قال رئيس مجلس إدارة شركة الاستثمارات الوطنية حمد العميري، إن الشركة تتمتع بمركز مالي قوي ومتين وبمرونة عالية في مواجهة الظروف كافة، مؤكداً «أن السياسة التحفظية المتبعة منذ سنوات أوجدت لها احتياطيات ومخصصات ستحفظها مستقبلاً، كما أنها تجني ثمارها خلال الفترة الحالية العصيبة للأسواق والقطاعات الاقتصادية كافة».
ولفت على هامش الجمعية العمومية للشركة والتي عقدت أمس إلى أن العام الماضي شهد تحديّات كبيرة على المستوى المحلي والعالمي لجهة إيجاد التوازن بين الربحية والتحفظ في الاستثمار لتقليل أي نتائج عكسية.
وأوضح أن مثل هذه السياسات الاستثمارية تعكس مدى متانة المركز المالي للشركة، في مواجهة الظروف والتغيرات في بيئة العمل الاقتصادية، ما يجعلها قادرة على استيعاب الظروف الاقتصادية غير المستقرة.
وحول النتائج المالية، أفاد العميري بأن إجمالي موجودات الشركة بنهاية 2019 بلغ 214.9 مليون دينار مقارنة بـ197.2 مليون دينار بنهاية 2018، بزيادة قدرها 8.93 في المئة، بينما ارتفع إجمالي حقوق المساهمين للشركة الأم 1.91 في المئة إلى 180.9 مليون دينار، مقارنة بـ177.5 مليون دينار بنهاية 2018.
وأشار إلى أن صافي الربح العائد لمساهمي الشركة الأم بنهاية 2019 بلغ 10.7 مليون دينار مقارنة بـ 7.3 مليون دينار بنهاية 2018، في حين بلغ إجمالي الايرادات 20.3 مليون دينار، بزيادة 32.6 في المئة مقارنة بـ 15.3 مليون دينار بنهاية 2018، لافتاً إلى أن ربحية السهم وصلت إلى 13 فلساً للسهم الواحد مقارنة بـ 9 فلوس للسهم في 2018.
وأضاف العميري أن اقتصاديات العالم كافة تأثرت كثيراً بجائحة كورونا، بما في ذلك منطقة الخليج، وتكبدت أسواق المال خسائر كبيرة، ما يتطلب وعياً وإستراتيجيات مرنة للتعامل مع المستجدات.
وتابع أن الأسواق الناشئة شهدت هبوطاً حاداً خلال الفترة الماضية، إثر تلك الأزمة الصحية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، وانهيار أسعار النفط، ما دفع إلى قيام البنوك المركزية بتخفيض أسعار الفائدة لتحفيز الطلب الكلي الفعّال ودعم الأسواق.
وأكد العميري أن خطة الشركة ترتكز أساساً على تنويع مصادر الدخل، وفقاً لآليات تقوم على تقليل المخاطر، منوهاً بأن قطاعاتها الربحية هي الروافد الرئيسية لإيرادات «الاستثمارات الوطنية، بحيث استطاعت وبكل اقتدار، أن تحافظ على الريادة من خلال الأداء المتميز لمنتجاتها خلال 2019.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي في الشركة فهد المخيزيم، إن ما تحقق من نتائج جيدة وما تشهده مجموعة «الاستثمارات الوطنية» من استقرار مالي، هو نتيجة جهود جماعية يبذلها فريقها بكل شرائحه.
وأكد أن تلك النتائج المطمئنة جاءت انعكاساً لإستراتيجية طويلة الأمد خضعت للبحث والنقاش، وتشهد تحديثاً مستمراً بما يواكب تطورات الأسواق، لافتاً إلى أن ما تشهده الساحة حالياً من تطورات مختلفة في ظل انتشار فيروس كورونا يستدعي التريث وعدم الاندفاع حتى اتضاح الرؤية.
وأشاد المخيزيم بالدور الذي تقدمه هيئة أسواق المال وبورصة الكويت، ومواكبة التطوير وتحديث الأنظمة بما يتوافق مع رؤية المستثمرعلى المدى البعيد، في ظل ما تشهده الساحة من تغيرات حالياً أو تتوقعه في المستقبل.
