أمل الرئيس التنفيذي في شركة «هواوي تكنولوجيز» في الكويت، ريكو لين، أن ينتهي فيروس كورونا، وأن يتلقى المرضى في جميع أنحاء العالم العلاج وأن يتماثلوا للشفاء بأسرع ما يمكن، مؤكداً أن الأزمة تنبه إلى حقيقة أن الجميع يعيش معاً في هذا العالم ويتشارك المصير نفسه.
وقال لين إنه «لا بد أن نكون متّحدين لمواجهة التحديات المشتركة، خصوصاً وأن هذا الوباء يعد واحداً منها لأن الفيروس عابرٌ للحدود وقد يصيب أي شخص في العالم بغض النظر عن جنسيته أو لونه أو ثروته».
وأضاف أن عام 2019 كان حافلاً بالتحديات بالنسبة لهواوي، ولكنها على الرغم من ذلك حققت نمواً متسارعاً منذ بدايته حتى 16 مايو 2019 واعتمدت على مخزونها الوافر لتلبية احتياجات العملاء.
وتابع أن 2020 سيحمل المزيد من التحديات لأن الشركة ستكون في «قائمة المصدّرين المحظورين» على مدار العام، لافتاً إلى أن بعض المختصين يعتقدون أن مخزونها سوف ينفد، ولذلك فإنه يعدّ اختباراً حاسماً لكفاءة إجراءات «هواوي» المتخذة من أجل استمرار توريد منتجاتها.
وأكد لين أن الأولوية القصوى لـ «هواوي» في مواجهة الوباء هي ضمان صحة وسلامة موظفيها، إذ اتخذت منذ بداية هذه الأزمة إجراءات صارمة لحمايتهم، لافتاً إلى أنها تعمل في الوقت ذاته على تلبية متطلبات العملاء والجهات الحكومية في جميع أنحاء العالم خلال فترة مواجهتهم للوباء.
وذكر أنه مع استئناف جميع أنشطة الإنتاج في الصين، ستتمكن الشركة خلال وقت قصير من الإمساك بزمام الأمور ومتابعة تزويد عملائها وشركائها في جميع أنحاء العالم بالمنتجات من جديد، منوهاً بأن «هواوي» أنشأت على مدار أكثر من عقد من الزمن نظاماً متيناً لإدارة استمرارية الأعمال وعملت على تعزيزه، وهو يشمل كل مراحل أعمالها من الموردين إليها ومن ثم إلى عملائها.
وكشف لين عن التزام «هواوي» باتباع إستراتيجية عمل استثنائية على المدى الطويل لتأمين احتياجاتها عبر مصادر وقنوات متعددة، وستستمر باتباع هذه الاستراتيجية، مشيراً إلى أنها لا تعتمد على دولة واحدة أو مصدر واحد للتوريد، ومشدداً على أنها تتمتع بالعديد من الحلول التي تتيح تزويد العملاء بمنتجاتها الرئيسية وتثق بقدرتها على استئناف تزويد عملائها ومستهلكيها بأفضل المنتجات والخدمات.
الجيل الخامس
وتابع لين أن تقنيات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، باتت عوامل أساسية تعزز جهود الدول في تنفيذ إستراتيجيتها الوطنية لإنجاز التحول الرقمي، مبيناً أن منطقة الشرق الأوسط كانت في مقدمة دول العالم التي اعتمدت تقنية الجيل الخامس، مع إطلاق الشبكات التجارية في دول عدة بالإضافة إلى خدمات الجيل الخامس المخصصة لتعزيز القطاعات المحلية الحيوية التي لا تقتصر على قطاع الاتصالات فحسب.
ولفت إلى إطلاق مجموعة «هواوي كارير» لشبكات الاتصالات، شبكات الجيل الخامس التجارية في جميع أنحاء العالم وكانت متقدمة خطوات في هذا المجال بفضل استثماراتها المسبقة في أبحاث الجيل الخامس منذ عام 2009 والتي بلغت قيمتها أكثر من 4 مليارات دولار.
