربيته وتعليمه لهم.
ما فعله الكورونا في العالم عجزت مؤتمرات عالمية واتفاقات دولية وورش أعمال متخصصه لوزارات ومؤسسات تختص بالتربية والتعليم والصحة والنظافة و و و... لكن «حتة» فيروس يعمل حين يتوقف الآخرون وينجز ما خططوا له ولم ينفذوه.
متى ينتهي كورونا؟ حين ينهي مهمته.
إما أن نعي الدرس سريعاً ونتربى على يد الكورونا لنتخرج من صفوفه ونخرجه سريعاً وإما أن نعيد الشهر وراء الشهر والسنة وراء السنة، في محاولة للتغلب عليه ونحن نعرف أنه يغلبنا من حيث يرانا ولا نراه.
لا أراكم الله مكروهاً في عزيز، أما وقد وصلنا إلى مطلع الشهر الفضيل، فلندعُ لأنفسنا بالهداية لتنتهي الدورة التدريبية في النظافة والتباعد الاجتماعي، والتثقيف بالتخويف للمستهتر اختصاراً لما يُقال: إما البقاء في بيوتكم أو البقاء لله.
نفترق في رمضان لنجتمع في العيد مع الوعيد بأن استمرار الرفاهية والبقاء في البيوت، مع صرف الحكومات عليه وبالرهان على الوعي، الذي إن سقط فلن يكون هناك بديل عن مناعة القطيع، وسيسير الناس كالقطيع إلى المستشفيات، وسيصبح الوضع «من سبق لبق»، ولن نجد من يعالجنا لسبب بسيط: أن الحماقة أعيت من يداويها.
مبارك عليكم الشهر جميعا إلا الحمقى منكم.