وأفاد المخيزيم بأن المنتجات الاستثمارية للشركة، تشكّل فرصاً استثمارية جاذبة متميزة لكل مستثمر يبحث عن الربح المنتظم على مدى آفاق استثمارية طويلة الأجل، حتى في ظل التغيرات السريعة والمتلاحقة التي يشهدها عالم أسواق المال اليوم.
وقال إن صندوق «الوطنية الاستثماري» الذي يستثمر في الأسهم المدرجة في بورصة الكويت وأسهم الشركات غير المدرجة في الكويت حقق عائداً مميزاً بلغ 19.53 في المئة، مبيناً أن صافي قيمة أصوله بلغت 136.9 مليون دينار.
وأشار إلى أن صندوق «موارد للصناعة والخدمات النفطية» الذي يستثمر في أسهم الشركات المحلية والعربية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، حقق عائداً قيمته 3.94 في المئة، وكذلك الحال بالنسبة إلى صندوق «زاجل للخدمات والاتصالات» الذي يستثمر في أسهم الشركات المحلية والعربية المتوافقة أيضأ مع أحكام الشريعة الإسلامية والذي سجل عائداً تنافسياً بنسبة 10.23 في المئة.
ونوه بأن صندوق «الدارج الاستثماري» الذي يستثمر في أسهم الشركات في الأسواق المالية الخليجية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، تمكن من تحقيق عائد بلغ 8.04 في المئة، بينما شهد صندوق «المدى الاستثماري» الذي يستثمر في أسهم الشركات في الأسواق المالية الخليجية المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية عائداً قيمته 6.06 في المئة.
وقال المخيزيم إن الأداء المتميز لصناديق الشركة الاستثمارية خلال 2019، يعكس مدى نجاح الإدارة التنفيذية في تبني إستراتيجيات فعالة ومستدامة قادرة على تطبيق أساليب عمل وممارسات تتسم بالدقة والإحكام، واقتناص الفرص الاستثمارية التي تنطوي على إمكانات النمو، وتحقيق عوائد مالية مميزة، لافتاً إلى تفوقها على نظيراتها في السوق.
وبيّن أن أوضاع السوق منذ بداية العام الحالي قد يكون لها أثرها على مسار قطاع الصناديق، مؤكداً أن تعافي الأسواق مستقبلاً سيؤدي بلا شك إلى تعافي مجمل القطاعات بما فيها قطاع الصناديق.
وعن قطاع الاستثمارات المصرفية، أوضح المخيزيم أنه يستهدف تحقيق عوائد مالية مجزية معدة وفق مخاطر محسوبة لرأس المال المستثمر، بحيث ينشط بشكل أساسي في مضمارين رئيسين اثنين، هما تقديم الخدمات الاستشارية للعملاء بما فيها عمليات الاندماج والاستحواذ، وإعادة الهيكلة والتقييم، والاكتتاب العام والخاص، والإدراج وإصدار الديون وسواها، فضلاً عن نشاط الاستثمار وإدارة الملكية الخاصة والاستثمارات البديلة في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
وأفاد المخيزيم بأن 2019 كان عاماً مميزاً بالنسبة للقطاع بأنشطته الرئيسية، الخدمات الاستشارية والاستثمارات البديلة، موضحاً أنه على صعيد إدارة الخدمات الاستشارية المالية، فقد تم إنجاز 12 عملية استشارية جديدة، شملت زيادة رأسمال شركة «وربة كابيتال»، والاستحواذ الإلزامي على أسهم شركة الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي، وخدمات ما قبل الاكتتاب العام الأولي لمجموعة استثمارية، وخدمات استشارية للمشتري في قطاع الخدمات المالية، وخدمات استشارية للبائع في قطاع الأغذية والمشروبات، بالاضافة الى العديد من مهام التقييم والدراسات الإستراتيجية.
وأضاف «نعتزم في القطاع الاستفادة من هذا السجل الحافل في العام 2020، وخير دليل بأننا قد بدأنا العام بدراسة العديد من المشاريع المستقبلية».
