المشتبه به ذَبَحَ زوجته وقَتَلَ شقيقَه وفرّ برفقة شقيقه الآخَر

لبنان «تحت صدمة» مجزرة بعقلين وضحاياها الـ 9

1 يناير 1970 09:58 م

لم يخْرج لبنان من تحت تأثير المجزرة الصاعقة غير المسبوقة التي شهدتْها منطقة بعقلين الشوفية أمس، حيث وقعتْ جريمةُ قتْلٍ جماعي متسلسلة، ذهب ضحيتها 9 أشخاص بينهم 5 سوريين.
واستمرّت التحقيقاتُ لفكّ شيفرة الجريمة المروّعة، ملابساتٍ ودوافع ومرتكب أو أكثر، وسط حالٍ من الصدمة في المنطقة التي تتربّع على ارتفاع حوالي 900 متر عن سطح البحر وهي جارةُ لؤلؤتيْ الجبل بيت الدين ودير القمر.
وتحوّلت بعقلين منذ انكشاف المجزرة بعد ظهر أمس محجة لوسائل إعلام لبنانية وعربية وأجنبية ومسرح عملياتٍ أمنية، تُستخدم فيها الطوافات العسكرية والكلاب البوليسية بحثاً عن الجاني المشتبه به م. حرفوش الفار مع شقيقه ف.
وتتركّز الجهود الأمنية على توقيف الشقيقيْن بما يتيح حسْم دوافع الجريمة التي تعدّدت الروايات حولها، إعلامياً ونقلاً عن مصادر أمنية، ولكنها تقاطعتْ عند كونها ذات طبيعة شخصية، وإن سادَ الغموض الكبير بعض مجرياتها وتحديداً لجهة طابعها المتسلسل وطريقة «إعدام» الضحايا برصاصة في الرأس وإذا كان اختيار بعضهم أو كلهم عشوائياً أو مخطَّطاً له.
وبمعزل عن خفايا المجزرة، فإن الثابت أن الجاني بدأ بقتل زوجته معلمة الرياضيات منال تيماني (له منها طفلتان) بطعنات سكينٍ في غرفة النوم سبقتْ إقدامه على ذبحها، لينطلق بعدها نحو بناء قريب قيد الإنشاء حيث أجْهز على عائلة سورية مؤلفة من زوجين وطفليهما (10 و15 عاماً). ولم يوفّر القاتل شقيقه الأصغر الذي أرداه بطلقةٍ رُجح أنه أطلقها خلال محاولة الأخير تهدئته، قبل أن ينتقل إلى بقعة غير بعيدة عند نهر بعقلين حيث عُثر على جثتيْ شخصين تبيّن أنهما من عرسال، ولكن يقطنان المنطقة ويعملان في الزراعة، ليُكتشف آخِر الضحايا على مدخل أحد البساتين التي يقوم بحراستها.
وفيما نقلت وسائل إعلام لبنانية عن مصادر أمنية أن المشتبه به في الجريمة اتصل بكل الضحايا (غير زوجته) قبل قتْلهم، أفادتْ تقارير أن التحقيقات تتركز حول إذا كان كلا الشقيقيْن حرفوش متورطين في تنفيذ المجزرة أم أحدهما، علماً أن م. موظف أمن في إحدى الجامعات في عاليه ونُقل عن أصدقاء له أنه طيب وذو سمعة حسنة ولكنه «عصبيّ».