وأفاد لين أنه في الوقت نفسه أرست مجموعة أعمال «هواوي إنتربراير» لقطاع المشاريع والمؤسسات أسس التحول الرقمي بالتعاون مع الشركات والحكومات، إذ أنجزت ذلك معتمدة على أن 60 في المئة من سكان العالم سيحصلون على خدمات الجيل الخامس مع نهاية عام 2025، وأن 97 في المئة من الشركات الكبرى ستنشر خدمات الذكاء الاصطناعي وفقاً لآخر تقارير «الرؤية الصناعية العالمية».
وبيّن أنه تم شحن ما يصل إلى 240 مليون هاتف ذكي إلى مختلف أنحاء العالم على مدار العام، في وقت حققت «هواوي» تقدماً كبيراً في مسيرة تطوير النظام الإيكولوجي لتوفير تجربة مستهلك ذكية وشاملة، وأجهزة متعددة تشمل الكمبيوتر الشخصي والأجهزة اللوحية والأجهزة التي يمكن ارتداؤها والشاشات الذكية.
وأكد لين أن تفشي فيروس كورونا المستجد يفرض تحديات جديدة تتمثل بالركود الاقتصادي والأزمة المالية وتراجع الطلب في الأسواق، كاشفاً أن أولوية الشركة الحالية هي ضمان سلامة موظفيها ومتابعة الوفاء بتلبية احتياجات العملاء والحكومات في ظل مواجهتها لهذا الوباء.
ورأى أنه من الصعب في هذا الوقت التنبؤ بأداء الشركة خلال عام 2020 بدقة، كونها فترة استثنائية تحمل الكثير من المتغيرات التي يجب التكيف معها بشكل آني، معرباً عن ثقته بأن التكنولوجياً تمثل الوجه الإيجابي خلال فترة الأزمة كونها تساعد على التعامل معها وتعمل على رفد كل القطاعات وفي مقدمتها القطاع الصحي بالأدوات والحلول اللازمة للخروج منها.
الحملة الأميركية
كشف لين أنه كان لحملة الولايات المتحدة ضد «هواوي» أثر كبير، إذ ترتب عليها بسببها الكثير من العمل الإضافي وتطلب الأمر وقتاً لتوضح لعملائها وشركائها والجهات الحكومية أيضاً الظروف التي تمر بها.
وقال إنه بخصوص الاعتماد على برامج «هواوي» ونظامها الإيكولوجي بشكل كامل، فإن جميع الهواتف الذكية التي أطلقتها بعد 16 مايو 2019 لا يمكنها أن توفر خدمات «غوغل» للهاتف المحمول.
وأوضح أنه لحماية مصالح مستخدمي هواتف الشركة الذكية في جميع أنحاء العالم وضمان تجربة مستخدم مميزة، فقد أطلقت منصة «خدمات هواوي» ومتجر «تطبيقات هواوي» والذي يعد واحداً من بين أفضل 3 منصات للتطبيقات في العالم وهو متاح الآن في أكثر من 170 دولة ومنطقة ويستخدمه أكثر من 400 مليون مستخدم شهرياً.
وكشف أن الشركة ترغب بأن تتاح تطبيقات «غوغل» في متجر تطبيقات «هواوي» مثلما هي متاحة في متجر تطبيقات «آبل»، بحيث يمكن من خلال هذا التعاون توفير محتوى أفضل وأكثر تنوعاً للمستهلكين.
وأكد رغبة الشركة بأن يتمكن جميع مستخدمي الهواتف الذكية التي تدعم تقنية الجيل الخامس خارج الصين، من استخدام تطبيقات «غوغل»، آملاً أن تحقق مبيعات هواتفها الذكية بتقنية الجيل الخامس نمواً خارج الأسواق الصينية.