وعلى صعيد إدارة الاستثمارات البديلة، أفاد المخيزيم بأنه تم انجاز عدد من الصفقات الرئيسية خلال 2019، والتي كان في مقدمتها قيادة المجموعة التي استحوذت على 44 في المئة من بورصة الكويت، بينما عمدت إلى تنظيم أول صفقة عقارية متكاملة لعملائها تضمنت شراء عقار تجاري بمساحة 117 ألف قدم مربع في مدينة مانشستر (المملكة المتحدة) المؤجر لشركة تيسكو (Tesco)، والذي يحقق عائداً نقدياً قدره 9 في المئة سنوياً.
وذكر أن القطاع قام بزيادة حصته في إحدى الشركات المتخصصة بأعمال الملكية الخاصة، لتصبح حصة إستراتيجية، واقتناص فرصة شراء حصة مميزة في إحدى الشركات التي تعمل بقطاع الخدمات المالية.
وأشار المخيزيم إلى التخارج من استثمارين وصلا لمرحلة النضج، في وقت سعت الشركة لإيجاد عروض للتخارج لاستثمارات عدة أخرى.
وقال «تشكل هذه الإنجازات المهمة، حافزاً للمضي قدماً في تحقيق النجاحات في العام المقبل، باعتماد سياسة البناء على هذه الإنجازات، من خلال التخارج من استثمارات أخرى وترتيب صفقات جديدة مجزية للعملاء بالتعاون مع مجموعة الشراكات الواسعة».
واعتمدت الجمعية العمومية توزيع أرباح نقدية بنسبة 9 في المئة من رأس المال بواقع 9 فلوس للسهم الواحد عن 2019، وذلك للمساهمين المقيدين في سجلات الشركة وفقاً لمواعيد وقواعد الاستحقاقات المعمول بها.
هيكلة «إدارة الثروات»
لفت المخيزيم إلى أن قطاع إدارة الثروات شهد خلال عام 2019، إعادة هيكلة عملياته مع التركيز على تحقيق تقدم ملحوظ في توفيق أوضاع محافظ العملاء ومالكي وحدات الصناديق، بما يتماشى مع متطلبات هيئة أسواق المال ولوائحها التنفيذية.
وأشار إلى أن القطاع قدم دوراً محورياً في تسهيل أمور وإجراءات عمليات الاستحواذ والاكتتاب، بما فيها استحواذ «الاستثمارات الوطنية» على العقار التجاري «TESCO» بقيمة إجمالية بلغت 44.5 مليون جنيه إسترليني، وبتمثيل الشركة دور مدير إصدار ووكيل اكتتاب في أسهم زيادة رأسمال شركة «وربة كابيتال القابضة» بقيمة إجمالية بلغت 2.8 مليون دينار، في وقت ساهمت أيضا بدور أساسي في عملية الاستحواذ الإلزامي المقدم من شركة «الذكير للتجارة العامة والمقاولات» على أسهم شركة «الكويت والشرق الأوسط للاستثمار المالي كميفك».
كما أن القطاع نشط كمستشار استثمار نيابة عن أحد العملاء، للاستحواذ على نسبة مسيطرة من رأسمال إحدى الشركات الغذائية.
وعن أداء قطاع الاستثمارات العقارية في الشركة، أكد المخيزيم أنه كان مميزاً جداً، إذ تم خلال 2019 زيادة حجم محفظة إدارة أملاك الغير بنسبة 37 في المئة، ليصبح إجمالي العقارات المدارة من قبل القطاع 70 عقاراً، منها التجاري والصناعي والاستثماري.
جوائز عالمية
أفاد المخيزيم بأن «الاستثمارات الوطنية» حصلت على 5 جوائز، من قبل «Global Finance & Banking Awards»، كأفضل شركة استثمارية في الكويت للمرة الثانية على التوالي، وجائزة أفضل شركة لإدارة الاستثمار على مستوى الخليج العربي، وجائزة أفضل مستشار استثماري خليجي للعام 2019، وجائزة الشركة الأسرع نمواً بين شركات الاستثمار في الكويت لعام 2019 من مجلة «International Finance Awards»، وآخرها جائزة أفضل مدير أصول في الكويت لعام 2019 من مجلة «Mena Fund Manager» المتخصصة بالصناديق الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعكس السجل الناجح والأداء المتميز للشركة.