في قصيدة لسليمان المانع يقول الشاعر: وجع حب وجع شعر وجع شوق وجع ضيقة/ على كيفك وهاك اختار هذه سلة أوجاعي. وفي مشهد سريالي واكب فيه «الإجلاء الكبير» لاستقبالات صغيرة أقامها البعض بأعذار واهية عدة على وقع استجداءات حكومية للبقاء في البيت وتحذيرات حكومية أخرى من التجمعات، ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً، فالمنادى ميت قلب ميت إحساس ميت شعور ميت فهم، على كيفكم وهاك هذه سلة أمواتي مع الاعتذار للمانع. ونعود لمحاولة الإصرار على التقارب في زمن تباعد العالم فيه عن بعضه البعض، وفي عصر أغلقت الدول حدودها بين بعضها البعض حفاظاً على كيانها، يستكثر الكثيرون إغلاق بيوتهم حفاظاً على حياتهم فلا أجد تفسيراً يفسر ما لا يفسر!
قلة فهم قلة ذوق قلة أدب قلة عقل، على كيفك وهاك اختار هذه سلة تفسيراتي لتصرفات البعض مع الاعتذار للمانع أيضاً!
المصيبة أن التجمعات تتم مع سبق الإصرار والترصد، بطلب البوفيهات والعصائر والفطائر والشطائر أما الطامة الكبرى، فتكمن في توثيقها «سنابيا وانستغراميا وواتسابيا وفيسبوكيا»، أيضاً في مجاهرة سافرة تتحدى الدين نفسه ونحن على أعتاب الشهر الفضيل... أليس «كل أمتي معافى إلا المجاهرين»؟
هل بالغت؟ إذاً الحكومة بالغت في بيعها النفيس والغالي لشراء راحة شعبها، الذي لم يستوعب أن يتسلم رواتبه من دون عمل في مقابل أن يجلس في بيته بمفرده، ففتح بيته على مصراعيه مرتكباً مخالفة أقل عقوبة لها من جنس عمله وقف راتبه!
سيقول البعض: ما عندي سالفة! وإني أبالغ كثيراً وأعارض أكثر فلماذا لم يعترض العالم؟ أمام تشديد الإجراءات الاحترازية في مواجهة الإنفلونزا ويختار مواجهة القطيع بالتضحية بجزء من سكان عالم أبى أن يضحي برفاهية العزائم والاستقبالات، للحفاظ على صحته وصحة مخالطيه ومخالطيهم والنظام الصحي في بلاده. يبدو أن المراهنة على الوعي المجتمعي ليست في محلها، لما برز من سلوكيات ابتداء من الجمعيات مروراً بالممشى وصولاً إلى الاستقبالات!
عود على بدء، وبالاعتذار من المانع أخيراً، فليس من تعليق على ما تفعله ولو كانت قلة قليلة تسيء عملياً وفعلياً لفئات كثيرة، وربما تهدد الأمن الوطني إلا استعارة قصيدته: وجع!
يوجع العدو ويوجعك ياللي سامعتك تقول بعد انتهاء المقال: وجع يوجهك... فقلبي موجوع على وطني وشعبه سواء المتضرر بقلة وعيه، بل وانعدامه أو المتضرر من قلة وعي غيره!